الإيطالية نيوز، الأحد 6 أبريل 2025 - في شهر مارس، سجَّلت كَندا أوَّل انخفاض في التوظيف منذ ثلاث سنوات. أدَّى عدم اليقين في الولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية والرسوم الجمركية الجديدة إلى دفع الشركات إلى تجميد التوظيف وخفض الموظفين، مَا أدَّى إلى خسارة صافية قدرها 33 ألف وظيفة.
وقبل تأثير "الاجراءَات التجارية الذي أطلقه الرئيس الأميركي «دونالد ترامب»، كانت التوقُّعات تتحدَّث عن زيادة قدرها 10 آلاف وحدة في العمالة الكندية.
وفي الثاني من أبريل، قدَّم الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، في البيت الأبيض خطة التعريفات الجمركية المتبادلة التي أعلن عنها وسط ضجة كبيرة في الشهر الماضي. وهذا التصعيد الأخير في الحرب التجارية التي شنَّها قطب الأعمال الأمريكي ضدَّ كندا وبقية العالم من الممكن أن يغيِّر الميزان التجاري للكوكب بأكمله، نظراً لأنَّ التعريفات الجمركية التي جرى الإعلان عنها اليوم ستضرب جميع البلدان التي قامت في سياساتها التجارية بتفعيل الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية. كندا، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا العظمى، والهند، والصين، ودول أميركا الجنوبية: لن يبقى أحد سالمًا من هذه الحملة الحمائية التي يشنُّها قطب نيويورك.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، «مارك كارني» أنَّ حكومة أوتَّاوا لديها بالفعل خطَّة جاهزة للتدابير المضادَّة التي لم يتم نشرها بعد ولكن من المتوقعَّ أن تكون ثقيلة للغاية، والتي ستضاف إلى 28 مليار دولار تم تفعيلها في بداية شهر مارس و120 مليار دولار أخرى ستدخل حيِّز التنفيذ هذا الأسبوع.
على أية حال، وكما قيل وكرره خبراء الاقتصاد ومحلِّلو السُّوق، فإنَّ الحرب التجارية بحكم تعريفها لا يمكن أن يكون لها رابحون، بل خاسرون فقط. وسيقع عبء التعريفات الجمركية الجديدة شمال وجنوب الحدود حتمًا على عاتق المستهلكين الأميركيين والكنديين. ولكن الموجة الطويلة من التعريفات الجمركية والرسوم المضادة الناتجة عنها سيكون لها تأثير الدومينو على الاقتصاد الكندي بأكمله، من دون استثناء أي قطاع من النسيج الإنتاجي في كندا.
وفي تقرير نشره مجلس المؤتمرات الكندي عشية إعلان ترامب، جرى تحديد حجم الأضرار المحتملة التي قد تلحق بكندا. ويسلِّط التحليل الضَّوء على كيف أنَّ مناخ عدم اليقين، إلى جانب السياسات التجارية التي ينهجها ساكن البيت الأبيض، سيكون له تداعيات خطيرة للغاية على كندا.
وبحسب الوثيقة، يمكن أن تخسر كندا 160 ألف وظيفة في الربع الثاني من عام 2025، مما يرفع معدل البطالة إلى 7،3 في المائة، في حين قد ينكمش الاقتصاد بمعدل سنوي قدره 5،4 في المائة في الربع. وسيتلقى الاقتصاد الكندي ضربة أخرى عندما تؤدِّي الرُّسوم الجمركية إلى انخفاض الصادرات الحقيقية بنحو الثلث، بما في ذلك أكثر من %50 من صادرات السيارات. لكن عبثية إجراءَات «ترامب» تنبئ أيضًا بإمكانية إعادة التفكير من جانب الرئيس الأميركي. ورغم أنَّ التوقيت يعتبر تخمينًا مهمًّا نظرًا لعدم اليقين، فإنَّ إنهاء التعريفات الجمركية بحلول الربع الثالث من الممكن أن يؤدِّي إلى عودة العمالة إلى مستويات ما قبل التعريفات الجمركية بحلول الربع الرابع، وفقًا للتقرير. وفي ظلِّ هذا السيناريو، من المتوقَّع أن يتعافى الاقتصاد في الربع الثالث، وبالنسبة لعام 2025 ككل، يتوقَّع مجلس المؤتمر أن ينمو الاقتصاد بنسبة %0،9.