تحوّل توقيع كتاب "موت من أجل فرنسا" للطيفة بن زياتن أم الجندي الفرنسي المغربي الذي اغتيل على يد محمد المراح في باريس الى لحظة مؤثرة بعد تقديم الأم لشهادة حية حول معاناتها جراء اغتيال عماد بن زياتن.
لطيفة ابن زياتن وبمجرد ما انطلقت في استرجاع شريط الأحداث حتى بدأت في ذرف الدموع الحزن على فراق الابن والصديق وعن حزن الاغتراب والجرح في بلاد الغربة، ودموع الفخر بالمواساة التي لقيتها من بلدها الأصلي الذي لم ينساها وساندها في محنتها حتى وإن كانت قد غادرته منذ حوالي أربعين سنة.
"فرنسا التي أمضيت فيها عمري نسيتني في محنتي ووُجِدتُ وحيدةً لا مُعين لي بعد أن قُتل ابني، لكنني تفاجأت باتصال من المغرب يقول لي أنت مباشرة على موجات الأثير تحدثي فالمغرب لا يمكن أن يترك أما مجروحة في الغربة" تقول لطيفة بنزياتن بتأثر، "منذ ذلك الحين وأنا أتلقى ودا ودعما من المغرب ومن جلالة الملك بشكل شخصي الذي لن أنسى فضله على عائلتي، وهذا الحب الذي لقيتُه من بلدي هو ما دفعني إلى الحضور هنا هذا اليوم ولم أتردد في طلب مجلس الجالية المغربية بالخارج" تضيف لطيفة بن زياتن .
تأثر الأم المغربية خلال تقديم كتاب "موت من أجل فرنسا" لم يُخفِ صلابة لطيفة بنزياتن وعزمها على نشر رسالة المحبة والسلام لمواجهة العنف والكراهية التي قالت إن الظروف الاجتماعية الصعبة والتهميش الذي يعيشه شباب الضواحي هو الذي يؤدي الى بروز أمثال محمد المراح الذي قتل ابنها عماد وستة فرنسيين أخرين.
وفي الإطار نفسه أوضحت لطيفة بن زياتن بأن فكرة تأسيس جمعية تحمل اسم ابنها وتساعد أبناء الضواحي كان وراءه إطلاعها بشكل شخصي على ظروف الإقصاء والتهميش التي عاينتها بعد توجهها الى اكتشاف محيط عيش قاتل إبنها، "لن أسامح قاتل إبني لكنني سامحت محمد المراح بالنظر للظروف التي كانت سببا في دفعه الى ارتكاب الجريمة" تخلص لطيفة بن زياتن.