“مستعدُّون للأسوأ”: المفوضية الأوروبية توافق على "الكتاب الأبيض" للتوجُّه إلى الصناعة الحربية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الخميس، 20 مارس 2025

“مستعدُّون للأسوأ”: المفوضية الأوروبية توافق على "الكتاب الأبيض" للتوجُّه إلى الصناعة الحربية

الإيطالية نيوز، الخميس 20 مارس 2025 - في ظل الخوف من روسيا والشكوك حول مستقبل الحماية الأميركية، أطلقت المفوِّضية الأوروبية النُّسخة النهائية من "الكتاب الأبيض" بشأن "الدفاع الأوروبي"، والذي سيجري مناقشته بين اليوم والغد من قبل رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد الأوروبي للتصديق عليه والذي يبدو الآن رسميًا تمامًا ومن دون اضطرابات. حدثَ تأكيد النِّظام الأساسي وكذلك الحلول المالية. وفوق كل هذا فإنَّ الشُّعور بضرورة "الاستعداد للأسوأ" يظل من دون تغيير.


وتتضمَّن الخطَّة "تفضيلًا أوروبيًا" لكنَّها تفتح إمكانية العمل مع شركاء غير أوروبيين، وهو ما يعني إمكانية الشراء المشترك مع النرويج والمملكة المتحدة وكندا واليابان والهند وكوريا الجنوبية، على الرَّغم من أنَّ الخطط تنصُّ على أنَّ الجزء الأكبر من الإنتاج يجب أن يحدث في أوروبا.


نشرت المفوضية الأوروبية أمس النصَّ النهائي للكتاب الأبيض بشأن الدِّفاع الأوروبي، والذي ينتظر التَّوقيع والموافقة من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بين اليوم وغدًا. وفي الوقت نفسه، جرى تقديم الاقتراح النهائي بشأن لائحة المجلس التي تهدف إلى إنشاء "آلية العمل الأمني ​​لأوروبا" (SAFE) من خلال تعزيز مرفق صناعة الدفاع الأوروبية. 


وتهدف الوثائق المقدَّمة، التي جرت مناقشتها في الأيام الأخيرة، إلى تعبئة خُطَّة "إعادة التسلُّح أوروبا" التي أعلنت عنها رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين»، والتي ستُخصِّص 800 مليار يورو للدِّفاع الأوروبي. وتدعو الوثيقة أوروبا إلى سدِّ "فجوات القدرات" في مجالات مثل الدِّفاع الجوي والصاروخي والمدفعية والذَّخيرة والصواريخ والطائرات من دون طيَّار والنقل العسكري والذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية وحماية البنية التحتية.


في هذا الصدد، دعت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، «كايا كالاس» (Kaja Kallas)، إلى الالتزام بالخطة التي وضعها مجلس المفوِّضين، لأنَّها تؤكِّد على "ضرورة الاستعداد للأسوأ".


من جانبه، قال مفوض الدفاع، «أندريوس كوبيليوس» (Andrius Kubilius)، إنَّ هناك مخاوف من أنَّ روسيا في عهد «بوتين» قد "تختبر قدراتنا على الاستجابة العسكرية بعد خمس سنوات من الآن"، من دون أن يُقدِّم أدلَّة أو حُجج. وعلاوة على ذلك، يصف "الكتاب الأبيض" الأوروبي للدفاع روسيا بأنَّها "تهديد وجودي". وبالتالي فإنَّ الدفاع عن أوكرانيا ضد "التهديد الوجودي للأمن الأوروبي" يصبح هدفًا قصير الأمد ذا أهمية أساسية بالنسبة للاتحاد، الذي يحثُّ دوله على البقاء "بحزم" إلى جانب كييف.


وكما جاء في الكتاب الأبيض الأوروبي، فإن روسيا تُمثِّل، في الوقت الراهن، "التهديد المباشر وغير المباشر الأكثر أهمية للاتحاد الأوروبي وأمنه، وكذلك لأمن الدول المرشَّحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وشركائه."


ثم أعلن «كوبيليوس» أن “450 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يعتمدوا على 340 مليون أمريكي للدفاع عنا من 140 مليون روسي، الذين لا يستطيعون هزيمة 38 مليون أوكراني.” ولتحقيق هذه الغاية، تتضمّن خطَّة المفوِّضية تقديم 150 مليار يورو في شكل قروض لحكومات الاتحاد الأوروبي لإنفاقها على مشاريع الدِّفاع، فضلًا عن تخفيف قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن المالية العامة بحيث يمكن تعبئة 650 مليار يورو أخرى.


علاوةً على ذلك، جرى تعليق "ميثاق الاستقرار الداخلي" لمدَّة أربع سنوات للسماح للدول الأعضاء بزيادة الاستثمارات في قطاع الدفاع حتى عام 2028. وسيُسمَح لكل دولة عضو بإنفاق ما يصل إلى %1،5 أكثر من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا، وربَّما يتجاوز ذلك سقف العجز/الناتج المحلي الإجمالي البالغ %3.  لقد أدركت شركات تصنيع السيارات الحاجة الاقتصادية الأوروبية الجديدة التي نشأت في زمن الحرب، وأعلنت، بموافقة السياسيين، أنَّها مستعدة لإعادة تحويل الإنتاج أو مواءمته مع صناعة المواد الحربية.


وينصُّ "الكتاب الأبيض" على "تفضيل أوروبي"، وفقاً لثلاثة مبادئ: البحث عن حل أوروبي؛ التفاوض مع المنتجين والمورِّدين الأوروبيين لخفض الأسعار وأوقات التسليم (بدعم من الاتحاد)؛ إذا لم يكن الحل الأوروبي متاحًا بالسعر أو الإطار الزمني المطلوب، فيجب على الدول الأعضاء أن تتواصل بشكل مشترَك مع المورِّدين من دول ثالثة وتطلب منهم السيطرة الكاملة على العملية.  وهنا ينبغي أن تتَّجه الأنظار إلى بلدان مثل النرويج والمملكة المتحدة وكندا واليابان والهند وكوريا الجنوبية، وليس إلى الولايات المتحدة.


وتعيد العديد من وزارات الدِّفاع الأوروبية بالفعل تقييم اعتمادها على الولايات المتحدة. وبين المشاكل المعروفة أنَّ نقاط البيانات الرئيسية من أنظمة الأسلحة الأميركية تُرسَل تلقائيا إلى الولايات المتحدة، كما تعتمد التحديثات الحاسمة للبرامج على الشركات المصنِّعة الأميركية، كما أنَّ العديد من أنظمة الأسلحة تنشأ في الولايات المتحدة. وتمثِّل هذه التبعيات مشكلة في وقت تفكر فيه أوروبا في المضي قدُمًا بمفردها.  ومع ذلك، وعلى الرَّغم من أنَّ الرواية تعكس، بالإضافة إلى النفور من روسيا، الخلاف مع الحليف التاريخي الولايات المتحدة، فإن "الكتاب الأبيض" للاتحاد الأوروبي يؤكِّد على أنَّ حلف شمال الأطلسي يجب أن يظلَّ المنظَّمة التي تضمن الدِّفاع الجماعي عن أوروبا. وهذا يعني أن جهود الاتحاد الأوروبي ينبغي أن تُوَجَّه نحو دعم حلف شمال الأطلسي ومتطلَّبات قدرات الدول الأعضاء الفردية.


في واقع الأمر، فإنَّ أوروبا، التي تريد إعادة تسليح نفسها لمواجهة روسيا والابتعاد عن الولايات المتحدة بقيادة «ترامب»، تفعل في الواقع بالضبط ما طلبه الرئيس الأميركي: تحمل المزيد من تكاليف حلف شمال الأطلسي.