وكانت "حماس" قالت في بيان قبل ساعات إنَّ كلَّ العوائق التي كانت تمنع إمكانية التوصُّل إلى الاتِّفاق جرى اجتيازها. وهذا أقرب ما وصلنا إليه من الموافقة على وقف إطلاق النَّار بعد 15 شهرًا من الحرب: كل ما ينقص هو تصويت الحكومة الإسرائيلية، التي اجتمعت بعد ظهر اليوم الجمعة.
ومن المقرَّر أن يدخل وقف إطلاق النَّار حيِّز التنفيذ يوم الأحد 19 يناير، ومن المتوقَّع إطلاق سراح أوَّل الرهائن في اليوم نفسه. وفي بيان له، أشار رئيس وزراء الكيان الصهيوني «بنيامين نتنياهو» إلى أنَّه ينبغي احترام هذا الجدول الزمني.
وكان المفاوضون قد توصَّلوا إلى اتِّفاق مساء الأربعاء، لكن لم تحدث الموافقة عليه بسبب بعض القضايا العالقة والمشاكل في اللحظة الأخيرة. وقال «نتنياهو» في السَّاعات الأولى من فجر الجمعة إنَّ المفاوضين تغلَّبوا على خلافاتهم. وأضاف أنَّ عائلات الرهائن أُبلغت بالاتِّفاق، وأنَّ الحكومة تستعدُّ لاستقبالهم.
ولم يَحدُث الكشف بعد عن تفاصيل الاتِّفاق الذي جرى التوصُّل إليه يوم الجمعة، لكن من المتوقَّع أن يكون مماثلًا إلى حدٍّ كبيرٍ للاتِّفاق الَّذي جرى التوصُّل إليه يوم الأربعاء. وتنقسم الخطة إلى ثلاث مراحل، وتشمل الإفراج التدريجي عن جميع الرهائن البالغ عددهم نحو 100 شخص الَّذين ما زالوا محتجَزين في القطاع، وانسحاب القوات الإسرائيلية، والإفراج عن مئات السُّجناء الفلسطينيين المعتقَلين في إسرائيل.
ومن المتوقَّع أن يحدث إطلاق سراح أول 33 رهينة تدريجيًا في المرحلة الأولى، والتي من المتوقَّع أن تستمرَّ ستة أسابيع. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية قائمة بأسمائهم، والتي تُعتَبر غير رسمية. كما نشرت وزارة العدل الإسرائيلية قائمة بأسماء 95 أسيرًا فلسطينيًا من المتوقَّع الإفراج عنهم. ويوجد في القطاع 98 رهينة، وتعتقد إسرائيل أنَّ نحو ثلثهم لقوا حتفهم أثناء الأَسر. ومن المتوقَّع أن يحدث تسليم جثثهم في المرحلة الثالثة والأخيرة من الصفقة.
وهدَّد وزير الأمن القومي «آيتمار بن غفير»، المعروف بآرائه الصهيونية المتطرِّفة والمعادية للفلسطينيين، بسحب دعمه للحكومة إذا جرت الموافقة على الاتِّفاق. ووصف «بن غفير» الاتِّفاق بأنه "متهوِّر" و"هدية لحماس"، لأنَّه لن يسمح بالتدمير الكامل للحركة، التي قدَّمها كل من «بن غفير» و«نتنياهو» في كثير من الأحيان على أنَّها الهدف النهائي للحرب. بدوره، انتقد وزير المالية «بتسلئيل سموتريتش» الاتِّفاق أيضًا وقال إنَّه قد يتوقَّف عن دعم الحكومة إذا جرت الموافقة على وقف دائم للأعمال العدائية.
وتملك الأحزاب المؤيِّدة لحكومة «نتنياهو» 68 مقعدًا في البرلمان من إجمالي 120 مقعدًا. ويضمُّ حزب «بن غفير»، "القوة اليهودية"، 6 نواب: لو يغادر حكومة «نتنياهو»، فإنَّ هذا الأخير سيظل يتمتع بأغلبية بالكاد تكفي. أما "حزب الصهيونية الدينية" بزعامة «سموتريتش» لديه سبعة مقاعد. وسوف يُشكِّل فقدان دعمهما أيضًا مشكلة كبيرة لـ «نتنياهو»، وقد يؤدِّي إلى إجراء انتخابات مُبكِّرة.
وتجمَّع المتظاهرون من اليمين المتطرِّف في القدس المحتلَّة، الخميس، احتجاجًا على الصَّفقة: وأغلقوا الطرقات وهتفوا متَّهِمين الحكومة الإسرائيلية بأنَّها تريد الاستسلام.
وفي هذه الأثناء، تستمر الحرب في قطاع غزة منذ أكثر من عام، حيث قُتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين جراء القصف والهجمات الإسرائيلية، ودُمِّرت معظم مساكن القطاع والبنية الأساسية فيه. وتستمر المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار منذ أشهر، لكنَّها حتَّى الآن انتهت دائمًا إلى لا شيء. منذ الإعلان عن الاتِّفاق يوم الأربعاء، قُتل أكثر من 100 شخص في القطاع.