ويتولَّى «نيهامَّر» منصب المستشار منذ نهاية عام 2021 ويتفاوض مع الأحزاب الأخرى منذ أكتوبر لمحاولة تشكيل ائتلاف حاكم بعد انتخابات سبتمبر التي أسفرت عن برلمان مُجزَّأ.
وكانت «بيات مينل رايزنجر» (Beate Meinl-Reisinger)، زعيمة حزب "نيوس" (أصغر الأحزاب الثلاثة)، قد انسحبت من المفاوضات، قائلةً إنَّ الحزبين الأخرين رفضا مقترحات الإصلاحات التي اعتبرتها "جوهرية".
وفي مساء السبت، استبعد «نيهامَّر» أيضًا الديمقراطيين الاشتراكيين، لأنَّه وفقًا لرأيه فإنَّ "القوى المدمِّرة" المعارضة للائتلاف ستسود في الحزب. في الواقع، لدى الديمقراطيين الاشتراكيين والديمقراطيين الشعبيين مواقف مختلفة تمامًا بشأن قضايا مختلفة.
وكان الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في انتخابات سبتمبر هو في الواقع "حزب الحرية" اليميني المتطرف، والذي جرى استبعاده من المفاوضات على الرغم من حصوله على %29 من الأصوات. ومع ذلك، لم يوافق أحد على التحالف معه، ولذلك وكل الرئيس النمساوي «ألكسندر فان دير بيلّين» (Alexander Van der Bellen) مهمّة تشكيل حكومة جديدة إلى "حزب الشعب" الذي يتزعمه «نيهامَّر».
وليس من الواضح ما إذا كانت الأحزاب الأخرى ستحاول الآن تشكيل ائتلاف، أو ما إذا كانت ستكون هناك انتخابات جديدة: يعتمد الأمر قبل كل شيء على قرار الرئيس، الذي سيلتقي بزعيم "حزب الحرية"، «هربرت كيكل» (Herbert Kickl)، يوم الإثنين. وفي الوقت نفسه، قال المستشار أيضًا إنه سيستقيل من منصبه كزعيم للحزب الشعبي.
يعدُّ حزب الشعب وحزب الحرية أكبر حزبين في البرلمان، ويمتلك كل منهما أكثر من ربع المقاعد: من دون أحدهما لا يمكن للأحزاب الأخرى أن تحصل على الأغلبية. لكن المفاوضات بين حزب الشعب والأحزاب الأخرى فشلت في الوقت الحالي، وفي الأشهر الأخيرة قال الجميع إنهم لا ينوون التعاون مع "حزب الحرية" بسبب مواقفه المتطرِّفة والمتشكِّكة في الاتحاد الأوروبي، والمعادية للغاية للهجرة، وفي الآونة الأخيرة بسبب الدعاية لرفض التطعيم بشعار"لا للتطعيم"، وبالأخص مع «كيكل».
ويحكم "حزب الشعب" فعليًا مع حزب الحرية في مناطق مختلفة، وبين عامي 2017 و2019 كانا أيضًا في ائتلاف على المستوى الفيدرالي. ومع ذلك، قال «نيهامر» مرارًا وتكرارًا إنه على الرَّغم من أنَّ معظم أعضاء "حزب الحرية" يمكن الاعتماد عليهم، إلَّا أنَّ التحالف لحكم البلاد غير ممكن طالما أن «كيكل» يقود الحزب. وقال خلال الحملة الانتخابية إنَّه "من المستحيل تشكيل حكومة مع شخص يعشق نظريات المؤامرة" ويعتقد أن "منظمة الصحة العالمية" و"منتدى دافوس" يطمحان إلى "الهيمنة العالمية".
منذ استقالة «نيهامَّر» أيضًا من منصب زعيم حزب الشعب، تم تعيين الأمين العام «كريستيان ستوكر» (Christian Stocker) مكانه على أساس مؤقَّت. وقال الزَّعيم الجديد على الفور إنَّه مقارنة بالحملة الانتخابية، التي استبعد فيها أيضًا التحالف المحتمل مع «كيكل»، فقد تغيرت الظروف، وأنه يتوقَّع أن يكلِّف الرئيس «فان دير بيلين» بمُهمَّة تشكيل حكومة لزعيم "حزب الحرية" النمساوي. وأضاف «ستوكر» أنه إذا قرَّر "حزب الحرية النمساوي" دعوة "حزب الشعب" إلى المفاوضات من أجل تشكيل ائتلاف حاكم، فإنَّ الحزب سيقبل ذلك.
ومع ذلك، إذا أجريت انتخابات جديدة، فمن المرجَّح أن يعيد "حزب الحرية" تأكيد نتائجه الجيِّدة، بالنظر إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن دعمه قد زاد في الأشهر الأخيرة.