البرلمان اللبناني ينتخب «جوزيف عون» رئيسًا جديدًا للدولة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الخميس، 9 يناير 2025

البرلمان اللبناني ينتخب «جوزيف عون» رئيسًا جديدًا للدولة

 الإيطالية نيوز، الخميس 9 يناير 2025 - انتخب البرلمان اللبناني رئيسًا جديدًا، ليغلق بذلك الفراغ السياسي الذي استمرَّ لأكثر من عامين. هو «جوزيف عون»، القائد العام الحالي للقوات المسلحة اللبنانية. وكان منصب رئيس الدولة شاغرًا منذ أكتوبر 2022، عندما غادر الرئيس «ميشال عون» (لا علاقة له بالرئيس الجديد) منصبه في نهاية ولايته.  

وبعد إثنتي عشرة محاولة فاشلة، كان هناك تفاؤل بأنَّ التصويت الثالث عشر، الذي سارت الأمور بنجاح اليوم الخميس، كما كان متوقَّعًا. وانتُخب «عون» في الدورة الثانية بحصوله على 99 صوتًا. وفي أوَّل خطاب له كرئيس، وعد بعلاقات دبلوماسية أفضل "نحو الشرق والغرب"، و"إعادة بناء ما دمَّره العدوان الإسرائيلي في جميع أنحاء لبنان"، واستثمار أكبر في الجيش.

على مدى ما يقرب من عامين، لم تتمكَّن القوى السياسية الحاضرة في البرلمان اللبناني المنقسِم من التوصُّل إلى اتِّفاق بشأن من يُمكن انتخابه، ويرجع ذلك أساسًا إلى الخلافات بين المجموعة السياسية التي يقودها "حزب الله" وحلفائه، والمجموعة المناهضة لِـ "حزب الله". ولكن اليوم جرى التوصُّل إلى اتِّفاق بين الأحزاب: أوَّلا وقبل كل شيء بسبب الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والتي أضعفت "حزب الله" إلى حدٍّ كبير، وبفضل حملة ضغط دولية واسعة النطاق، تترأسها فرنسا، الواصي القانوني على لبنان.

هذا الأسبوع، انسحب «سليمان فرنجية»، المرشح الرئاسي المدعوم من حزب الله، وأعلن دعمه لِـ «جوزيف عون»، الذي كان المرشح الأوفر حظا للفوز بالرئاسة. ويُعتبر «عون» مسيحيا مارونيا، ويحظى بدعم القوى السياسية المسيحية بشكل رئيسي، ولكن في الأيام الأخيرة انفتحت حتى الأحزاب الإسلامية على إمكانية التصويت له. وقال «وفيق صفا»، المسؤول في "حزب الله"، إنَّ الحزب "لن يعترض" على ترشيح «عون»، على الرَّغم من أنه لم يُعلِن بعد دعمَه الصريح له.

في لبنان، يتطلَّب انتخاب رئيس الجمهورية موافقة ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 صوتًا (من أصل 128 مقعدًا)، في الجولة الأولى؛ ومن الاقتراعات اللَّاحقة، تكون الأغلبية البسيطة التي تبلغ 65 صوتًا كافية. وحصل «عون» على 71 صوتًا في الجولة الأولى؛ في الثانية 99، وبالتالي جرى انتخابه.

على أية حال، كان «عون» يحتاج إلى 86 صوتا على الأقل، لأنَّ الدستور اللبناني يحظر على أفراد الجيش تولِّي منصب رئيس الجمهورية: لانتخاب «عون» كان لا بد من إجراء تعديل دستوري يتطلَّب موافقة ثُلثي أعضاء البرلمان، أي 86 صوتًا. وقد جرت الموافقة على تعديلات مماثلة في الماضي: «عون» هو القائد الخامس للقوات المسلحة الذي يحدثُ انتخابُه رئيسًا.

ويحظى عون أيضًا بتزكية ومباركة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين كانتا من أبرز ممولي الدولة اللبنانية في السنوات الأخيرة. والجيش اللبناني، على وجه الخصوص، مموَّل ومدرَّب من قبل الولايات المتحدة، حيث أمضى «عون» بعض الوقت أيضًا في تدريب قواته.

ويبلغ «عون» من العمر 60 عاما، وهو عسكري محترف (انضم إلى الجيش في العام 1983) ويعتبر ضابطا رفيع المستوى نجح في إبقاء الجيش اللبناني موحَّدا وفعَّالا نسبيا في ظلِّ الأزمة المستمرَّة التي تعيشها البلاد.

إنَّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية من شأنه أن يرفع جزئياً على الأقل الشلل السياسي الذي يعيشه لبنان منذ سنوات.

وتعهّد الرئيس بتعيين رئيس وزراء (يقوم حاليا بمهام عمله)، والذي يمكنه في نهاية المطاف إنشاء حكومة مستقرَّة. ومع ذلك، فإن هذه العملية ستكون طويلة ومعقَّدة، لأنَّ جميع القرارات يجب أن تُتَّخذ بالاتفاق مع البرلمان.

إنَّ الشَّلل السياسي في لبنان يتفاقم بسبب حقيقة أنَّ البلاد تُحكَم وِفقًا لنظام طائفي يمنح مناصب معيَّنة لممثلي كل من الطوائف الدينية العديدة في البلاد. على سبيل المثال، في لبنان يجب أن يكون الرئيس دائمًا كاثوليكيًا مارونيًا (مثل «عون»)؛ لا يزال رئيس الوزراء مسلمًا سُنِّيًا؛ رئيس مجلس النواب يكون دائما مسلم شيعي؛ نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الوزراء كلاهما مسيحيين أرثوذكس يونانيين. حتَّى في البرلمان، كل طائفة دينية لديها بعض المقاعد المحجوزة. وقد صُمِّم هذا النظام لتعزيز الحوار بين مختلف الطوائف، إلَّا أنَّه أدَّى منذ بعض الوقت إلى انسداد السياسة اللبنانية، ما أدَّى، من بين أمور أخرى، إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الخطيرة للغاية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات.