وخلال الحفل الذي أُقيم في الكرملين، وصف الرئيس «بوتين» الاتِّفاق بأنَّه "تحوُّلُُ حقيقيُُ"، مؤكِّدًا على أنَّه يخلق الظروف لـ"التنمية المستقرَّة والمستدامة" ليس فقط للبلدين، بل للمنطقة بأكملها. من جانبه، وصف «بيزيشكيان» الاتِّفاق بأنَّه "فصل جديد في العلاقات الثنائية"، مُشدِّدًا على أهمِّيته الاستراتيجية بهدف مقاومة الضُّغوط المفرِطة التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
JUST IN: 🇷🇺🇮🇷 Russia and Iran officially sign 20-year Strategic Partnership Agreement that guarantees the security of the two countries. pic.twitter.com/rLw5PkM4Y9
— BRICS News (@BRICSinfo) January 17, 2025
وتتضمَّن الاتِّفاقية، التي تُعتبَر تحديثًا لاتِّفاقية سابقة لعام 2001، 47 مادَّة وتهدف إلى التغلُّب على العقبات الفنِّية التي حدت حتَّى الآن من حجم التجارة. وبين المشاريع الرَّائدة بناءُ مُفاعِلَين جديدين في محطَّة "بوشهر" للطاقة النووية في إيران، من قبل شركة "روساتوم" الروسية، وإنشاء ممرَّات نقل استراتيجية إلى الموانئ الإيرانية في الخليج الفارسي.
ويُعتبَر التعاون في قطاع الطاقة الركيزة الأساسية للاتِّفاقية. أعربت موسكو عن استعدادها لتصدير الغاز الطبيعي إلى إيران، فيما أكَّدت طهران على ٱلْتزامها بحلِّ القضايا الفنِّية التي لا تزال تعوق المشروع. ويُشكِّل الدِّفاع مجالًا حاسمًا أخر: ورغم أنًّه لا يتضمَّن بند المساعدة المتبادَلة، كما هو الحال في المعاهدة الروسية الكورية، فإنَّ الاتِّفاق ينصُّ على تعزيز التدريبات العسكرية المشتركَة، وتدريب الضُبَّاط، والأمن الإقليمي.
منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، اعتبرت موسكو إيران شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا: زادت الدولتان من أنشطتهما التجارية ردًّا على العقوبات الغربية، ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين وغربيين، فإنَّ إيران (التي تنفيها) زوَّدت روسيا بالفعل بطائرات مُسيَّرة عن بعد من طراز "شاهد" التي تنفجر ذاتيًا والتي استخدمتها في هجماتها الليلية على أوكرانيا.
وخلال المؤتمر الصحفي المشترَك، أكَّد «بيزيشكيان» على دعم إيران للحَلِّ السياسي للحرب في أوكرانيا، مُعلِنًا أنَّ "الحرب والعداء ليسا حَلًّا". من جانبه، أشاد «بوتين» بـ "التوافق في وجهات النظر" بين موسكو وطهران بشأن القضايا الدَّولية، مؤكدا ٱلْتزامهما المتبادَل باحترام السيادة والقانون الدولي.
أبدى الاتحاد الأوروبي تُشكِّكه في توقيع المعاهدة، ووصفها بأنَّها دليل على العُزلة الدبلوماسية المزعومة لموسكو. قالت المتحدثة بإسم السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، «أنيتا هيبَّر» (Anita Hipper)، إنَّ الاتِّفاق كشف عن "ضعف روسيا الحقيقي" في سعيها إلى إيجاد حلفاء لدعم استراتيجيتها العسكرية والسياسية. أَعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء إمكانية تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين.
JUST IN: 🇷🇺🇮🇷 Russian President Putin holds talks with Iranian President Pezeshkian in Moscow. pic.twitter.com/vQ0aVW4jwq
وتأتي زيارة «بيزيشكيان» قبل أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب «دونالد ترامب»، الذي وعد بالتوسُّط في السلام في أوكرانيا واتِّخاذ موقف أكثر صرامة ضد طهران. وفي سياق الساحة الجيوسياسية المستقطبة بشكل متزايد، يُمثِّل الاتفاق بين روسيا وإيران خطوة حاسمة نحو إعادة تعريف التوازنات الدولية، ويُمثِّل إعلانًا واضحًا عن النوايا لإنشاء كتلة قوية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.