فلسطين: مزيد من المجازر في "قطاع غزة" بينما «ترامب» يعلن عن "دعمه الكامل" لإسرائيل - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الجمعة، 21 مارس 2025

فلسطين: مزيد من المجازر في "قطاع غزة" بينما «ترامب» يعلن عن "دعمه الكامل" لإسرائيل

الإيطالية نيوز، الجمعة 21 مارس 2025 - وقعت مجزرةُُ أخرى بحقِّ المدنيين الفلسطينيين أمس في غزة، بعد أن انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النَّار يوم الثلاثاء الماضي باستئناف القصف والعمليات البرية. وأمس فقط، قُتل 91 فلسطينيًا وأُصيب العشرات في هجمات في مختلف أنحاء القطاع.


 وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن أنَّه بدأ عملية برية في منطقة "الشابورة" بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر. في الوقت نفسه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أطلق أيضًا عمليات بَرِّية شمال القطاع، على طول الطريق الساحلي لمدينة "بيت لاهيا".


حظي استئناف الحملة العسكرية في القطاع الفلسطيني بـ"الدعَّم الكامل" من الرئيس الأميركي «دونالد ترامب». في هذا الصدد، قالت المتحدِّثة بإسم البيت الأبيض «كارولين ليفيت»: “أوضح الرئيس لحماس بكل وضوح أنَّه إذا لم يُفرِجوا عن جميع الرَّهائن، فستكون هناك عواقب وخيمة.” وأضافت قائلةً: “من المؤسِف أنَّ حماس اختارت أن تلعب بوسائل الإعلام على حساب الأرواح البشرية.” وقال البيت الأبيض أيضًا إنَّ إسرائيل تشاورت مع الولايات المتحدة قبل استئناف الهجمات.


من جانبها، جدَّدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التزامها بالاتِّفاق، ودعت الوسطاء إلى "تحمُّل مسؤولياتهم". وبحسب السلطات الطبية المحلية، قُتل نحو 600 فلسطيني منذ استئناف القصف الثلاثاء، بينهم أكثر من 200 طفل. ومن المتوقَّع أن يرتفع عدد القتلى مع تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية والبرِّية. وفي الوقت نفسه، يتزايد الاستياء بين الرأي العام الإسرائيلي: منذ يوم الثلاثاء، تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص ضد حكومة «نتنياهو» واستئناف المجازر. لكنَّ الاضطرابات الداخلية لم تمنع الحكومة الإسرائيلية من استئناف القصف وإلقاء المنشورات على الأحياء السكنية تحثُّ النَّاس على مغادرة بلدتي "بيت لاهيا" و"بيت حانون" في الشمال، ومنطقة "الشجاعية" في مدينة غزة، والبلدات الواقعة على الأطراف الشرقية لمدينة "خان يونس" في الجنوب.


وقال مراسل الجزيرة، «طارق أبو عزوم»، في تقرير من وسط غزة إنَّ "الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة اشتدَّت خاصة عند الفجر حيث قامت قوات الاحتلال بهدم ما لا يقل عن 11 مبنى سكنيًا".


وردَّت حماس، التي لم ترد خلال الـ48 ساعة الأولى من استئناف تل أبيب للأعمال العدائية، بإطلاق الصواريخ باتِّجاه إسرائيل، مُدَّعيةً أنَّ العملية البرية الإسرائيلية والتوغُّل في "مَمرِّ نتساريم" يشكِّلان "انتهاكًا جديدًا وخطيرًا" لاتِّفاق وقف إطلاق النار.


وبين أهداف القوَّات الإسرائيلية توسيع المنطقة العازلة التي تفصل بين شمال القطاع وجنوبه، والمعروفة بإسم ممر نتساريم، ما يؤكِّد ضمنًا عدم رغبتها في سحب قوَّاتها من الجيب كما هو منصوص عليه في المرحلة الثانية من الاتِّفاق الموقع في يناير الماضي في عهد إدارة «بايدن».


إنَّ عدم وجود إرادة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة هو بالتحديد ما دفع حماس إلى عدم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين: منذ بداية شهر مارس، منعت الحكومة الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، منتهكةً بذلك القانون الإنساني الدولي واتِّفاقيات وقف إطلاق النَّار الموقَّعة مع حركة المقاومة الفلسطينية، بهدف إجبار حماس على إطلاق سراح الرهائن، من دون تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق. وتتضمَّن المرحلة الثانية انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتبادل آخر الرهائن الإسرائيليين بالسجناء الفلسطينيين، والتفاوض النهائي على نهاية الحرب. ولكن تل أبيب، بدعم من الحكومة الأميركية، لم تسحب قوَّاتها فحسب، بل اقترحت تمديد الهدنة مؤقَّتًا فحسب، بل هدَّدت أيضا باحتلال الأراضي الفلسطينية. وفي الواقع، أعلن وزير الدفاع «إسرائيل كاتس» اليوم أنه "إذا لم يحدثْ إطلاق سراح الرهائن، فإنَّ إسرائيل ستواصل الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي في القطاع من أجل السيطرة الدائمة".


وأثار استئناف الحملة العسكرية في غزة احتجاجات واسعة النطاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة: يتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص ضد حكومة «نتنياهو» في "تل أبيب" والقدس منذ يوم الثلاثاء، وحاولت الشُّرطة قمع أعمال الشغب الليلة الماضية بإطلاق مدافع المياه واعتقال عدد كبير من الأشخاص. واتَّهم المتظاهرون الحكومة بمواصلة الحرب لأسباب سياسية وتعريض حياة الرَّهائن المحتجَزين في غزة للخطر.


ورغم ذلك فإنَّ الحكومة الإسرائيلية مصمَّمة على مواصلة التطهير العرقي للشعب الفلسطيني وتُهدِّد بالاستيلاء على أراضيه. وكما ذكرت قناة "الجزيرة"، نقلًا عن «أندرياس كريغ»، الأستاذ المشارك لدراسات الأمن في كلية "كينجز" بالعاصمة لندن، فإنَّ هدف الحركة الصهيونية هو “الاستيلاء على الأراضي ومن المحتمَل عدم إعادتها أبدا". يريد أن يحصر أهل غزة في مساحات ضيِّقة ثم ينتقل إلى هناك.” كل هذا يحدث بموافقة الولايات المتحدة، وبشكل غير مباشر، الاتحاد الأوروبي، الذي لم يدن أمس في المجلس الأوروبي الهجمات الإسرائيلية وانتهاكات "تل أبيب" لوقف إطلاق النار.