وانتهت تلك الاحتجاجات في قلب نقاش واسع ومُستقطَب حول معاداة السامية وكراهية الإسلام وحرِّية التعبير، أيضًا لأنَّ العديد من الطُلَّاب الإسرائيليين قالوا إنَّهم تعرَّضوا للمضايقة على أساس عرقهم واتَّهموا المتظاهرين بالتقليل من خطورة هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي كان شرارة بدء الحرب الحالية. وقد وضع هذا النقاش الجامعات نفسها في صعوبة بالغة في إدارة الاحتجاجات، وأدَّى، بين أمور أخرى، إلى استقالة عميدي "جامعة هارفارد" و"جامعة بنسلفانيا"، اللذين تعرَّضا لانتقادات شديدة لعدم نأيهما بأنفسهما صراحة عن التعبيرات والشعارات التي استخدمها المحتجُّون وحُكِم عليهما بأنَّها معاديان للسامية، ولعدم ضمان سلامة الطلَّاب.
وحتَّى الآن، انحاز الحزب الجمهوري و«دونالد ترامب»، بما يتَّسق مع قربهما السياسي من إسرائيل وبالأخص حكومة رئيس الوزراء اليميني المتطرف ومجرم الحرب، «بنيامين نتنياهو»، إلى جانب أولئك الذين اتَّهموا المتظاهرين بِـ "معاداة السامية".
إن قرار ترامب بخصم التمويل لجامعة كولومبيا هو جزء من هذا النَّهج، وبشكل عام سلسلة من القرارات الأخرى التي أدَّت إلى خفض التمويل للجامعات، والتي اتَّهمها «ترامب» بأنَّها مركز ما أسماه "التلقين اليساري".