الإيطالية نيوز، السبت 15 مارس 2025 - أصدرت محكمة البوسنة والهرسك، أعلى محكمة عادية في البلاد، يوم الجمعة، مذكِّرة اعتقال بحق «ميلوراد دوديك» (Milorad Dodik)، رئيس جمهورية صرب البوسنة، أحد الكيانين اللذين تنقسم إليهما البلاد ويسكنهما أغلبية كبيرة من صرب البوسنة.
ويُتَّهم «دوديك» بمهاجمة النِّظام الدستوري للبلاد بالاشتراك مع رئيس الوزراء «رادوفان فيسكوفيتش» (Radovan Višković) ورئيس الجمعية الوطنية «نيناد ستيفانديتش» (Nenad Stevandić).
قبل أيَّام أصدرت النيابة العامَّة استدعاءً بحقِّهم، لكنَّ الثلاثة لم يحضروا، وفي مؤتمر صحفي نَفوا سُلطة المؤسَّسات القضائية في الدولة. وطلبت النيابة العامَّة من المحكمة إصدار مذكِّرة توقيف بحقِّهم، وعلى إثرها سيحدثُ احتجازهم لمدَّة شهر على الأقل.
وتشهد البوسنة أزمة كبرى مرتبطة بـ «دوديك» نفسه، الذي دعم على مرِّ السنوات مواقف قومية وموالية لروسيا وهدَّد مرارًا وتكرارًا بانفصال جمهورية صرب البوسنة عن بقية البلاد. وفي 26 فبراير، أُدين بتهمة منع تنفيذ قرارات الممثل الأعلى، وهو مسؤول دولي مكلف بضمان الامتثال لاتِّفاقية السَّلام التي أنهت حرب التسعينيات، والذي يمكنه اتِّخاذ قرارات لها قوة القانون. ووصف «دوديك» المحاكمة ضدَّه بأنها "اضطهاد سياسي".
وفي الأيام التي أعقبت الحكم، أقرّ المجلس الوطني لجمهورية جمهورية صرب البوسنة (الذي يسيطر عليه حزب «دوديك»، تحالف الديمقراطيين الاجتماعيين المستقلِّين) سلسلة من القوانين غير الدستورية لمنع العديد من المؤسَّسات القضائية الحكومية من العمل على أراضي جمهورية صرب البوسنة. ألغت المحكمة الدستورية في البوسنة والهرسك هذه القوانين يوم الجمعة الماضي: في الوقت نفسه، بدأت الجمعية الوطنية أيضًا مناقشة مُسودَّة دستور جديد، تقول وسائل الإعلام البوسنية إنَّه من شأنه أن يزيد من استقلاليتها الواسعة بالفعل.
