![]() |
كلاوس يوهانيس، قمة حزب الشعب الأوروبي، 19 أكتوبر 2017 |
ومنَ المقرَّر إجراء انتخابات رئاسية جديدة في مايو، لكن في الأسابيع الأخيرة هاجمت الجماعات اليمينية المتطرِّفة في البرلمان الروماني «يوهانيس» مِرارًا وتكرارًا، واتَّهمته بأنَّه رئيس غير شرعي: عندما انضمَّ حزب مؤيِّد لأوروبا إلى الدعوات المطالِبة باستقالته، استسلم.
وكانت الأحزاب اليمينية المتطرِّفة قد تقدَّمت بالفعل باقتراحين للعزل، أي إقالة «يوهانيس» من منصبه. بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في أوائل ديسمبر، حصل اليمين المتطرِّف على أكثر من ثلث المقاعد، بما في ذلك "التحالف من أجل الوحدة الرومانية" (AUR)، والقوميون من منظمة S.O.S. و"حزب الشباب". وقد حظي الاقتراح الثالث والأخير بدعم من حزب "اتحاد إنقاذ رومانيا" (USR)، وهو حزب ليبرالي من يمين الوسط جاء في المركز الرابع في الانتخابات. وعندما أصبح معلومًا أنَّ بعض أعضاء البرلمان من الأغلبية التي تدعم الحكومة الحالية المؤيِّدة لأوروبا سيصوِّتون أيضًا لصالح المساءلة، أعلن «يوهانيس» استقالته.
وفي الواقع، كان هذا الاقتراح الثالث قد وقع عليه 178 نائبًا (من أصل 331 مقعدًا في مجلس النواب): لذلك كانت هناك فرصة جيدة للموافقة عليه في المجلس، مما قد يؤدِّي إلى تعليق عمل الرئيس. وكان ي«وهانيس» قد توقَّع ذلك، فاستقال قبل التصويت على حجب الثقة، والذي كان مُقرَّرًا يوم الثلاثاء. وستدخل استقالته حيِّز التنفيذ يوم الأربعاء، على أن يتولَّى رئيس مجلس الشيوخ «إيلي بولوجان» (Ilie Bolojan) منصبه مؤقَّتًا.
وقال «يوهانيس» اليوم الاثنين: “إنَّها خطوة عديمة الفائدة، لأنَّه في كل الأحوال كنت سأترك المنصب بعد بضعة أشهر.وإنَّها خطوة يخسر منها الجميع شيئًا ولا يربح منها أحد”، مؤكِّدًا أنَّه لم ينتهك الدُّستور أبدًا وقال إنَّه استقال لتجنيب البلاد أزمة سياسية أخرى.
وقد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي عقدت في نوفمبر الماضي، بشكل مفاجئ «كالين جورجيسكو» (Calin Georgescu)، المرشح الشعبوي والقومي والمؤيِّد لروسيا، والذي لم يتجاوز بالكاد %5 من الأصوات في استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات. وجاءت الليبرالية «إيلينا لاسكوني» (Elena Lasconi) عن "التحالف من أجل الوحدة الرومانية" في المركز الثاني.
في السادس من ديسمبر، قبل يومين من الجولة الثانية بين «جورجيسكو» و«لاسكوني»، ألغت المحكمة الدستورية الرومانية الانتخابات بعد ورود تقارير عديدة عن تدخُّل روسي محتمل في الانتخابات ونشرت المخابرات الرومانية وثائق تزعم أنَّ الحملة الانتخابية كانت هدفًا "لإجراءَات روسية هجينة وعدوانية" وآلاف الهجمات على نظام الكمبيوتر الوطني.
ومن المقرَّر أن تُجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الجديدة في الرابع من مايو المقبل، على أن تُجرى جولة الإعادة في 18 من الشهر نفسه إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من %50 من الأصوات في الجولة الأولى. وكان «يوهانيس»، البالغ من العمر 65 عاما، يشغل منصبه منذ عام 2014 ولم يسع إلى إعادة انتخابه بعد أن استنفد الحد الأقصى من ولايته المتمثل في ولايتين.