كيف قسَّم «ترامب» مواقف قادة دول الاتحاد الأوروبي بشأن مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 9 مارس 2025

كيف قسَّم «ترامب» مواقف قادة دول الاتحاد الأوروبي بشأن مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا

الإيطالية نيوز، الأحد 9 مارس 2025 - أدَّى وصول «دونالد ترامب» إلى رئاسة الولايات المتحدة إلى انقسام وتفتيت مواقف الدول التي تلعب دورًا مختلفًا في الحرب في أوكرانيا. إذا كان لدى أوكرانيا والغرب موقف موحَّد على الأقل رسميًا خلال إدارة «جو بايدن»، فإنَّ الأمور تغيَّرت اليوم.


بدأ «ترامب» المفاوضات مع روسيا، وتقوم أوروبا بإصلاح سياساتها الدفاعية بشكل جذري، كما كشفت أوكرانيا عن اقتراح سلام جديد، هو الثَّاني لها خلال أشهر.  ومنَ المنتظَر إجراء مفاوضات جديدة بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين الأسبوع المقبل في السعودية. وفيما يلي المواقف الرئيسية بشأن نهاية الحرب في أوكرانيا.


أوكرانيا

رسميًا، لم يتغيَّر موقف أوكرانيا بشأن شروط إنهاء الحرب. وتستمرُّ أوكرانيا في المطالبة بالسَّلام "العادل" الذي يضمن وحدة أراضي البلاد: وهذا يعني أنَّها تطالب روسيا بالانسحاب الكامل من أراضيها، بما في ذلك "دونباس" وشبه جزيرة القرم.


لكنَّ هذه المواقف تراجعت بشكل غير رسمي، ويرجع ذلك أيضًا إلى الصعوبات العسكرية التي يواجهها الجيش الأوكراني: حتَّى قبل وصول «ترامب»، كان الرئيس «زيلينسكي» قد ألمح إلى إمكانية التوصُّل إلى وقف لإطلاق النَّار لا ينطوي على الانسحاب الروسي الكامل، والآن حتَّى الشعب الأوكراني استسلم لفكرة أنَّه، مهما كانت اتِّفاقية السلام القادمة، فإنَّ أوكرانيا ستخسر جزءًا من أراضيها، على الأقل في الوقت الحالي.


إنَّ أحد المطالب التي لا يمكن لأوكرانيا التخلِّي عنها هو نوع من الضمانات الأمنية التي من شأنها أن تُطَمئِن البلاد إلى أنَّ روسيا لن تغزوها مرَّة أخرى بعد توقيع اتِّفاق، كما حدث بعد اتفاقيات "مينسك". يمكن أن تكون هذه الضمانات لأوكرانيا من أنواع مختلفة، ولكن الضمانات الرئيسية هي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ووجود قوات غربية على أراضيها.


بعد الاجتماع الكارثي مع ترامب في أواخر فبراير، حاول «زيلينسكي» التأكيد على أنَّ بلاده مستعدَّة "للجلوس على طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لتحقيق السلام الدائم". واقترح أيضًا خطوة أولى، يتبعها المزيد من المفاوضات: "هدنة في السماء (حظر الصواريخ، والطائرات من دون طيَّار بعيدة المدى، والقنابل على البنية التحتية للطاقة وغيرها من البنية التحتية المدنية) وهدنة فورية في البحر، إذا فعلت روسيا الشيء نفسه."


أوروبا

إنَّ موقف الدول الأوروبية يشبه إلى حد كبير موقف أوكرانيا، لأنَّ أوروبا تشعر هي الأخرى بالتهديد من الوجود العسكري الروسي، وترى في السلام "العادل" في أوكرانيا ضمانة لنفسها أيضًا. إنَّ أوروبا مقتنعةُُ الآن بأنَّ أوكرانيا ستضطرُّ إلى التنازل عن بعض الأراضي لروسيا من أجل إنهاء الأعمال العدائية، ولكنَّها تؤيِّد ضرورة تزويد البلاد بضمانات أمنية قوية.


والفارق الكبير منذ وصول «ترامب» هو أنَّ أوروبا تبدو مستعدَّةً لتقديم هذه الضمانات بشكل مباشر.   بدأ رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» الحديث عن "تحالف الراغبين" الأوروبي الذي من شأنه أن يرسل قوات إلى أوكرانيا بعد التوصُّل إلى وقف إطلاق النار. ومن الواضح أنَّ المواقف تختلف بين مختلف البلدان الأوروبية: حتَّى الآن، فرنسا والمملكة المتحدة فقط هما اللَّتان أعلنتا صراحة أنَّهما ستشاركان في هذا التحالف. وتوجد دول من المؤكَّد أنها ستنضم إلى هذا التحالف، مثل بولندا ودول البلطيق. ومن ناحية أخرى، من غير المرجَّح أن تفعل إيطاليا الشيء نفسه.


الولايات المتحدة

إن موقف الولايات المتحدة هو الذي تغير أكثر من غيره خلال الأسابيع الأخيرة. فتح «دونالد ترامب» مفاوضات مع روسيا، وأيَّد العديد من مواقف نظام «فلاديمير بوتين»، وقطع المساعدات الاقتصادية والعسكرية، فضلاً عن تبادل المعلومات الاستخباراتية. وقد بدأ بعض المحلِّلين يزعمون أن «ترامب» يريد عقد صفقة واسعة مع روسيا تشمل أيضا الاقتصاد والتحالفات الدولية، وأنَّه يستخدم أوكرانيا كورقة مساومة. في الوقت نفسه، يحافظ «دونالد ترامب» على عنصر عدم القدرة على التنبُّؤ، وهدَّد هذا الأسبوع بفرض تعريفات جمركية جديدة على روسيا.


على أية حال، فإنَّ الولايات المتحدة تريد الآن «أمرين»: وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وتجميد الحرب في مرحلتها الحالية، وتوقيع أوكرانيا على اتفاق لتقاسم مواردها المعدنية. ولكن الولايات المتحدة لا تريد تقديم أي نوع من الضمانات العسكرية. إنَّهم لا يريدون انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ولا يريدون إرسال قواتهم أو معداتهم العسكرية إلى البلاد.


يوجد مطلب أمريكي أخر (غير رسمي، ولكن جرى التعبير عنه من قبل أعضاء مختلفين في الإدارة) وهو استقالة «زيلينسكي» وإجراء الانتخابات في أوكرانيا، والتي جرى تعليقها حاليًا بسبب الأحكام العرفية، والتي دخلت حَيِّز التنفيذ بسبب الحرب. وهي الحجة التي تستخدمها الدِّعاية الروسية في كثير من الأحيان، حيث ترى في «زيلينسكي» العقبة الرئيسية أمام تحقيق أهدافها. والآن بعد أن شعرت روسيا بأنَّها تتمتَّع بالميزة في المفاوضات المحتملة، فمن المرجَّح أن تحاول فرض  الشروط نفسها، حتَّى وإن بدت أكثر استعدادًا للتفاوض.


روسيا

لا شك أن وصول «ترامب» إلى البيت الأبيض أفاد روسيا:  كسرت الولايات المتحدة العزلة الدولية لنظام «بوتين» وبدأت في التفاوض بشكل مباشر، متمسِّكة بالعديد من حجج الدعاية الروسية.


 آخر مرَّة وضعت فيها روسيا شروطًا صريحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا كانت في عام 2022، عندما جرت مفاوضات مباشرة في بيلاروسيا وتركيا. وبعد ذلك طرحت روسيا مطالب صعبة للغاية: نزع السلاح من أوكرانيا و"إزالة النازية" منها، وهو ما يعني في لغة الدعاية الروسية إزالة الطبقة الحاكمة في البلاد.


روسيا تعارض انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ولا تريد وجود قوات غربية على أراضيها. وتطالب روسيا أيضًا بالاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم وكل شرق أوكرانيا، بما في ذلك أجزاء من البلاد لا تسيطر عليها عسكريًا. في عام 2022، قرَّرت روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية (دونييتسك، لوغانسك، زابوريجيا، وخيرسون)، والتي تُسيطر عليها جزئيًا فقط: وهي الآن تريد الاعتراف الكامل بهذه السيطرة.