الولايات المتحدة: “لماذا كانت حرائق لوس أنجلوس مُدمِّرة إلى هذا الحد؟” - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 11 يناير 2025

الولايات المتحدة: “لماذا كانت حرائق لوس أنجلوس مُدمِّرة إلى هذا الحد؟”

الإيطالية نيوز، السبت 11 يناير 2024 - دخلت مدينة "لوس أنجلوس" بولاية "كاليفورنيا" يومها الخامس على التوالي من حرائق الغابات، والتي اندلعت منذ يوم الثلاثاء وما زالت خارجة عن السيطرة. وتعتبر هذه الحرائق بين الأكثر تدميرًا في تاريخ المدينة، التي أصبحت معتادةً الآن بشكل متزايد على التعامل معها بشكل دوري. وفي هذه الحالة، فإنَّ العوامل التي ساهمت في تطوُّرها والتي لا تزال تجعل من الصعب احتواؤها مشتركة بين الحرائق الماضية، إلَّا أنَّ مزيجًا معينًا منها يُؤدِّي إلى أضرار أكبر من المعتاد.


وتوجد حاليا خمسة حرائق نشطة، جميعها في الجزء الشمالي من المدينة، إثنان منها خارج السيطرة، فيما جرى إخماد ثلاثة، بما في ذلك الحريق الذي ضرب حي "هوليوود". وتسبّبت في مقتل 11 شخصًا على الأقل، وإجلاء أكثر من 150 ألف شخص، وتدمير أكثر من 10 آلاف مبنى. وقد وصلت مساحتها إلى نحو 150 كيلومترا مربَّعا، أي ما يعادل تقريبا مساحة بلدية "ميلانو".


ولم يُعرَف بعد كيف بدأت الحرائق. في الماضي، اندلعت بعض الحرائق عمدًا، أو بسبب حرائق أشعلها النَّاس وجرى إخمادها بطريقة غير صحيحة. لكن بعض الحرائق الأكثر تدميرًا في تاريخ "كاليفورنيا"، مثل الحريق الذي اندلع في بلدة "بارادايس" في عام 2018، بدأت عندما فشلت خطوط الكهرباء أو المعدات الأخرى. بمجرد أن تبدأ النيران الرئيسية، يمكن أن تتطوَّر حرائق أخرى من الجمر المشتعِل الذي تحمله الرِّياح حتَّى على بعد كيلومترات.


"لوس أنجلوس" هي أيضًا منطقة من السهل جدًا انتشار الحرائق فيها: فهي خضراء للغاية وتحتوي على منازل مبنية من مواد، بما في ذلك الخشب، ليست مُقاوِمة للحريق مثل الخرسانة.


وهي أيضًا منطقة جافة جدًا، وهو وضع يتفاقم باستمرار بسبب تغيُّر المناخ. وكما أشار حاكم ولاية "كاليفورنيا" «جافين نيوسوم» مؤخَّرًا، فبينما كانت الحرائق تحدث في الماضي عمومًا من شهر مايو إلى أكتوبر، لم يعد هناك "موسم حرائق". يتضَّح ذلك من حقيقة أن المدينة تضطرُّ إلى التعامل مع هذا الوضع في شهر يناير، وهو الشهر الذي يسبقه عادة شهران من الأمطار، وبعد ذلك يصبح انتشار الحريق أكثر صعوبة.


لكن قبل اندلاع هذه الحرائق، لم تشهد "لوس أنجلوس" هطول أمطار متواصلة لعدة أشهر: لم تشهد المدينة سوى 4 سنتيمترات من الأمطار منذ أكتوبر، وهو أقل من 20 في المائة من متوسط ​​هطول الأمطار. وقد أدَّى هذا إلى خلق تضاريس ونباتات قاحلة للغاية، والتي نمت من ناحية بفضل فصول الشتاء السابقة الأكثر أمطارًا، ولكنها من ناحية أخرى جفَّت في الشتاء الماضي عندما هطلت الأمطار بشكل أقل.

يُضاف إلى ذلك رياح "سانتا آنا" الجافة القوية التي تهبُّ من الصحاري إلى الداخل وتؤدِّي إلى انخفاض نسبة الرطوبة بشكل أكبر. في الأيام الأخيرة، تناوبت رياح "سانتا آنا" بين لحظات الهدوء والهبات القوية، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 160 كيلومترًا في الساعة: تسبَّبت في تسريع انتشار الحرائق، وجعلت من المستحيل في بعض الأحيان تحليق طائرات الإطفاء، وساهمت في إحداث حرائق جديدة من خلال نقل الجمر إلى مناطق لم تتأثر بعد.

المشكلة الكبيرة الأخيرة هي الماء. وقالت إدارة المياه والطاقة في "لوس أنجلوس" إنَّ الخزانات التي تُغذِّي صنابير مكافحة الحرائق كانت ممتلئة في جميع أنحاء المدينة قبل بدء حالة الطوارئ، لكن في الأيام الأخيرة بدأت تنفد بسبب الطلب الهائل عليها. وكانت هناك أيضًا أوقات نَفِدت فيها المياه مؤقَّتًا من بعض فرق الإطفاء، حتَّى في المناطق الحرجة مثل حي "باسيفيك باليساديس"، الذي تضرر من أكبر الحرائق وأكثرها تدميرًا. وقد عانى أخرون من مشاكل انخفاض ضغط الدم، والتي ربما كانت ناجمة عن المشاكل الكهربائية الواسعة النطاق الناجمة عن الحرائق.


لقد كانت إدارة المياه في الولاية مصدر قلق منذ فترة طويلة: حيث يأتي معظمها من المناطق الأكثر أمطارًا في شمال "كاليفورنيا"، في حين أنَّ المناطق التي يكون فيها استهلاك المياه أعظم هي تلك الموجودة في الجنوب.


ومن المتوقَّع أن يظل الوضع حرجًا في الأيام المقبلة حيث لا يُتوقع هطول الأمطار لفترة طويلة حتَّى الآن، وبينما يحاول رجال الإطفاء إخماد الحرائق الأكبر، يتعيَّن عليهم أيضًا إبقاء الحرائق الأصغر تحت السيطرة والتي تبدأ باستمرار.