وبعد أن رُفِض مشروع بناء مسجد مماثل في ميلانو مع تصميم عصري لأسباب تجنُّب الجدل من الأحزاب اليمينية المتطرِّفة، وافق مجلس مدينة تورينو على مشروع مسجد كبير، بالتحديد في منتصف الطريق على طول "شارع بولونيا" (via Bologna).
وبحسب ما نقلته صحيفة "لاكورييري" المتشددة والأكثر هجوما على مسلمي إيطاليا، سيكون المسجد بمئذنة يبلغ ارتفاعها نحو عشرين مترًا.
مسجد تورينو الكبير سيُبنى مكان معمل "مَسبك نيبْيُولو" (Fonderia di Nebiolo) المهجور: "مسبك نيبيولو" سمي على إسم مؤسسه «جوفاني نيبيولو» (Giovanni Nebiolo) سنة 1880 في تورينو، مع مقر رئيسي في "ڤيا بولونيا". توقف نشاطه بسبب إفلاس المعمل في سنة 1993. كان "مسبك نيبيولو" واحدا بين أهم المسابك ذات الطابع الطوبوغرافي، بصرف النظر عن كونه كان متخصصا في صنع آلات الطباعة. في الواقع، جوفاني نيبيولو اشترى هذا المسبك الصغير، الذي كان نشطا منذ سنة 1852، من «جاكومو ناريتسانو» (Giacomo Narizzano)، ثم أعاد له الحياة رفقة «لاتسانو ليفي» (Lazano Levi)، مع مقر جديد في منطقة "سان سالفاريو"، التي كانت في ذلك الوقت تستضيف مختلف الصناعات، التي كانت بينها "فيات" و "لانتشا". بعد سنوات قليلة، توسعت الشركة لتشمل صنع آلات الطباعة.
وقالت "لاكورييري" أن هيئة الرقابة أعطت الضوء الأخضر لموقع البناء الذي ينتظر التمويل النِّهائي قبل أن يتمكَّن من الافتتاح: هناك حاجة إلى 17 مليون دولار. الملك المغربي يعدهم ويقول أن لديه 8 جاهزة بالفعل.
المسجد والمرافق التابعة له تتأسس على مساحة 6 آلاف متر مربع من المباني الجديدة والقديمة المجددة، وهو من تصميم المهندس المعماري "فيتوريو جاكوموسّي".
قبل عشر سنوات، كان يروج حديث عن مسجد بتمويل مغربي في الدائرة السابعة. وكان من المفترض افتتاحه في شارع "بيزارو"، لكن لم يُكتب له النجاح، واليوم يوجد فيه مصلَّى. الآن قد يكون الوقت المناسب، لأن المجتمع المدني هو الواقع الأكثر تمثيلًا داخل المجتمع المغربي. وفي إيطاليا يوجد 233 مكانًا للعبادة.