وفي خضم التوترات الدبلوماسية مع فرنسا، قال الرئيس الجزائري إنه حَذَّر الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» من "الخطأ الجسيم" الذي ارتكبته باريس بإظهار دعمها للمقترح المغربي بشأن الصحراء الغربية، بحسب المحتوى الجزئي للمقابلة الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائرية نقلًا عن وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تؤيِّد الجزائر، مثل بقية الدول، إقامة دولة داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، ورفضت الانضمام إلى التقارب مع إسرائيل الذي جرى إضفاء الطابع الرسمي عليه من قبل دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب في السنوات الأخيرة في إطار ما يسمى بـ "اتفاقيات إبراهام".
وقال «تبون» حينها: “أرى أن هناك نوعاً من "الهرولة نحو التطبيع"، ونحن لن نشارك فيه، ولا ندعمه؛ مشيرًا إلى أن “القضية الفلسطينية مقدَّسة بالنسبة لنا وبالنسبة لكل الشعب الجزائري”، لكن هذه تبقى مجرد تصريحات سياسية يراد بها تخذير الشعب الجزائري وصرفه عن المطالبة بالاستفادة من ثروات البلاد الغنية بالموارد الطبيعية أكثر مما يراد بها دعم الشعب الفلسطيني، الذي لم يتلقَّى من النظام الجزائري الحالي إلَّا الشعارات.
كما تطرَّق الرئيس الجزائري في المقابلة إلى العلاقات المعقَّدة مع نظام «ماكرون»، والتي دخلت في أزمة مرَّة أخرى منذ أن سحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو ردًّا على الموقف الفرنسي الذي يعتبر اقتراح الرباط للحكم الذاتي في الصحراء الغربية "الأساس الوحيد" لحل النزاع.
وقد أدَّى اعتقال الكاتب الجزائري المخضرم «بوعلام صنصال»، الذي حصل مؤخَّرًا على الجنسية الفرنسية، في الجزائر في نوفمبر الماضي، واعتقال مؤثِّرين جزائريين في فرنسا بتهمة تهديدات أمنية إلى مزيد من تدهور العلاقات المتوتِّرة تاريخيا بين البلدين.
يقبع الكاتب الفرنسي الجزائري «بوعلام صنصال» قيد الاحتجاز الاحتياطي في الجزائر العاصمة، حيث لم تسمح السلطات الجزائرية لفرنسا بممارسة سلطاتها القنصلية، حسب وزير الخارجية الفرنسي «جان نويل بارو».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي إلى صدور قرار قضائي بشأن «صنصال» "في أقرب وقت ممكن" وأعرب عن استعداده للسفر إلى الجزائر لمعالجة كل نقاط التوتُّر في الوضع الثنائي، لكنه قال إنه لم يتلقَّ بعد ردًّا من الجزائر.