على الرَّغم من سقوط نظام «بشار الأسد» لا تزال ثلاث دول تقصف سوريا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024

على الرَّغم من سقوط نظام «بشار الأسد» لا تزال ثلاث دول تقصف سوريا

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - منذ أن سيطرت القوات المناهضة لِـ «بشار الأسد» على سوريا وأدَّت إلى نهاية نظامه الدكتاتوري، للمرَّة الأولى منذ ما يقرب من عقد من الزمن، لم تعد هناك أي قاذفات روسية في السماء السورية: سحبت روسيا، حليفة «الأسد»، الجزء الأكبر من قوَّاتها. لكن ثلاث دول تواصل قصف بعض أجزاء سوريا في الأيَّام الأخيرة. وهي إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة، ولكل دولة من هذه الدول أهداف مختلفة للغاية.

تحرَّكت إسرائيل بسرعة عقب الإطاحة بالنظام السوري: يوم الأحد، عندما استولى الثوَّار على العاصمة دمشق، احتلَّ الجيش الإسرائيلي جزءًا من "المنطقة العازلة" التي تفصل حدودها عن الحدود السورية في مرتفعات الجولان، وهي منطقة متنازَع عليها منذ عقود، ولكنَّها، بحسب المجتمع الدولي، تابعةُُ لسوريا.

وتزعم الحكومة الإسرائيلية أنَّ الاحتلال "مؤقَّت". وفي الفترة بين الأحد والإثنين، نفَّذت أكثر من 250 تفجيرًا في جميع أنحاء الأراضي السورية، واستهدفت بشكل رئيسي القواعد العسكرية ومستودعات الأسلحة والمستودعات والرادارات وغيرها من المعدَّات التي كانت مملوكة للجيش النظامي بقيادة «الأسد». وقال الجيش الإسرائيلي أيضًا إنَّه ضرب مستودعات للأسلحة الكيميائية.

هدف إسرائيل هو منع القوات المناهضة لِـ «الأسد»، مثل الجماعة المسلّحة "هيئة تحرير الشام" من الاستيلاء على الأسلحة المتقدِّمة والبنية التحتية العسكرية التي جهَّزها الجيش، لتجنُّب خطر استخدامها ضد إسرائيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظَّمة بريطانية غير حكومية تتابع ما يحدث في سوريا منذ سنوات، إنَّ إسرائيل "تدمِّر أهم الهياكل العسكرية" في البلاد. لدى إسرائيل الآن موقف غامض فيما يتعلَّق بما يحدث في سوريا: فمن ناحية يرى ميزة في سقوط «بشار الأسد»، لأنَّ «الأسد» سمح لإيران و"حزب الله" بتهديد إسرائيل من الأراضي السورية. ومن ناحية أخرى، ليس من الواضح بعد ما هو الموقف الذي ستتخذه الجماعات المسلَّحة التي استولت على دمشق، ولا الحكومة الجديدة المحتملة التي ستقود البلاد.

وتتمتَّع تركيا بعلاقات ممتازة مع "هيئة تحرير الشام" وغيرها من الجماعات المناهضة لنظام «الأسد» التي دعمتها في السَّنوات الأخيرة. وهي الآن تستغل الوضع لضرب الأكراد، الذين أنشأوا خلال الحرب الأهلية السورية دولة مستقلة بحكم الأمر الواقع على أراضي "روج آفا" (كردستان السورية، في شمال شرق البلاد). ومع انهيار جيش «الأسد»، تقدَّم الأكراد إلى الجنوب الغربي، واستولوا على العديد من المراكز السُكَّانية، بما في ذلك "دير الزور" و"الميادين": هم يسيطرون الآن على نحو %30 من الأراضي السورية.

سوريا اليوم
لكن بالنسبة لتركيا، لا يمكن تمييز الأكراد السوريين عمليًا عن الأكراد الأتراك المنتمين إلى "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، الذي تخوض الحكومة حربًا ضدهم منذ عقود. ولهذا السَّبب، بدأت تركيا، بعد سقوط «الأسد»، بقصف مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" (SDF)، وهي القوة العسكرية الرئيسية في "روج آفا" التي يديرها الأكراد السوريون. كما شَجّعت تركيا الميليشيات التي تدعمها، والتي تُسمَّى "الجيش الوطني السوري" (SDA)، على مهاجمة "قوات سوريا الديمقراطية". ووقعت اشتباكات عنيفة بين الأحد والإثنين في "منبج"، المدينة التي يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود مع تركيا.

وممَّا يزيد الأمر تعقيدًا أنَّ "قوات سوريا الديمقراطية" (أي المجموعة التي تستهدفها تركيا) تحظى بدعم الولايات المتحدة، التي قامت في السَّنوات الأخيرة بتسليح وتدريب الأكراد السوريين لاستخدامهم كقوَّات ميدانية في المعركة لحماية مصالحها في الشرق الأوسط. وحتَّى اليوم، وبمساعدة الولايات المتحدة، تدير "قوات سوريا الديمقراطية" معسكرات الاعتقال التي يُحتجَز فيها الآلاف من مقاتلين مزعومين في صفوف "داعش".

نفَّذت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة مئات التفجيرات ضد مواقع تزعم أنها تابعة لتنظيم "داعش": خسرت الجماعة الإرهابية الأكثر عدوانية في العالم جميع أراضيها في عام 2019، لكن لا تزال لديها تشكيلات وخلايا نشطة، خاصة في المناطق الصحراوية شرق سوريا.

في هذا الصدد، قال وزير الخارجية الأمريكية، «أنتوني بلينكن» يوم أمس الإثنين: “يُظهر التاريخ مدى السُّرعة التي يُمكن أن تتحوَّل بها لحظات الأمل إلى صراع وعنف. سيحاول تنظيم داعش استغلال هذه اللحظة لإعادة تشكيل نفسه وإنشاء مناطق آمنة. ولكن كما أظهر قصفنا الدقيق في نهاية الأسبوع، فإنَّنا سوف نتأكَّد من عدم حدوث ذلك.”

ولا تزال الولايات المتحدة تسيطر على قاعدة عسكرية في سوريا، وهي "قاعدة التنف"، ولديها نحو 900 جندي في البلاد يشاركون في عمليات مكافحة الإرهاب ضد ما تبقى من تنظيم "داعش" المزعوم.