واعتبرت رئيس مجلس الوزراء الإيطالية هذه العملية بأنَّها "واحدة من أهم الاستثمارات الأجنبية وأكثرها إثارةً للإعجاب في تاريخ البلاد".
وسيُركَّز التعاون على القطاعات الاستراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجدِّدة وأبحاث الفضاء والبِنية التحتية الرَّقمية. ويوجد بين الشَّرِكات المُشارِكة، ستتولّى شركة "إيني" تطوير مراكز البيانات ونقل الطاقة، في حين ستشارك شركات "فينكانتييري" و"إينيل" و"ليوناردو" و"إنتيزا سان باولو" في "مشاريع رئيسية" أخرى.
يواصل التعاون بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة النمو: في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024، وصلت التجارة بين روما وأبو ظبي بالفعل إلى قيمة 9 مليارات يورو (%14.5+ عن عام 2023).
وجاء إعلان «ميلوني»، الإثنين 24 فبراير، خلال المنتدى الريادي بين إيطاليا والإمارات العربية المتَّحدة، الذي حضره ممثلو أكثر من 300 شركة، الكشف عن بعض الاتفاقيات المختلفة، أهمها تلك المتعلقة بشركة "إيني" الإيطالية، وفي مقدِّمتها مشروع نقل الطاقة المتجدِّدة الذي سينطلق من الإمارات ويمرُّ عبر ألبانيا ويصل إلى إيطاليا، ومن ثَمَّ يصل إلى القارَّة الأوروبية بأكملها.
وبالإضافة إلى هذه الاتِّفاقية، وقَّعت "إيني" اتفاقيتين أخريين: الأولى تتعلق بالتعاون الوثيق مع "MGX"، وهو صندوق يستثمر في التقنيات المتقدِّمة مثل الذكاء الاصطناعي، ومع "G42"، ومقرها "دبي"، لإنشاء مراكز بيانات لتخزين كمِّيات كبيرة من المعلومات الرَّقمية؛ يتضمَّن هذا المشروع بناء حاسوب فائق في حديقة بولونيا التكنولوجية، بقيمة تُقدَّر بنحو 430 مليون يورو. أما الاتفاقية الثانية فهي مذكرة تفاهم جرى توقيعها مع "الجمعية الوطنية لعجن السيارات بجودة عالية" (ADQ)، وهو صندوق سيادي عالمي يركز على سلاسل التوريد، والذي يركِّز على الأبحاث المتعلِّقة باستخراج المعادن الحيوية.
وأعلنت شركة "فينكانتيري" عن اتِّفاقية مع مجموعة "EDGE"، إحدى المجموعات الأكثر نشاطًا في قطاع التكنولوجيا المتقدّمة والدفاع، في قطاع تحت الماء؛ وستعمل الشركتان من خلال مشروع "مايسترال" المشترك على تطوير تقنيات "لحماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء، ورسم خرائط قاع البحر، والغوَّاصات من الجيل الجديد، وحاملات الطائرات من دون طيار، والطوربيدات خفيفة الوزن".
علاوه على ذلك وقَّعت شركة "تيم" للاتصالات اتفاقية بقيمة نصف مليار درهم تقريبًا مع "مكتب أبوظبي للاستثمار"، تهدف إلى تطوير حلول الاتصالات من الجيل القادم، وتوسيع النطاق العريض، وإنشاء مركز للتميُّز في قطاع الذكاء الاصطناعي للصناعات المحلية.
كما وقعت شركة "ليوناردو" اتِّفاقية مع شركة "EDGE" في المجالات الرئيسية للنقل الجوي والدفاع المضاد للصواريخ ومراقبة الطائرات من دون طيَّار وأنظمة إدارة القتال البحري والاتصالات اللاسلكية. وأعادت مجموعة "إنتيسا سان باولو" إطلاق تعاونها مع شركة "مَصدَر" في قطاع الطاقة المتجددة، تمامًا كما فعلت شركة "إينيل".
وتسمح الاتفاقيات الجديدة مع الإمارات العربية المتحدة بشكل نهائي بإعادة فتح الحوار بين روما وأبو ظبي بعد فترة من الاحتكاك بدأت مع «حكومة كونتي»، وذلك على المسار نفسه للتطبيع الذي اتبعته مع المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2019، أوقفت «حكومة كونتي» بالفعل شحن القنابل والطائرات والصواريخ إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بسبب مسؤوليتهما في الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تؤثِّر على اليمن منذ 15 عامًا. وفي وقت لاحق، في عام 2021، ألغت التراخيص نفسها.
وفي يونيو 2023، رفعت «ميلوني» القيود المفروضة على المملكة العربية السعودية، بحيث وقَّعت معها في يناير من هذا العام اتفاقية دفاع وطاقة بقيمة 10 مليارات يورو. وعلى غرار ما فعلته مع المملكة العربية السعودية، ألغت «حكومة ميلوني» في أبريل 2023 القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى الإمارات، ثم أعادت إطلاق الإنتاج الحربي المشترَك.