«مريم الشكيلية»: جانبي الأسير... - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الاثنين، 13 يناير 2025

«مريم الشكيلية»: جانبي الأسير...

مريم الشكيلية/ سلطنة عمان

لم  أَكُن أتوقَّع أن يأتي اليوم الذي أتحدُّث فيه عنك...

أو أَكتبُكَ في مساحة سطري الذي ازدحم بكلِّ شيءٍ إلَّا منكَ...

تساؤلاتُُ كثيرةُُ تتكاثرُ في داخلي.. كيف أكتبُ عن شيء لم أَعرفُه يومًا ولم يَعرِفُني يومًا؟ 

بقيتَ لوقت طويل في زاوية قلمي رغم إنَّكَ كنت تطوف في مداراتي، وكنت كلَّما يجرفكَ المدُّ نحوي تُشيحُ وجهَك؛ وأباغتك باعتذاري قبل أن تُبادِرَ بعُذرِك...

أنتَ الَّذي كُنتَ تختار رُوَّادك، ولم أَكُن يومًا أنا منهم، وأنت الذي كنت تُجالس حضورك، وكنت أنا الغياب الطويل في كل مرة...

أنتَ الَّذي لم تنتظرني يومًا، ولم تُفتِّش عَنِّي على جانبي الطريق الممتد من حدودي وحدودك، وأنت الَّذي لم تنظر إلي كأنَّ وجودي وهمي في حضرة كل الوجوة المكتملة...

ما لا أَفهمُه، لماذا يصطدم حرفي بكَ عند منصَّة الورق ثم يتلاشى ظلُّك خلف ضبابية الوجوه؟، ولماذا بعد كل هذا أرى انعكاس ضوئك على مرايا صوتي كالحلم، ثم تعيدني إلى مقولة إنه أضغاث أحلام...

هل تتصوَّر أنا وأنت ما نحن إلَّا تقاطعات طرق في كل شيء لم يجمعنا سوى لون حرف على صفيح سطر، والغرباء على طاولة حوار وجوار ...

أعلمُ إنَّك حين لمحتَني في ذات مساء انقبض قلمُك واكفهرَّت ملامحُك كمن أراد أن يلقي بشذر من مداد لغة، وأعلم إنك تحيد بأبجديتك حتَّى لا تلتقي بجغرافية نبضي...

ما أعجزُ عن تفسيرِه هو من الذي أخبرك إنني أرقب مرورَك عبر فصل البكاء، وبين زحام اللغة.