فلسطين: إسرائيل تشنُّ غزوًا جديدًا في قطاع غزة مطلقةً النار على رجال الإطفاء وسيارات الإسعاف - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 30 مارس 2025

فلسطين: إسرائيل تشنُّ غزوًا جديدًا في قطاع غزة مطلقةً النار على رجال الإطفاء وسيارات الإسعاف

الإيطالية نيوز، الأحد 30 مارس 2025 - لا يتوقَّف التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة. فَفِي السَّاعات الأخيرة، وسَّع جيش الاحتلال الصهيوني نطاق هجومه البرِّي في المنطقة الجنوبية، وتَقَدَّم في حي "الجنينة" في "رفح"، بهدف مُعلَن هو إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود. في حين تقول القوَّات إنّها تُخطِّط لاستهداف البِنية التحتية لحركة "حماس" والأهداف العسكرية المزعومة بضربات جوِّية، فإنَّ الهجمات العشوائية تستهدف أيضًا سيَّارات الإسعاف وفِرق الإنقاذ، حيث اعترفت القوَّات الإسرائيلية بفتح النَّار على مركبات الطوارئ، ما أَسفر عن مقتل عامل إنقاذ واحد على الأقل. وفي الوقت نفسه، تظلُّ المفاوضات بشأن الهدنة غير مؤكَّدة، بعد أن ردَّت إسرائيل بمقترح مضاد لعرض مصر الجديد لوقف إطلاق النَّار، والذي وافقت عليه "حماس" بالفعل.
وأكَّد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنَّه كثَّف عملياته في جنوب قطاع غزة، مستهدفًا مخازن الأسلحة ومنصَّات إطلاق الصواريخ والمباني التي يُزعَم أنَّها استخدمت كقواعد عمليات للمسلَّحين. وقالت القوَّات الإسرائيلية إنَّ القصف والغارات أسفرت عن مقتل عدد من مقاتلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ولكن الثَمن الذي يدفعه السكَّان المدنيون مرتفع بشكل متزايد: وفقًا للسُّلطات الصحِّية في غزَّة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الهجوم الإسرائيلي 50277 قتيلًا، وأكثر من 114 ألف جريح. 

وقد تَفاقَم الوضع بشكل لا يمكن إصلاحُه مرَّة أُخرى بعد خرق الهُدنة من جانب واحد من قبل كيان الاحتلال، التي لم تستكمل احترام المرحلة الأولى من وقف إطلاق النَّار. في هذه الأثناء، ردَّت إسرائيل بمقترح مضاد لعرض التَّهدئة الجديد الذي تَقدَّمت به مصر وقبلته "حماس".

وبموجب الاقتراح الأصلي، كان من المُقرَّر أن تطلق "حماس" سراح خمسة رهائن، بينهم مواطن إسرائيلي أميركي، مُقابل تعليق العمليات الإسرائيلية لعدَّة أسابيع، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والإفراج عن مئات السجناء الفلسطينيين. لكن إسرائيل لم تُقدِّم تفاصيل دقيقة عن ردِّها، الذي سيتم تطويره بالتنسيق مع الولايات المتَّحدة.

وبين أخطر الجرائم التي ارتُكبت في الساعات الأخيرة، اعتراف إسرائيل بفتح النار على مركبات الطوارئ. وقعت الحادثة في حي "تل السلطان" بمدينة "رفح"، حيث استهدفت قوات الاحتلال سيَّارات إسعاف وسيارات إطفاء. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإنَّ المركبات تقدَمت بطريقة مثير للريبة نحو قواتها المسلَّحة، ما بَرَّر الهجوم.

ووصفت حركة "حماس" الحادثة بأنَّها "جريمة حرب" أخرى، وأدانت مقتل أحد رجال الإنقاذ على الأقل وتدمير مركبات الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني. وفي اليوم التالي للهجوم، أعلن الدفاع المدني في غزة عن فقدان الاتِّصال مع ستَّة من أفراد فريق الطوارئ الذي أرسل إلى المنطقة المتضرِّرة. وعندما تمكَّنوا أخيرًا من الوصول إلى موقع الهجوم، عثروا على بقايا سيَّارات الإنقاذ المتفحِّمة وجُثَّة قائد الفريق. 

ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة عمليات استهدفت بالفعل مستشفيات وأَطبَّاء ومرافق صحِّية بالقصف الإسرائيلي، ما أثار استياء المنظَّمات الإنسانية الدولية. وبحسب إحصاءَات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قُتل ما لا يقل عن 1060 عاملًا صحِّيًا في غزة منذ أكتوبر 2023. ومع استمرار عملية الإبادة الممنهجة في قطاع غزَّة، فإنَّ الأزمة تنتشر أيضًا إلى الحدود الشمالية لإسرائيل. شنَّت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومًا على بيروت، العاصمة اللُّبنانية، للمرَّة الأولى منذ نوفمبر الماضي. وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية إنَّ "طائرات حربية إسرائيلية ضربت منطقة "حدث" في الضاحية الجنوبية لبيروت"، في إشارة إلى منطقة مكتظَّة بالسكَّان تضمُّ مباني سكنية ومدارس.

وحذَّر "حزب الله" من أنَّه في حال استمرار الاعتداءَات الإسرائيلية، فإنَّه سيحتفظ بحق الرَّد بوسائل أخرى. ولكن التوازن في المنطقة يظلُّ محفوفًا بالمخاطر: إذ كان من المفترَض أنَّ تنسحب إسرائيل من بعض مناطق جنوب لبنان بموجب اتِّفاقيات توسَّطت فيها الولايات المتحدة، ولكن قوَّاتها لا تزال تعمل في خمس بلدات حدودية على الأقل، ممَّا يزيد من خطر اندلاع جبهة حرب جديدة.