"إندبندنتي" الإيطالية: «ميلوني» تجلب لترامب الإنفاق العسكري والاستثمارات مقابل حصولها على "لا شيء" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 19 أبريل 2025

"إندبندنتي" الإيطالية: «ميلوني» تجلب لترامب الإنفاق العسكري والاستثمارات مقابل حصولها على "لا شيء"

الإيطالية نيوز، السبت 19 أبريل 2028 - كانت الحكومة بأكملها قد أقسمت أنَّها لن تذهب إلى واشنطن وهي تظهر الاعتراف الاعتراف والاحترام لسياسة «ترامب» بشأن الرُّسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها على الوارادت والصادرات في الولايات المتحدة، ولكن في أعقاب الاجتماع الذي طال انتظاره بين «جورجا ميلوني» و«دونالد ترامب»، أصبح من الواضح تمامًا ما وعدت به رئيسة الوزراء الإيطالية  الرَّئيس الأمريكي، في حين لا توجد أي فكرة عمَّا يمكن أن تحصل عليه إيطاليا في المقابل.

والحقائق التي تدل على الانبطاح وطأطأة الرأس هي كما يلي: أكدت الحكومة الإيطالية أنها ستزيد على الفور الإنفاق العسكري إلى %2 من النَّاتج المحلِّي الإجمالي، وأنَّها ستجلُب استثمارات أخرى بقيمة 10 مليار يورو من قبل الشركات الإيطالية في الولايات المتحدة وأنَّ بلادنا ستزيد بشكل أكبر من وارداتها من الغاز السَّائل الأمريكيماذا في المقابل؟ رسميًا، لم يكن هناك سوى العديد من المجاملات الشخصية من «ترامب» إلى «ميلوني» ووعد الرئيس الأمريكي، الذي وصف الأوروبيين في مناسبة سابقة بـ "الطفيليين"، بزيارة إيطاليا.

وزار إيطاليا نائب رئيس الولايات المتحدة، «جيه دي فانس» (J.D. Vance)، وستكون المناقشات معمقة. ولكن ما إذا كانت هذه الخطوة ستسفر عن أي شيء ملموس يبقى أن نرى، بالأخص وأنَّ واشنطن أكَّدت مِرارًا وتِكرارًا أنَّ الرسوم الجمركية ستظلُّ كما هي بالنسبة لجميع الدول الأوروبية، من دون مفاوضات ثنائية مع الدول بشكل فردي. ومِن ثَمَّ، فليس من الواضح حتَّى الآن ما الذي تستطيع الحكومة الإيطالية أن تحصل عليه أو تريد الحصول عليه من «ترامب»، إن لم يكن الحصول على رصيد سياسي لاستخدامه على الجبهة الانتخابية المحلِّية وفي بروكسل (مقر المفوضية الأوروبية).

إنَّ تكاليف الهدايا التي جلبتها «ميلوني» لِـ «ترامب» واضحة: سيتعيَّن على المواطنين الإيطاليين إنفاق ما يقرب من 10 مليار يورو سنويًا لخفض الإنفاق العسكري من %1،57 حاليًا إلى %2 من الناتج المحلي الإجمالي الوطني؛ وسيتعيَّن عليهم أن يتحمَّلوا التكاليف الاجتماعية للاستثمارات التي تقوم بها الشركات الإيطالية في الولايات المتحدة، وهو ما يعني على الأرجح نقل جزء من الإنتاج إلى الخارج؛ وسيتعيَّن على إيطاليا أن تستمرَّ في دفع المزيد مقابل الطَّاقة وتحمُّل الزِّيادة في محطَّات إعادة التغويز قبالة السواحل، نظرًا لأنَّ إيطاليا، لأسباب تتعلَق بالرَّاحة السياسية، ستستمرُّ في استيراد الغاز السَّائل من الولايات المتحدة، والذي يجب نقله بالسفن لآلاف الكيلومترات ثم إعادته إلى الحالة الغازية للاستخدام، بدلًا من شرائه من روسيا أو دول شمال إفريقيا بتكلفة أقل بكثير. 

وكانت مجاملات «ترامب» الرائعة لِـ «ميلوني»، التي وصفها بأنَّها "شخصُُ عظيمُُ" و"رئيسة وزراء تقوم بعمل رائع"، كافية لكي تشيد الصحافة الحكومية الإيطالية بالرِّحلة بسخاء. 

تعليق الصحف الإيطالية على مضمون هذه الرحلة:
"المهمَّة أُنجِزت"، هكذا كتبت صحيفة "ليبِرو" بحماسٍ؛ بينما كتبت صحيفة "لافيريتا" المعارضة السابقة: "سجادة ترامب الحمراء المنفصلة عن الواقع الأوروبي؛ ثم كتبت "إل تيمبو": "الولايات المتحدة الجورجية"، التابعة الحزينة الممثِّلة للسياديين الإيطاليين"، مع ازدراء صريح لسياسة التبعية للحامي الأمريكي: من أنصار الحكم الذاتي الوطني، إلى الحماس الجامح للحصول على دور الحلفاء الأكثر إخلاصًا للسيِّد المستعمِر على حساب المواطنين الإيطاليين.