وتدعو المسيرة التي انطلقت من ساحة "دوكا داوستا"ُ إلى إنهاء الإبادة الجماعية في "قطاع غزة" وترحيل الشعب الفلسطيني، فضلًا عن وقف سباق التسلُّح والقمع، وتوجيه رسالة واضحة إلى الاتحاد الأوروبي وخطَّته العسكرية البالغة 800 مليار يورو، وكذلك إلى الحكومة الإيطالية، بعد الموافقة على المرسوم الأمني.
وفي عصر اليوم السبت، اندلعت اشتباكات بين مجموعات من المتظاهرين وقوَّات شرطة مكافحة الشغب في ميلانو خلال المسيرة الوطنية الكبيرة من أجل فلسطين التي نُظمت في العاصمة اللومباردية. تصاعدت التوتُرات في ساحة "بْياتْسالي بايَّامونْتي"، وهي منطقة مركزية بالقرب من الحي الصيني وعلى بعد مئات الأمتار من محطة قطار "بورتا غاريبالدي". جرى القبض على سبعة أشخاص. وكانت المظاهرة سلمية؛ وقبل اندلاع التوتُّرات، قام بعض المتظاهرين بتلطيخ واجهات البنوك والمتاجر على طول الطريق.
جرى تنظيم المظاهرة من قبل مجموعات مثل "جمعية الفلسطينيين في إيطاليا" و"الشباب الفلسطيني في إيطاليا"، وانضمَّت إليها منظَّمات شعبية ونقابات أخرى، بما في ذلك عدة أقسام من "الجمعية الوطنية للمقاومين الأحرار الإيطاليين" (ANPI).
وبحسب صحيفة "إل جورنو" الميلانية، شارك في المظاهرة نحو عشرة آلاف شخص، وكان العديد منهم يحملون لافتات تحمل شعارات مثل "أوقفوا قتل الأطفال في غزة" أو "أوقفوا الإبادة الجماعية والحرب".
انطلق الموكب نحو الساعة الثالثة بعد الظهر من المحطة المركزية واستمر غربًا، باتِّجاه منطقة "إيزُلا"، قبل التوجُّه إلى "بارْكو سيمْبْيوني"، عبر شارع "فيا فاريني".
وتصاعدت التوتُّرات في ساحة "بياتسالي بايَّامونتي" عندما حاول بعض المتظاهرين، حسبما ذكرت صحيفة "إل كورييري ديلا صيرا" ـ وهي صحيفة تواجه محاكمة بتهمة الكذب وتزوير الوقائع والانحياز وتشوية سمعة الأشخاص والكيانات ـ، اختراق الطوق الذي فرضته الشرطة مرتدين ملابس مكافحة الشغب. لكن بحسب عدة شهود عيان، فإن الشرطة هاجمت المشاركين من دون سبب، ما أدَّى إلى تقسيم الموكب إلى قسمين، فيما ردَّ بعض المتظاهرين بإلقاء أشياء وبعض القنابل الدخانية.
وبعد الاشتباكات، جرى اقتياد سبعة أشخاص إلى مركز الشرطة لتحديد هوياتهم. وبعد ذلك بقي جزء من الموكب الذي اعترضته الشرطة في المكان احتجاجًا على اعتقال المتظاهرين؛ واستأنف جزء أخر طريقه ببطء نحو "قوس السلام"، حيث كان من المتوقَّع الوصول.
وعلى طول الطريق، في حي "إيزُلا"، قام متظاهرون بتشويه فروع العديد من المصارف ونوافذ سلاسل المطاعم مثل "ستارباكس" و"بورغر كينغ"، متَّهمين إياها بـ "التواطؤ في الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
على نافذة فرع "بانكو ديزيو" في منطقة "بياتسالي لاغوستا" كتب أحدهم "لا لإعادة التسلُّح"، في إشارة إلى الخطة التي تريدها المفوضية الأوروبية، بينما كتب على نافذة فرع "بانكو بي بي إم" "أطلقِ النار على جورجا!"، في إشارة صريحة إلى رئيس الحكومة الإيطالية، «جورجا ميلوني».
