قوات الاحتلال لإسرائيلية تعزل "رفح" والأمم المتحدة تقول: “غزة أصبحت منطقة "ما بعد نهاية العالم” - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 13 أبريل 2025

قوات الاحتلال لإسرائيلية تعزل "رفح" والأمم المتحدة تقول: “غزة أصبحت منطقة "ما بعد نهاية العالم”

الإيطالية نيوز، الأحد 13 أبريل 2025 - “الواقع في غزة هو واقع ما بعد الخراب”: بهذه الكلمات المأساوية وصف «فيليب لازاريني» (Philippe Lazzarini)، المفوِّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الوضع الحالي لقطاع غزة، الذي تحوَّل إلى ركام من الأنقاض بعد أشهر من القصف الإسرائيلي المستمر. وتأتي كلماته في وقت جرى فيه عزل "رفح" بالكامل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، ما جعلها تتحوَّل إلى جيب محاصَر داخل أرض دمَّرها الاحتلال بالفعل. وفي هذه الأثناء، هاجمت القوات الإسرائيلية هذا الليل مستشفى "الأهلي العربي" في مدينة غزَّة بينما كانت عملية إخلاء المرضى جارية. وقد دمَّرت غارتان جويتان قسم الطوارئ، المدخل الرئيسي، والمرفق الذي كان يوفِّر الأوكسجين للأقسام المكثَّفة.

أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنَّها أكملت بناء ممر "موراغ"، وهو خط مُحصَّن يفصل "رفح" عن باقي قطاع غزة. وتقول تل أبيب إنَّ هذه الخطوة جاءت استجابةً للحاجة إلى منع التهريب ومحاصرة قياديي حركة حماس، لكن بحسب العديد من المحلِّلين الدوليين، فإنَّها جزء من مشروع أوسع يهدف إلى فرض سيطرة دائمة على أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينية. ويُضاف إلى هذا المشروع "ممر نتساريم"، الذي يقسم القطاع بشكل طولي، والذي سيحدث توسيعه قريبًا، وفقًا لما صرَّح به وزير الحرب الصهيوني، «يوآف غالانت».

وقد صرّح «روبرت غايسْت بينفولد»، الخبير في كلية "كينغز"، في لندن، لقناة "الجزيرة" بأنَّ الممرَّات العسكرية التي تبنيها إسرائيل تعكس استراتيجية أعمق بكثير: وهي ضمان السيطرة عن بُعد على غزة، مع القدرة على عزلها أو محاصرتها أو احتلالها متى شاؤوا. وبالتالي، يحدثُ تمزيق المناطق الحضرية الفلسطينية، في حين يجد السكَّان المدنيون أنفسهم محاصرين بشكل متزايد في أماكن ضيِّقة وغير صالحة للعيش.

بدوره، أمر الوزير الإسرائيلي «كاتس» كذلك بعمليات نزوح جديدة في "خان يونس"، المدينة التي أنهكتها الحرب، والتي لم تتوقَّف فيها الغارات قط. وقد تلقّى عشرة أحياء إنذارًا نهائيًا: الإخلاء الفوري أو مواجهة هجوم عنيف. يأتي ذلك في وقت يخضع فيه قطاع غزَّة لحصار كامل منذ أكثر من شهر، حيث تنعدم فيها الإمدادات من الغذاء والوقود والمساعدات الصحية. ويعيش نحو 2،1 مليون فلسطيني الآن متكدِّسين في ثلث المساحة الأصلية للقطاع.

اتَّهمت حركة حماس رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» بإطالة أمد الصراع لأغراض سياسية، متجاهلًا إمكانية تنفيذ صفقة تبادل أسرى قد تنهي الحرب. وقالت الحركة في بيان: “دماء أطفال غزة والأسرى هي ضحية لطموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الشخصية”. وتردَّدت هذه الاتِّهامات أيضًا داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي بات منقسمًا بشكل متزايد ومنهكًا من حرب لا نهاية لها.

وفيما يتعلَّق بالهجوم الذي شنَّته إسرائيل على مستشفى "الأهلي"، وصف مراسلو قناة الجزيرة المشهد بأنه «صادم». بعد الغارات، أصبح المستشفى خارج الخدمة تمامًا ولم يعد قادرًا على تقديم أي رعاية طبية لازمة. وقالت القناة: “هذا يترك المرضى الذين كانوا يسعون لتلقِّي العلاج داخل المستشفى من دون بديل مناسب، في الجزء الشمالي من قطاع غزة”، مشيرةً إلى أنَّ الأمر “لا يتعلَّق بمستشفى أو إثنين، بل بـ قائمة تضمُّ 36 مستشفى، بما في ذلك مرافق صحية خاصة، جرى تدميرها وإغلاقها.

وباختصار، لا تزال غزة جحيمًا مستمرًا للسكان المدنيين: فقد أدانت الأمم المتحدة يوم الجمعة الغارات المتواصلة التي يشنها الجيش الإسرائيلي، وذكرت أنه “بين 18 مارس و9 أبريل 2025، وقع نحو 224 هجومًا إسرائيليًا على مبانٍ سكنية وخيام للنازحين”، مضيفة أن “نحو 36 من هذه الهجمات أسفرت عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال فقط”.