الإيطالية نيوز، الثلاثاء 4 مارس 2025 - اقترحت المفوِّضية الأوروبية، الثلاثاء، تدابير جديدة للسماح لأوروبا بإعادة تسليح نفسها وزيادة الإنفاق العسكري من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت تبدو فيه الحماية العسكرية لأوروبا المستمرَّة منذ عقود من جانب الولايات المتحدة موضع شكٍّ. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين» (Ursula von der Leyen)، للصحفيين “نحن في عصر إعادة التسلُّح.” ومنبِّهةً لكون “أوروبا مستعدَّة لزيادة إنفاقها الدِّفاعي بشكل كبير.”
الخُطَّة التي اقترحتها المفوِّضية تُسمَّى "إعادة تسليح أوروبا" وتتضمَّن تدبيرين رئيسيين. الأوَّل هو بند وقائي يسمح للدول الأعضاء بالاقتراض للإنفاق العسكري من دون انتهاك ميثاق الاستقرار والنمو الذي يُنظِّم بشكل صارم الإنفاق الزائد. عمليًا، يُعتبَر هذا استثناءً للميثاق: ما دامت الدول الأعضاء تنفق على الدِّفاع، ستكون قادرة على زيادة ديونها بما يتجاوز الحدود المسموح بها من دون المخاطرة بإجراءَات الانتهاك من قبل المفوِّضية.
وسينطبق هذا الاستثناء على مبلغ أقصاه 650 مليار يورو إجمالاً على مدى أربع سنوات، وهو ما من شأنه أن يسمح للدول الأعضاء بزيادة إنفاقها العسكري بنسبة تصل إلى %1،5 من ناتجها المحلي الإجمالي مقارنة بالآن. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، «فون دير لاين»، قد توقَّعت بالفعل إمكانية اقتراح بُند وقائي قبل أقل من شهر.
ويتمثَّل الإجراء الرئيسي الثاني في إنشاء صندوق جديد بقيمة 150 مليار يورو ستوفِّره المفوِّضية، وستتمكَّن الدول الأعضاء من الاقتراض منه لتمويل إنفاقها العسكري. ولم يتَّضح بعد من أين تنوي المفوضية الحصول على الـ150 مليار يورو لإنشاء الصندوق، لكن وسائل الإعلام طرحت بعض الفرضيات. كان من الممكن استخدام أقل من 100 مليار يورو التي لم تطلبها الدول الأعضاء من "صندوق الإنعاش الأوروبي"، أي الصندوق الذي يمول خطة التعافي والمرونة الوطنية (PNRR) والتي ظلَّت بالتالي غير مستخدَمة.
وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أيضًا إلى إمكانية استخدام جزء من أموال التماسُك، التي يجري توزيعها لدعم تنمية المناطق الأقل ثراء وبناء البنية التحتية عبر أوروبا. ومن الممكن أيضًا استخدام جزء من مبلغ 500 مليار يورو المخصَّص لآلية الاستقرار، وهو الصندوق الذي يستعدُّ الاتحاد الأوروبي لدعم البلدان التي تواجه صعوبات مالية من خلاله.
وفي البيان الصحفي الذي أعلن عن مبادرة "إعادة تسليح أوروبا"، تحدَّثت المفوضية عن استخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي لاتخاذ تدابير أخرى لصالح إعادة التسليح، رغم أنَّها لم تُقدِّم مزيدًا من المعلومات. وجرت الإشارة أيضًا إلى أدوات مالية أخرى، جزئيًا عامة وجزئيًا خاصة، من شأنها أن تساهم في زيادة الاستثمارات العسكرية، ولكن بشكل غامض في الوقت الراهن.
إنَّ الخُطَّة التي اقترحتها المفوضية هي في الواقع مقترح، وسيناقش الزعماء الأوروبيون يوم الخميس خلال اجتماع طارئ بشأن الدفاع.