الاحتلال الإسرائيلي ينفِّذ مذبحة جديدة قطاع غزة والغرب والعرب صامتون - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأربعاء، 19 مارس 2025

الاحتلال الإسرائيلي ينفِّذ مذبحة جديدة قطاع غزة والغرب والعرب صامتون

الإيطالية نيوز، الأربعاء 19 مارس  2025 - “إسرائيل ستقاتل وستنتصر. سنعيد شعبنا إلى وطنه وندمر حماس. ولن نستسلم حتى نحقق كل هذه الأهداف الحيوية.” هكذا اختتم «بنيامين نتنياهو» رسالته إلى المستوطنين المحتلِّين لفلسطين، التي أصدرها مساء أمس بعد يوم مكثف من القصف على "قطاع غزة"، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص.


وضرب جيش الاحتلال الإسرائيلي بين الأمس واليوم كافة محافظات القطاع، ويبدو أنَّه لا ينوي التوقُّف. وقال مجرم الحرب «نتنياهو» إنَّ الهجوم الذي وقع أمس هو "مجرَّد البداية"، ومن الآن فصاعدًا ستستمرُّ كل المفاوضات من أجل التوصُّل إلى هدنة "تحت النَّار"، معيدًا إطلاق التعبئة البرية. وفي الوقت نفسه، لا يزال الإفلات من العقاب على الجرائم الإسرائيلية هو السائد: تُقدِّم الولايات المتحدة دعمها الثابت لإسرائيل، في حين أصدرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إداناتهما المألوفة لتل أبيب، كما جرت به العادة، من دون أن يحركا ساكِنًا.


وبدأت الغارات الإسرائيلية خلال الليل بين الثلاثاء والأربعاء 18 مارس، واستمرَّت طوال اليوم. على مدار الأمس واليوم تعرَّضت كافة المحافظات للهجوم: قُتل، اليوم، خلال الليل، شخصان على الأقل في مدينة "رفح"، جنوب قطاع غزة، أثناء تواجدهما قرب خيمة للنازحين؛ وفي الوقت نفسه، أسفرت هجمات مماثلة عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل في "خان يونس"؛ وفي "دير البلح"، وسط القطاع، قُتل عامل إغاثة وأصيب خمسة أخرون، إثر هجوم على مقرِّ الأمم المتحدةكما استشهد مواطن في "مخيم النصيرات"، فيما امتلأ مستشفى شهداء الأقصى، أحد أكبر مستشفيات القطاع، بالمصابين.


وبحسب مراسلي "الجزيرة" الموجودين على الأرض، فإنَّ بعض السكَّان يفضِّلون عدم مغادرة منازلهم لأنَّهم "ليس لديهم مكان يذهبون إليه" و"لم يعد لديهم ما يخسرونه". وتعرَّضت مدينة "غزة" لقصف مدفعي في عدَّة مناطق وأحياء، بالإضافة إلى محافظة شمال غزة التي تتعرَّض حالياً لقصف مدفعي؛ وتتحرَّك إسرائيل أيضًا للسيطرة على "محور نتساريم" الذي يفصل المحافظة الشمالية عن باقي القطاع.


وفي المجموع، قتلت إسرائيل منذ صباح اليوم 29 شخصًا؛ ومنذ أمس، بلغت حصيلة الوفيات 436 حالة، بينهم 183 طفلاً. وعلاوةً على ذلك، يظلُ الوضع الإنساني حالة طوارئ، مع انقطاع إمدادات المساعدات لأسابيع وانقطاع شبكات الكهرباء والمياه لأيَّام. حتَّى الآن، أصبح ما يقرب من 85 بالمائة من مرافق المياه والصرف الصحِّي في غزة ملوَّثة أو متضرِّرة.


ولَقيَ إعلان استئناف القتال ترحيبًا حارًّا من اليمين الإسرائيلي المتطرِّف بزعامة «بن غفير»، الذي قرَّر العودة إلى الائتلاف الحكومي. وقد رحَّب «نتنياهو»، الذي يتعرَّض لضغوط سياسية منذ توقيع اتِّفاقيات يناير، بحليفه السَّابق في الحكومة بأذرُع مفتوحة، وأعلن مكتبه اليوم رسميًا عَودته (وعودة شخصيات يمينية متطرِّفة أخرى) إلى الحكومة.


في هذه الأثناء، أدانت حركة حماس تصرُّفات إسرائيل ودعت إلى دعم كل "الشعوب الحرة" في العالم، وأطلقت نداء للتعبئة العالمية.


لكن الحركة الفلسطينية أبقت الباب مفتوحا لمواصلة المفاوضات، مؤكدة أنه تم التوصل إلى اتفاقات بالفعل، نظريا على الأقل. ولقد استجاب حلفاء فلسطين والدول المجاورة، بالإضافة إلى دعم المنظمة وإدانة الإجراءَات الإسرائيلية، بشكل نشط: واستأنف الحوثيون، الذين تعرَّضوا مؤخَّرا لهجوم من الولايات المتحدة، أنشطتهم ضد إسرائيل، وأعلنت مصر أنَّها ستتحرَّك لتقديم خُطَّة سلام في أقرب وقت ممكن.


من بقية العالم، في أحسن الأحوال، لم تصل إلينا سوى الكلمات. جدَّدت الولايات المتَّحدة دعمها لإسرائيل، مؤكِّدة أنه جرى التشاور معها قبل هجمات أمس. وأدان الاتحاد الأوروبي، عبر الممثِّلة العليا للشؤون الخارجية «كايا كالاس»(Kaja Kallas)، الهجمات الإسرائيلية في بيان غامض دعا فيه حماس إلى إطلاق سراح الرهائن على الفور، متجاهلًا تفسير «نتنياهو» بأنَّ خرق الاتِّفاقيات كان بسبب المنظَّمة الفلسطينية.


 خلال وقف إطلاق النَار الذي استمرَّ شهرين، لم توقِّف إسرائيل هجماتها، وأخَّرت المحادثات بشأن تنفيذ المرحلة الثانية، التي تضمَّنت استمرار تبادل الأَسرى والمعتقلين على خَلفية وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع. وبدلاً من ذلك، وبدعم من الولايات المتَّحدة، اقترحت تمديدًا بسيطًا للهدنة المؤقَّتة.