إيطاليا: احتلال قاعدة "بانيولي" السابقة لحلف شمال الأطلسي من قبل النازحين من "كامبي فليغري" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 15 مارس 2025

إيطاليا: احتلال قاعدة "بانيولي" السابقة لحلف شمال الأطلسي من قبل النازحين من "كامبي فليغري"

الإيطالية نيوز، السبت 15 مارس 2025 - بعد الزلزال الذي وقع خلال الليل بين الأربعاء 12 والخميس 13 مارس في منطقة "كامبي افليغري" (Campi Flegrei)، في المنطقة الشمالية الغربية من نابولي، في حي "بانيولي" (Bagnoli)، ذهب العديد من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع للبحث عن ملجأ في قاعدة سابقة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تضمُّ شوارع واسعة وحدائق ومباني مقاومة للزلازل. فوجدوا الأبواب مغلقةً فحطَّموها، واحتلُّوا المبنى طوال الليل. وفي ظهر اليوم التالي، نظَّموا اجتماعًا داخل المنشأة للمطالبة بتحويل تلك المباني المهجورة إلى هياكل لإيواء النازحين في حالة الطوارئ ومساعدة ضحايا "ابراديسيزم"، أي ارتفاع أو انخفاض الأرض الناجم عن النشاط البركاني في فوهة البركان في "كامبي افليغري".

وقال «والتر يانوزي»، وهو طبيب نفسي شارك في الاجتماع العام: “لم يعد من الممكن اعتبار ما يحدث استثناءً. هنا نواجه الحاجة إلى مرافق مجهَّزة يمكن الوصول إليها على مدار 24 ساعة في اليوم، وموظَّفين مدنيين وطبيب لدعم السكَّان في لحظة معقدة. وطلب الحاضرون أيضًا مزيدًا من المعلومات حول طرق الهروب في حالات الطوارئ، والدَّعم الاقتصادي والنَّفسي للنازحين والتدخُّلات المنزلية في الوقت المناسب في حالة الزلازل للأشخاص الذين يواجهون صعوبات.

 وتلقَّى المستوطنون الدَّعم من كل من الإقليم وبلدية نابولي. وفي بث مباشر على فيسبوك، قال رئيس الإقليم «فينشينسو دي لوكا» من الحزب الديمقراطي: “لقد رأينا صورًا غير مقبولة بصراحة لمواطنين ظلُّوا في المساء، في الليل، خارج المبنى السابق لحلف الناتو ولم تكن لديهم مراكز استقبال مناسبة.”

وقرَّرت إدارة الإقليم بعد ذلك مع الحماية المدنية بناء منشأة استقبال، في حين قامت هيئة الصحة المحلية نابولي 1 بتوفير خدمة الاستشارة النفسية.

 وأضاف «دي لوكا» : “يحتاج المواطنون إلى معرفة أين يذهبون ويحتاجون إلى مكان آمن للقاء، ودورات مياه، وخدمات صحِّية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك سيارة إسعاف موجودةً مع طاقمها.”

وأوضح عمدة نابولي، «غايتانو مانفريدي»، وهو أيضا من الحزب الديمقراطي، أن المبنى سيكون "دائما"، وذلك أيضًا لأنَّ التباطؤ لا يزال مستمرًّا وليس من المعروف إلى متى سيستمرُّ.

تُعتبَر القاعدة العسكرية السابقة المكان المثالي لتقديم الخدمات واستيعاب أعداد كبيرة من الناس في حالة وقوع كارثة. تبلغ مساحتها 300 ألف متر مربع وتحتوي من الداخل على شوارع واسعة ومباني كبيرة مع العديد من المساحات الخضراء حولها. من الخمسينيات وحتى عام 2013 كانت مقرَّ قيادة حلف شمال الأطلسي لجنوب أوروبا. بالإضافة إلى المنشآت العسكرية، التي تضمُّ عددًا غير محدَّدٍ من الصواريخ، ورادارًا، ومخبأً مضاداً للأسلحة الذَرِّية، كانت هناك في الداخل قلعة حقيقية، تضمُّ مدرسة، ومصرفًا، وثلاثة مطاعم، وملاعب رياضية، وصالات رياضية، ومساحات ترفيهية، ومقاهي، ومتاجر، ومنصَّة لهبوط طائرات الهليكوبتر. وبعد إيقاف تشغيله، جرى شراؤه من قبل مؤسَّسة "بانكو دِ نابولي" لرعاية الأطفال، والتي أوكلت إدارتها إلى المنطقة. ومنذ ذلك الحين، جرى تجديد بعض المباني وتحويلها إلى مكاتب عامَّة، في حين لا يزال البعض الأخر مهجورًا.

الآن في نهاية شارع المدخل قامت الحماية المدنية بنصب خيمة. ولكن في صباح يوم 14 مارس، لم يكن هناك أي نازحين بالداخل. الطاولات والكراسي البلاستيكية فارغة والبطانيات لا تزال في الصناديق التي جرى شحنها فيها. لا يوجد أحد في مركز الإسعافات الأوَّلية الموجود في المبنى المجاور أيضًا. وأوضح متطوِّعو الحماية المدنية الحاضرون أنَّهم جميعًا عادوا إلى منازلهم أو وجدوا الضيافة لدى الأصدقاء والأقارب.

إنَّ عدد الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من منازلهم في بانولي قليل جدًا، إذ يبلغ عددهم 13 عائلة فقط من أصل 25 ألف نسمة. وبقي نحو 30 شخصا نائمين في مقرِّ البلدية رقم 10، حيث جرى تجهيز نحو خمسين سريرًا. ولا يمكن أن تزيد هذه الأعداد إلَّا إذا نفَّذ رجال الإطفاء وفنيون البلدية، الذين يقومون بتقييم المباني والمدارس، عمليات الإخلاء.

لا يمرُّ عبر الخيمة إلَّا من لا يريد العودة إلى منزله ولا يعرف إلى أين يذهب، أو يحتاج إلى الراحة النفسية. يشرح إثنان من علماء النفس المناوبين (وهما رجل وامرأة وكلاهما يفضل عدم ذكر إسميهما): "يخشى البعض النوم في منازلهم لأنَّ الهزَّات الأرضية مستمرَّة منذ أشهر وكل الهزَّات الارتدادية الأقوى حدثت في الليل عندما تكون الدِّفاعات الفردية أقل." 

الهزَّة الأخيرة، التي وقعت عند الساعة الواحدة والنصف من ليلة الأربعاء إلى الخميس 13 مارس، أثارت خوف الناس أكثر من غيرها، بسبب شدَّتها ومدَّتها، والهدير القوي الذي رافقها، ولأنها تسببت في انهيارات وإصابات في المنازل. وكما يقولان: “في هذه اللحظة نجد أنفسنا نتعامل مع ما هو أكثر من آثار الزلزال، وهو قلق النَّاس وخوفهم وفي كثير من الحالات غضبهم.”

في الحماية المدنية في نابولي يستعدُّون للتعايش طويل الأمد مع هذه الظاهرة. وأوضح خبراء من المعهد الوطني للجيوفيزياء والبراكين أنَّه “لا يوجد دليل على ثوران وشيك"، وبالتالي ليست هناك حاجة للاستعداد لعمليات إخلاء جماعية وإخلاء المنازل.”

وقال مدير "المرصد الفيزوفياني"، «ماورو أنطونيو دي فيتو»، في مؤتمر صحفي إنَّه “لا يوجد أي صهارة تتحرَّك نحو السَّطح"، ولكن "على مدى ثلاثة أسابيع كان هناك تباين في سرعة تشوه القشرة الأرضية، والتي وصلت إلى 3 سنتيمترات في الشهر.” ولهذا السَّبب سيكون هناك المزيد من الزلازل. باختصار، ترتفع الأرض بمعدَّل ثلاثة أضعاف المعدل المعتاد، ومن وقت لأخر تحدث ارتفاعات أكثر حدَّة، كما حدث في الليلة ما بين الأربعاء والخميس.