الولايات المتحدة تريد الآن التقرُّب من روسيا على حساب الاتحاد الأوروبي (فيديو) - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 18 فبراير 2025

الولايات المتحدة تريد الآن التقرُّب من روسيا على حساب الاتحاد الأوروبي (فيديو)

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 18 فبراير 2025 - التقى وفدان دبلوماسيان رفيعا المستوى عن روسيا والولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، لبدء المفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا - التي بدأت في فبراير 2022 بغزو روسي واسع النطاق - وتطبيع العلاقات. ولم يكن معروفًا أيُّ شيء عن الاجتماع حتَّى أيَّام قليلة مضت، وهو النتيجة الأكثر ملموسة لنهج الرئيس الأميركي الجديد «دونالد ترامب» (Donald Trump)، المنفصل جذريًا عن نهج سلفه «جو بايدن» وعن نهج العديد من الحلفاء الأوروبيين.


وكان هذا أوَّل اجتماع من نوعه منذ بداية الغزو الروسي. في الواقع، حتَّى أسابيع قليلة مضت، حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بكل الطرق الممكنة دعم أوكرانيا وعزل روسيا ونظامها العنيد بقيادة «فلاديمير بوتين». والآن يفعل «ترامب» العكس تمامًا: اقترب من روسيا وابتعد عن أوكرانيا، التي لم يدعها حتَّى إلى الاجتماع في المملكة العربية السعودية.


وكانت النتيجة الرسمية الأولى للاجتماع هي الاتِّفاق على تشكيل وفود خاصة للتعامل مع مفاوضات السلام، لكنَّ الاجتماع كان له أيضًا محتوى سياسي وتجاري مهمُُّ للغاية. وبحسب ما ظهر، فإنَّ روسيا كانت ستستغل الوضع للتأكيد على أن انتهاء الحرب سوف يجلب فرصًا اقتصادية كبيرة للشركات الأميركية في روسيا، وخاصة في مجال الموارد الطبيعية (الغاز والنفط).

وفي ختام كلمته تحدثَّ وزير الخارجية الأميركي، «ماركو روبيو» (Marco Rubio )، عن "الفرص المذهلة المتاحة لإعادة العلاقات مع روسيا"، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، في حين قال الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية «سيرغي لافروف» إنَّ الجانب الأميركي "بدأ يفهم موقفنا بشكل أفضل".


وكان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قد دعا إلى عقد اجتماع الثلاثاء، بعد اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قبل أسبوع: اتَّفقا معًا على البدء في مناقشة إمكانية إنهاء الحرب. وجرى اتِّخاذ هذا القرار من دون التشاور مع الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، الذي اتصل به «ترامب» لاحقًا. وقال «زيلينسكي» بعد ذلك إنَّ "أوكرانيا لن تقبل أي اتفاق" يحدثُ التوصُّل إليه من دون مشاركة البلاد. اليوم، كان «زيلينسكي» في تركيا، حيث التقى بالرئيس التركي «رجب طيب أردوغان».

ورغم أنَّ البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة في نهاية اجتماع اليوم ينصُّ على أنَّ الوفدين سيعملان على التوصُّل إلى نهاية للحرب تكون "دائمة ومستدامة ومقبولة لجميع الأطراف"، إلَّا أنه لم يحدث ذِكر أوكرانيا بعد كمحاور نشط في هذه المحادثات. وقال وزير الخارجية الروسي «لافروف» للتلفزيون الروسي: “يجب إعادة فريق «زيلينسكي» بأكمله إلى رشده ويجب معاقبته هو نفسه بصفعة على الوجه.”

وبشكل عام، أعرب المبعوثون الروس عن ثقتهم الكبيرة في أنَّ إمكانية إعادة العلاقات الاقتصادية قد تقنع الولايات المتحدة. أوقفت شركات النفط الغربية الكبرى أنشطتها في روسيا اعتبارًا من عام 2022.


ولكن التقارير الرسمية لا تذكُر حتّى الاتحاد الأوروبي، الذي يحاول الآن، من دون نجاح يُذكَر، الحفاظ على دور له بعض الأهمية في ضوء مفاوضات السلام المستقبلية. وفي ختام اللقاء، قال وزير الخارجية الأميركي «ماركو روبيو» إنَّ الجميع سيشارك في المحادثات في الوقت المناسب، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي بسبب عقوباته ضد روسيا.


وقال المتحدث بإسم الحكومة الروسية، دميتري بيسكوف (Dmitri Peskov)، اليوم الثلاثاء، إنَ «بوتين» “مستعد" للتفاوض مع «زيلينسكي» إذا لزم الأمر”، لكنه شكَّك في الرسالة نفسها، كما فعلت روسيا مرارًا وتكرارًا في الماضي، في شرعيته كرئيس لأوكرانيا. انتهت الفترة الرئاسية لـ «زيلينسكي» في مايو 2024، لكنَّ الوضع الحالي في أوكرانيا يجعل إجراء الانتخابات صعبًا للغاية. علاوة على ذلك، يسود الحكم العسكري في البلاد منذ بداية عام 2022، وهو ما لا يسمح بإجراء انتخابات في سياق الحرب.