السيد «أحمد حسين الشَّرع»؛
سَلامٌ مُفْعَمٌ، بعبارات التهاني العميقة. بعدما قد منَّ عليكم الله الوهَّاب، بملحمة الإستيلام السِّلمي. لمفاتيح الإنتصار السياسي بسوريا العزيزة.
سلامٌ مُفعَم، بمشاعر التعارف النقي. مع أطيب المتمنِّيات بالوِحدة، و الإستقرار لسوريا العزيزة. و لشعبها الكريم؛ الذي يأمل منكم، و من قيادته السياسية الجماعية. إيذانا؛ بحلول حقبة ديمقراطية تشاركية، في ظل طفرة إصلاحية طموحة.
أما بعد؛
إن أحداث المرحلة المستجدة بسوريا العزيزة، قد تجاوزت إجترارَ السرديات الميِّتة. إلى إلزامية تقديم البدائل السياسية الحيّة. تلكم البدائل التشاركية؛ المتعلقة بشكل و طبيعة، النظام الإقليمي الوليد، بعيدا عن تقاطبية الثورة/ الثورة المضادة. مما يفرض على الجميع، الإلتزام بشرط الإنتصار الحضاري، كي نستطيع تجاوز فوضى العماه السياسي. و التي قد قادت النظام الإقليمي المتهالك، نحو انتشار مجون اللاَّدولة. و جعلت من الصراع المسلح، على مغانم كرسي الحكم، داخل دول عربية مشتتة. جعلته إقتتالاً دمويا؛ قد أفضى إلى تفتيت الأس القيمي، لمعنى العدل و المساواة، عند الإنقلاب على شرط حقوق الإنسان.
السيد «أحمد حسين الشَّرع»؛
و هكذا قد كان؛ لحتى عجزت هذه الدول العربية المشتتة، عن تدبير حلول سديدة، تخص نزاعات عديدة. حيث؛ لم تستطع هاته المنظومة، تحيين نظامها الإقليمي المتهالك. و لا إعادة برمجة تطورها الذاتي، لِشدِّ أواصر النصر العربي. مما أتاح لدول غير عربية، فرصة النفاذ و النفوذ، من تحت الوحدة المَنقوضة و الديمقراطية المخنوقة. فَتَعقدت الأوضاع الداخلية، حتى صار المجال السيادي العربي، مرتعًا خصبًا لأجندات توسعيَّة هدامة. و لحروب بالوكالة؛ تنشرها شبكات أعمال عابرة للحدود، إستفادت من فوضى "ثورة التغيير". لحتى؛ قد مزّقت آخر الصفحات المتبقية، من ميثاق جامعة الدول العربية.
السيد «أحمد حسين الشَّرع»؛
إذ على الرغم؛ من أن مضامين مواد كثيرة، من ميثاق جامعة الدول العربية. كانت تسمح بمهمّة التَّوسط، لحل الخلافات العربية – العربية. و كانت تتيح لمجلس الجامعة؛ إمكانية العمل من أجل، منع وقوع الحروب الداخلية. أو الحروب بين دولة، و بين أخرى من الدول الأعضاء. و كانت تمنح كذلك؛ حق تفعيل قرارات التحكيم، و القرارات الخاصة بالتوسط. و كانت تمنع اللجوء إلى القوة، لفض المنازعات الداخلية، أو بين دولتين أو أكثر من دول الجامعة. حيث؛ تعتبر قرارات المجلس في هذا النوع، من القرارات النافذة و المُلزِمة.
إلا أن منظومة جامعة الدول العربية، راكمت الفشل تِلْوَ الفشل، نتيجة لأسباب ذاتية و موضوعية. و لم ينجح مجلسها؛ في تفعيل القدر الممكن، من الإلتزام القانوني. الذي يسمح له بالتدخل الديبلوماسي، لمعالجة القضايا التي تخُصُّ المصير المشترك، و رأب صدع الهزيمة الحضارية الحاصلة.
السيد «أحمد حسين الشَّرع»؛
لقد توقفت؛ حركيةُ جامعة الدول العربية، عند دورةِ "كَوْلَسَة إنقِساميّةٍ". تدل على حجم الانتكاسات العميقة، على جل أصعدة النظام الإقليمي المتهالك. لذا قد وجب علينا؛ جعل مفهوم الثورة السورية، مرادفا لمعنى الطفرة العربية الواعية و المسؤولة. عبر الإستعاضة بفرصة السلام السوريألإسرائلي، عن جحيم الشرق الأوسط. هاته الإستعاضة التقنية؛ التي قد تحث على إعادة، صياغة ميثاق جامعة الدول العربية. كي نصل بالأساس، إلى فرصة سلام عربيءعبري، توقِف نزيف الدماء المنهمرة بالمنطقة. و تخفف من تداعيات الهزائم العربية المُدمرة، و إسقاطاتها المتعددة الأبعاد. كما تمنع عنَّا؛ شرور مذابح سياسية، أو مجازر عسكرية. قد تدور رحاها بالوكالة، داخل أراضي عربية جديدة.
وإذا كان الحل العقلاني الواقعي؛ يكمن في إبداع صيغة سياسية نهائية، للسلام العربيألعبري. فلعل ذلك؛ ينطلق من قبول دمج دولة إسرائيل، ضمن منظومة جامعة الدولة العربية. على أساس التدوير التشاركي، لعجلات النظام الإقليمي الوليد. مما يعنى؛ توطيد دعائم الإستمرارية البناءة، لمنظومة الجامعة العربية. فهاته الصيغة السياسية التوافقية، التي جازت تسميتها بالإستعاضة التقنية. لَهِيَ؛ في مواجهة الجحيم القادم، بشكله المفاجئ الصادم و المرعب. ذلك؛ عبر تغليب كفة السلام العربيألعبري، كمنهاج رشيد يؤدي إلى تجاوز السرديات الميتة. و التي قد دمرت كينونة العديد، من الأرواح و القضايا العربية.
السيد «أحمد حسين الشَّرع»؛
و من باب الوضوح، اسمحوا لي بتجديد التأكيد. على أننا في مسيس الحاجة، إلى تيسير سبل الخلاص المرحلي. الذي ينطلق وجوبا؛ من شجاعة إعتراف الجميع بالجميع، و عدم التيهان وراء أيديولوجيا السراب. عبر تحميل مسؤولية النكبة العربية الحالية، لطرف من دون أخر. بل؛ من باب الوعي الشديد، بإكراهات و أعباء الظرفية الدولية المعقدة. أشهدُ؛ أنه ليس بإمكان فصيل لمفرده، مهما كانت قوته سلاحه و أتباعه. أن يستمر في إجترار سردية إمتلاك الحقيقة المطلقة، عبر الغصب و الإكراه.
أيْ أَنَّ؛ إحقاق الإستعاضة العربية، ليسَ بالمطلب البعيد المنال. ذلك إذا ما؛ أدركت الأفكار المتناحرة، أن الخروج من دوامة الضياع و التضيِيع. متاحٌ؛ عبر بوابة "تآلف المروءة". الذي يرتقي عن سفاسف الضغائن و الأحقاد، و يترفع عن نزوات الإنتقام و السيطرة. هذا التألف العربيألعبري، قد يؤسس لجيل السلام الأكيد، و لحقبة التعايش الديني المشترك.
السيد أحمد حسين الشرع؛
إن الإنتصار الكبير، في معركة "ردع العدوان". يحتاج إلى فكرة الصفح عن الطلقاء، وإلى نفس ديمقراطي تشاركي. مما سيَقي سوريا العزيزة، من شر التفتيت و الضمور. و يساعدها على إنجاز الطفرة السلمية، و إجتناب الحرب الضارة. مع الفتح الشجاع، لصفحة التكامل العربيألعبري. بشكل يخدم حاضر و مستقبل سوريا العزيزة، و معها النظام الإقليمي العربي. و يصونُ ما تبقى من سيادة العديد، من دول الشرق الأوسط، و سلامة أراضيها. مثلما؛ يضمن حق الشعوب في السلم، و في الديمقراطية و التنمية.
السيد أحمد حسين الشرع؛
إينعم أنها قتامة المشهد و تَضادِّ المواقف، إلاَّ أن التحول السوري الكبير. يشكل نقطة إرتكاز إستراتيجية، يجوز الإستناد عليها. لتدشين طفرة سلام تاريخي، قد نستعيد بها أنفُسَ شعوب عربية مهددة بالزوال. من خلال إحداث نقلةٍ إستراتيجية نافعة، و الخروج من جحيم الشرق الأوسط.
ذلك؛ عبر إدماج دولة إسرائيل، داخل منظومة الجامعة العربية. و تلكُم رجَّةُ مبادرة السلام العربيألعبري، التي ترفع شعار " الإستعاضة المُمكنة". قبلَ أن؛ تتوالى علينا فواجع الأرواح المقتولة، و تتعدَّد أرقام الهزائم الإستخباراتية و العسكرية، و تتباعَد منْحَنيات الدَّوَال العربية المُشتَقة. ثم؛ تتحوَّل مَجاهيلُ المعادلة الجيوءستراتيجية، إلى حلول دولية مفروضة، لا و لن تحمد عقباها.
السيد أحمد حسين الشرع؛
إننا مطالبون اليوم؛ بممارسة الإستعاضة الممكنة، و ملزمون بالتّعلم من ماضي الأخطاء المشتركة. إذ أنه من غير المقبول، الركون إلى منطق الشعارات الهلامية الفارغة. و إنتظار قرار دولي مفروض، قد يرهن مصير العرب و المسلمين. لذا؛ و درءًا لإنتكاسة أشد و أفزع، قد وَجَبَ علينا. أن نتعامل مع فكرة دمج إسرائيل، ضمن جامعة الدول العربية. في سياقها السياسي البراݣماتي؛ الذي يقودنا إلى الجلوس الواعي و المسؤول، على طاولة مفاوضات سلام عربيءعبري شامل. مفاوضات تحقن ما تبقى، من دماء الفلسطينيين و اللبنانيين، و جميع شعوب المنطقة. مفاوضات تقينا؛ شرور جحيم الشرق الأوسط الإقليمية، حيث لَن تزيدنا الحلول العشوائية، إلاَّ تَبارًا و خسارًا.