ويأتي هذا الخطاب، الذي يتَّسم بروح عسكرية واضحة، في سياق سباق التسلح في أوروبا: قبل بضعة أيام فقط، وافق البرلمان الأوروبي على خطة إعادة تسليح أوروبا بقيمة 800 مليار يورو والتي قدَّمتها «أورسولا فون دير لاين».
وكما أوضح «توسك»، فإنَّ العمل جار في بولندا لضمان خضوع جميع الرجال البولنديين للتدريب العسكري. وأوضح رئيس الحكومة أنَّ التفاصيل سيُكشَف عنها خلال الأشهر المقبلة، بهدف تنفيذ الخطة قبل نهاية العام الجاري: “نحن نستعدُّ لتدريب عسكري واسع النطاق لكل رجل بالغ في بولندا.”
وقال «توسك» خلال كلمة ألقاها بشأن الدفاع والأمن في مجلس النواب البولندي: “هدفنا هو الانتهاء من الخطَّة بحلول نهاية العام لضمان وجود قوة احتياطية مدرَّبة جيدا وجاهزة للتهديدات المحتملة.” وتحدَّث «توسك» عن ضرورة تشكيل جيش قوامه نصف مليون جندي، بما في ذلك جنود الاحتياط، من أصل 200 ألف جندي حاليا.
وستتمكَّن النساء أيضًا من الخضوع للتدريب العسكري، على الرغم من أنَّ "الحرب لا تزال إلى حد كبير حكرًا على الرجال". وفي حديثه عن الأسلحة النووية، قال رئيس الوزراء إن حكومته "تدرس بعناية" اقتراح فرنسا بإدراج أوروبا تحت مظلتها النووية، متسائلًا عمَّا يعنيه هذا "من حيث السُّلطة على هذه الأسلحة". وتحدث «توسك» عن حاجة بولندا إلى زيادة تكنولوجيتها العسكرية، التقليدية والنووية، من دون أن يوضِّح ما إذا كان يشير إلى القوة النووية الفرنسية المذكورة أو إلى فكرة أنَّ بولندا نفسها يجب أن تجهِّز نفسها بهذه القوة.
وتماشيًا مع الزخم العسكري الأوروبي، ومع خطة إعادة تسليح أوروبا بقيمة 800 مليار يورو، أعلن «سيمون هولونيا» (Szymon Hołownia)، رئيس مجلس النواب البولندي، عن إنشاء صندوق خاص لدعم مشاريع محدَّدة للغاية لتعزيز أمن بولندا. وكما أوضح «هولونيا»، فإنَّ الأموال التي سيتُضَخُّ في هذا الصندوق ستكون أموالًا إضافية لصناعة الدفاع، والحماية المدنية، وبناء الملاجئ.
وأشار نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الوطني، «فلاديسلاف كوسينياك كاميش» (Władysław Kosiniak-Kamysz)، إلى أنَّ الإنفاق الدفاعي البولندي زاد في السنوات الأخيرة. وكما أوضحنا، فإنَّ الميزانية التي اعتمدها مجلس النواب لهذا العام تنصُّ على إنفاق لهذا الغرض بمبلغ %4،7 من الناتج المحلي الإجمالي.
وتؤكِّد بولندا بذلك نفسها باعتبارها نموذجا أصيلًا للإرادة العسكرية الأوروبية وحصنًا منيعًا للجبهة الشرقية لأوروبا ضد الحملة الصليبية ضد روسيا.