وكان هذا أوَّل اجتماع من نوعه منذ بداية الغزو الروسي. في الواقع، حتَّى أسابيع قليلة مضت، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بكل الطرق الممكنة دعم أوكرانيا وعزل روسيا ونظامها العنيد بقيادة «فلاديمير بوتين». والآن يفعل «ترامب» العكس تمامًا: اقترب من روسيا وابتعد عن أوكرانيا، التي لم يدعها حتَّى إلى الاجتماع في المملكة العربية السعودية.
وكانت النتيجة الرسمية الأولى للاجتماع هي الاتِّفاق على تشكيل وفود خاصة للتعامل مع مفاوضات السلام، لكنَّ الاجتماع كان له أيضًا محتوى سياسي وتجاري مهمُُّ للغاية. وبحسب ما ظهر، فإنَّ روسيا كانت ستستغل الوضع للتأكيد على أن انتهاء الحرب سوف يجلب فرصًا اقتصادية كبيرة للشركات الأميركية في روسيا، وخاصة في مجال الموارد الطبيعية (الغاز والنفط).
NEW: The U.S. and Russia begin the summit in Riyadh, Saudi Arabia, negotiating the end to Russia’s invasion of Ukraine.
— Alex Salvi (@alexsalvinews) February 18, 2025
🇺🇸 Secretary of State Rubio, National Security Advisor Waltz, Middle East Envoy Steve Witkoff.
🇷🇺 Foreign Minister Lavrov, Presidential advisor Ushakov pic.twitter.com/jPjEbkL3aY
وفي ختام كلمته تحدثَّ وزير الخارجية الأميركي، «ماركو روبيو» (Marco Rubio )، عن "الفرص المذهلة المتاحة لإعادة العلاقات مع روسيا"، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، في حين قال الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية «سيرغي لافروف» إنَّ الجانب الأميركي "بدأ يفهم موقفنا بشكل أفضل".
وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قد دعا إلى عقد اجتماع الثلاثاء، بعد اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قبل أسبوع: اتَّفقا معًا على البدء في مناقشة إمكانية إنهاء الحرب. وجرى اتِّخاذ هذا القرار من دون التشاور مع الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، الذي اتصل به «ترامب» لاحقًا. وقال «زيلينسكي» بعد ذلك إنَّ "أوكرانيا لن تقبل أي اتفاق" يحدثُ التوصُّل إليه من دون مشاركة البلاد. اليوم، كان «زيلينسكي» في تركيا، حيث التقى بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».
Ukraine greatly values its relations with Türkiye, the mutual understanding we share, and the support we receive in this extraordinary time of war. We are grateful for the warm welcome, hospitality and absolutely constructive approach in our negotiations.
Today, together with… pic.twitter.com/VmiScW6Kys
ورغم أنَّ البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة في نهاية اجتماع اليوم ينصُّ على أنَّ الوفدين سيعملان على التوصُّل إلى نهاية للحرب تكون "دائمة ومستدامة ومقبولة لجميع الأطراف"، إلَّا أنه لم يحدث ذِكر أوكرانيا بعد كمحاور نشط في هذه المحادثات. وقال وزير الخارجية الروسي «لافروف» للتلفزيون الروسي: “يجب إعادة فريق «زيلينسكي» بأكمله إلى رشده ويجب معاقبته هو نفسه بصفعة على الوجه.”
Russian Foreign Minister Lavrov:
— Clash Report (@clashreport) February 18, 2025
Russian bank cards will work again around the world if peace is achieved in Ukraine: the US and Russia agreed on this in Saudi Arabia. pic.twitter.com/bpAFV1iRR5
وبشكل عام، أعرب المبعوثون الروس عن ثقتهم الكبيرة في أنَّ إمكانية إعادة العلاقات الاقتصادية قد تقنع الولايات المتحدة. أوقفت شركات النفط الغربية الكبرى أنشطتها في روسيا اعتبارًا من عام 2022.
ولكن التقارير الرسمية لا تذكُر حتّى الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول الآن، من دون نجاح يُذكَر، الحفاظ على دور له بعض الأهمية في ضوء مفاوضات السلام المستقبلية. وفي ختام اللقاء، قال وزير الخارجية الأميركي «ماركو روبيو» إنَّ الجميع سيشارك في المحادثات في الوقت المناسب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي بسبب عقوباته ضد روسيا.
وقال المتحدث بإسم الحكومة الروسية، دميتري بيسكوف (Dmitri Peskov)، اليوم الثلاثاء، إنَ «بوتين» “مستعد" للتفاوض مع «زيلينسكي» إذا لزم الأمر”، لكنه شكَّك في الرسالة نفسها، كما فعلت روسيا مرارًا وتكرارًا في الماضي، في شرعيته كرئيس لأوكرانيا. انتهت الفترة الرئاسية لـ «زيلينسكي» في مايو 2024، لكنَّ الوضع الحالي في أوكرانيا يجعل إجراء الانتخابات صعبًا للغاية. علاوة على ذلك، يسود الحكم العسكري في البلاد منذ بداية عام 2022، وهو ما لا يسمح بإجراء انتخابات في سياق الحرب.