فلسطين: "برنامج الأغذية العالمي" يدقُّ ناقوس الخطر بشأن المجاعة المتعمَّدة في "قطاع غزة" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 19 أبريل 2025

فلسطين: "برنامج الأغذية العالمي" يدقُّ ناقوس الخطر بشأن المجاعة المتعمَّدة في "قطاع غزة"

الإيطالية نيوز، السبت 19 أبريل 2028 - في قطاع غزة يتزايد مناخ الرُّعب النَّاتج عن هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي: منذ فجر أمس، لقي ما لا يقل عن سبعين مدنيًا حتفهم نتيجة للغارات الإسرائيلية المتواصلة التي ضربت المنازل ومخيَّمات اللَّاجئين، مَا أدَّى إلى إزهاق أرواح في كل ركن من أركان القطاع، من مدينة "غزة" إلى "رفح". وبينما تتراكم الجثث في ممرَّات المستشفيات التي أصبحت بلا أَسِرّة، حَذَّر "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة من أنَّ نظام المساعدات الإنسانية على وشك الانهيار وأنَّ المجاعة تُلوِّح في الأفق. في ما كان مسرحا للرُّعب لعدة أشهر، حيث الماء هو سراب والمولِّدات الكهربائية لا تزال متوقِّفة، تحوَّل مليوني شخص إلى رهائن جائعين، بلا دواء أو حماية.


من الشمال إلى الجنوب، كثَّف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه: أفادت مصادر طبية في وزارة الصحة الفلسطينية بشنِّ ضربات مدفعية وغارات جوية قاتلة ليس فقط على مدينة "غزة" والقطاع الشمالي اللذين تعرَّضا للقصف بالفعل، بل وأيضًا في "خان يونس" و"رفح".


وقال عُمَّال الصحَّة لقناة "الجزيرة" القطرية إنَّ سيَّارات الإسعاف نَفَد منها الوقود، والعيادات تحوَّلت إلى ثلَّاجات للجثث، والأطفال يعانون من سوء التغذية.


لقد جرى إغلاق المعابر لمدَّة ستة أسابيع، والمساعدات الغذائية والأدوية تفسد خارج الحدود. "هذه ليست حربًا، بل هي هجوم شامل على شعب أعزل"، يكتب «جاك خوري» في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، واصفًا استخدام كلمة "حرب" بأنه "مُضلِّلة"، ومؤكِّدًا في الوقت نفسه على أنَّ إسرائيل جعلت المدنيين في غزة "رهائن لأداة ضغط تعتمد على الجوع والعطش".


منذ 18 مارس، أُجبر 420 ألف شخص على النزوح مرة أخرى بسبب عمليات الإخلاء في %69 من الأراضي. بالأمس، قُتل أكثر من سبعين رجلًا وامرأةً وطفلًا: بينهم سبعة أفراد من عائلة «نصار» في "حي الزيتون"، وستة في "خان يونس"، وعشرة في منزل واحد في "بني سهيلا".


في هذه الأثناء، تدقُّ المنظَّمات الإنسانية ناقوس الخطر بشأن المجازر التي يرتكبها جيش الكيان الصهيوني والجوع الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.


الأرقام صادمة: أكثر من 51 ألف فلسطيني قُتلوا حتَّى الآن ومئات من العاملين في المجال الإنساني بين القتلى - ما لا يقل عن 400 من رجال الإنقاذ و1300 عامل في مجال الصحة وفقًا للأمم المتحدة - في كثير من الأحيان بسبب الهجمات التي لا توفِّر حتَّى القوافل والمستشفيات. وأجبرت الغارة التي شنَّتها قوَّات الاحتلال، الأحد، على مستشفى "الأهلي العربي" في الشمال، وهو مستشفى يعمل جزئيًا، على إغلاق وحدات العناية المركَّزة التابعة له.


بعد 18 شهراً من الحرب غير المتكافئة وحصار كامل دام ستة أسابيع، اضطرَّت 95% من المنظَّمات الإنسانية الدولية والفلسطينية البالغ عددها 43 منظَّمة إلى تقليص خدماتها أو تعليقها منذ انتهاء وقف إطلاق النار في 18 مارس.


وكتب "برنامج الغذاء العالمي" التابع للأمم المتحدة على برنامجه أمس: "يعتمد مليونا شخص في غزة، معظمهم من النَّازحين ومن دون دخل، بشكل كامل على المساعدات الغذائية"، مشيرًا إلى أنَّه "مع تناقص الإمدادات وبقاء الحدود مغلقة، تحتاج غزة إلى الغذاء الآن."


وأكَّد الرؤساء التنفيذيون لمنظَّمة "أنقذوا الأطفال" وإحدى عشرة منظَّمة غير حكومية أخرى على أنَّ "هذه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في جيلنا المسكوت عنها".


وأضافت: "لا يمكننا تقديم أي مساعدة إذا لم نتمتَّع بضمانات أمنية". هذا ما ندَّدت به المنظمات التي أفادت بوجود ما لا يقل عن 9 آلاف منصَّة محمَّلة بالإمدادات محتجزة خارج قطاع غزة.


وتضيف المنظَّمات غير الحكومية أنَّ القواعد الجديدة التي فرضتها إسرائيل على التأشيرات وتسجيل المنظَّمات غير الحكومية ــ والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنَّها "تقييد خطير للمساعدات حتى آخر سعرة حرارية وحبة دقيق" ــ قد تؤدِّي إلى سقوط المزيد من الضحايا، ومنع أي تدخُّل مستقل بشكل فعَّال.


وفي هذه الأثناء، كشفت الحكومة الإسرائيلية أخيراً عن خططها في قطاع غزة. وقد قام بذلك وزير الدفاع الإسرائيلي، «إسرائيل كاتس»، الذي وضع سياسة "واضحة لا لبس فيها" ترتكز على بعض النقاط الأساسية: احتلال القطاع بشكل دائم ومنع وصول أي مساعدات إنسانية إلى السكَّان، مع استمرار القصف المتواصل. وقال «كاتس» إنه تحت ذريعة إنشاء "منطقة عازلة" بين الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، فإنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "لن يتخلَّى عن المناطق التي، حسبه، جرى تطهيرها واحتلالها". وفي الوقت نفسه، ومن أجل الضَّغط على "حماس"، سيتم منع كل المساعدات الإنسانية، في حين سيتم تنفيذ "هجمات متواصلة ضدَّ إرهابيي حماس والبنية التحتية الإرهابية."



وكما كشفت صحيفة "هآرتس" قبل أيَّام قليلة، والتي نشرت الخطط السرِّية حتى الآن لحكومة «نتنياهو»، فإن %16 من مساحة الجيب سوف تتحوَّل في الواقع إلى "منطقة عازلة"، حيث سيتم هدم المنازل الفلسطينية (أو ما تبقى منها) بالكامل، وسيتم منع عودة أصحابها الشرعيين بشكل كامل. وفي الوقت نفسه، سيتم إنشاء ممرٍّ يقع في وسط القطاع، والذي سيسمح للمحتَل "بالسيطرة على حركة المرور على الطرق الاستراتيجية، والتي هي في صميم المفاوضات مع حماس".