"المبعوث الخاص" للولايات المتحدة في إيطاليا يشكِّل حالة غريبة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الخميس، 27 فبراير 2025

"المبعوث الخاص" للولايات المتحدة في إيطاليا يشكِّل حالة غريبة

الإيطالية نيوز، الخميس 27 فبراير 2025 - لعدّة أيام، كان يوجد قدر معيَّن من الاهتمام الإعلامي والمؤسَّساتي اتجاه «باولو زامبولي» (Paolo Zampolli)، رجل الأعمال الإيطالي الأمريكي الذي يقدِّم نفسَه على أنَّه "المبعوث الخاص لـ «دونالد ترامب» إلى إيطاليا". ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول بالضبط ما هو وضعه، وهو علاوة على ذلك، غير مسبوق عمليًا: وفقًا للفحوصات التي أجرتها وزارة الخارجية، ستكون هذه هي الحالة الأولى لمبعوث خاص لإيطاليا منذ أربعين عامًا على الأقل. وعلى الرَّغم من أنَّه ينتظر التأكيد الرسمي، إلا أنه لم يحدث إبلاغ تعيينه بأي شكل من الأشكال إلى أي من المؤسَّسات التي يجب أن تتلقى إشعارًا في مثل هذه الحالات: لا إلى وزارة الخارجية، ولا إلى رئاسة مجلس الوزراء  أو رئاسة الجمهورية، ولا إلى السفارة الإيطالية في واشنطن ولا إلى السفارة الأميركية في روما. وليس من الواضح حتَّى ما هو دوره بالتحديد.


وفي هذه الأثناء، نُشرت مقابلة معه على الصفحة الأولى من صحيفة "إلْجورنالي"؛ واستضافه «ابرونو ڤيسْبا» في وقت الذروة على قناة "رايْ أونو" في 24 فبراير، بمناسبة الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا. وفي يوم الأربعاء، استقبل «ماتِّيو سالفيني» «زامبولي» في وزارة النقل، لحضور اجتماع جرى تنظيمه من خلال معارف مشتركين من دون سابق إنذار، ولكن جرى الإعلان عنه على نطاق واسع من قبل «سالفيني» نفسه.

المبعوثون الخاصُّون هم ممثلون دبلوماسيون يُعيَّنون من قبل رؤساء الدول أو الحكومات للتعامل مع قضايا محدَّدة لا يمكن تفويضها إلى سفير عادي. أمَّا بالنسبة للولايات المتحدة، فمن المعتاد أن يُطلب من المبعوثين الخاصِّين إدارة العلاقات مع البلدان في حالة حرب أو تسهيل مفاوضات السلام بين طرفين، أو تنسيق التدخُّلات الداعمة في مناطق العالم المتضرِّرة من الكوارث الطبيعية أو الأزمات الإنسانية، أو إدارة العلاقات الدبلوماسية مع البلدان حيث لا توجد نية رسمية لإقامة اتصال مباشر معها عن طريق تعيين سفير: هذا هو الحال، على سبيل المثال، بالنسبة للمبعوث الخاص إلى إيران أو المبعوث الخاص إلى سوريا.


ويوجد أيضًا مبعوثون خاصُّون لبعض المشاكل العالمية الكبرى والمعقَّدة، مثل تغيُّر المناخ، والصراعات العِرقية، والحقوق المدنية، والأمن السيبراني. باختصار، لا شيء من هذه الأسباب التي ذكرنا ينطبق على إيطاليا، التي ستكون أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستقبل مبعوثًا خاصًّا من البيت الأبيض، على الأقل في الآونة الأخيرة.


وهذا هو ما تصوَّرته الممارسة الدِّبلوماسية في العقود الأخيرة. ولكن من المعروف أن «دونالد ترامب» لا يهتم كثيرًا بالممارَسات الدبلوماسية، والحقيقة أنَّ تعيينات مبعوثيه الخاصِّين قد تحدث بطريقة فوضوية إلى حدٍّ مَا، وقد تنبَّأت بها بالفعل بعض الصُّحف الأمريكية بقدر من الفزع: التعيينات التي تحدثُ على سبيل المكافآت أو الإرضاء لأصدقائه ومحسنيه ومموِّليه، وليس على أساس الاحتياجات السياسية الفعلية.


وهكذا، على سبيل المثال، جرى تعيين غير مسبوق لمبعوث خاص إلى المملكة المتحدة، في نهاية شهر ديسمبر، وهو «مارك بورنيت» (Mark Burnett)، منتج تلفزيوني بريطاني مُقرَّب للغاية من «ترامب». ورُبَّما كانت هذه هي الطريقة التي حدث بها ترشيح «زامبولي»، وهو أيضًا صديق تاريخي لِـ «ترامب»، على الأقل وفقًا لما قاله لصحيفة "إلْ جورنالي".