الإيطالية نيوز، الأربعاء 1 يناير 2025 - قرَّرت السُّلطة الفلسطينية منع دخول شبكة الجزيرة القطرية إلى الضفة الغربية، في خطوة تهز الشعوب العربية المتعاطفة من الفلسطينيين. وقد اتُّخذ هذا القرار التقييدي في أعقاب التغطية الجزئية والمثيرة للجدل التي قامت بها القناة لحملة قوات الأمن الفلسطينية التابعة لنظام محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الموالية لإسرائيل، بهدف اعتقال مقاومين فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين بناء على مذكرة اعتقال استلمتها، بحسب ما يُروَّج له، من سلطات أمن الإحتلال.
واتَّهمت حركة فتح الفلسطينية، التي تقود السلطة الفلسطينية، "قناة الجزيرة" بنشر رواية مشوِّهة للأحداث وتصويرها بطريقة سلبية وتعريض حياة قوات الأمن للخطر. وبحسب حركة "فتح"، دافعت القناة القطرية مرارًا وتكرارًا عن حماس والفصائل المسلَّحة الأخرى المقاوِمة للاحتلال، وغضبت من وصف المقاومين بـ "أبطال" يواجهون الاحتلال، ومن تصوير القوات الفلسطينية التابعة لمحمود عباس على أنها أعداء للمقاومة. وعلى وجه الخصوص، اعتُبر الإبلاغ عن العمليات في مخيم جنين للاجئين بمثابة محاولة للتحريض على العنف ضد السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية المتهمة بقمع الجماعات الإرهابية بوحشية.
تعامل قاسي للغاية من عناصر تتبع السلطة الفلسطينية برئاسة #محمود_عباس مع الفلسطينيين الرافضين للاحتلال.: يضعون الفلسطينين الرافضين للوجود الإسرائيلي في أراضيهم داخل براميل القمامة والتنكيل بهم... pic.twitter.com/aViE9U8kd6
— alitaliyanews /الايطالية نيوز (@alitaliyanews2) December 28, 2024
ومن الأحداث المهمَّة التي أثارت الجدل، استبعاد طاقم "الجزيرة" من تغطية جنازة ضابط فلسطيني قُتل خلال مواجهات جنين. واستغلت "فتح" هذه اللحظة لتكرار اتِّهاماتها بالتحيُّز ووجهت نداء إلى صحفيي "الجزيرة" الموجودين في الأراضي الفلسطينية وحَثَّتهم على الاستقالة من القناة التي وصفتها بأنَّها "مدمِّرة للعالم العربي".
وجاء في البيان الصادر عن "حركة فتح" أن “الجزيرة تغمر وسائل الإعلام بالأكاذيب، خاصة في فلسطين، حيث تقف إلى جانب مجموعة من المرتزقة المعادين في مخيم جنين وتحاول تقديمهم كأبطال يقاومون الاحتلال”.
ويأتي هذا الاتِّهام في فترة من التوتُّر المتزايد أيضا مع إسرائيل. والحقيقة أنَّ المحكمة الإسرائيلية قضت، في شهر يونيو الماضي، بأنَّ بث قناة "الجزيرة" يشكل تهديدا للأمن القومي، الأمر الذي أدَّى إلى تعليق عملياتها في إسرائيل.
ويُسلِّط المنع الذي فرضته السلطة الفلسطينية على قناة "الجزيرة" الضَّوء على القلق المتزايد بشأن تأثير التغطية الإعلامية، المتهَّمة بتأجيج الانقسامات الداخلية وتعريض أمن قوات الأمن الفلسطينية للخطر، وبالتالي الوجود الإسرائيلي في المنطقة. وكان «محمود عباس» صرَّح أن مواجباته ضمان الأمن لإسرائيل التي توسع مستوطناتها يوما بعد يوم في فلسطين بقوة السلاح.
وفي سياق يتسم بالفعل بالانقسامات السياسية العميقة والتوترات الإقليمية، يمثل قرار حجب قناة "الجزيرة" خطوة أخرى نحو الصدام بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام، مع خطر ظهور خطاب مستقطب ومتضارب بشكل متزايد، يهدف إلى تغيير التصور العام والتأثير على الاستقرار.