السلطات تعترض بعد فوز اليميني المتطرف «كالين جورجيسكو» في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية |
أدَّى قرار المحكمة إلى دفع الدَّولة العضو المهمة استراتيجيًا في الاتِّحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى الفوضى السياسية، مما أدى إلى تأجيج الانقسامات التي انفتحت بعد أن جاء شخص من أقصى اليمين من العدم ليفوز بالجولة الأولى في المنافسة الرئاسية قبل أسبوعين.
وجرى اتِّهام القومي «كالين جورجيسكو» (Călin Georgescu)، الفائز في الانتخابات الرئاسية، بالاستفادة من حملة على منصة "تيك توك" الصينية للتواصل الاجتماعي تشبه عمليات التأثير التي يديرها الكرملين في أوكرانيا ومولدوفا، وفقًا لوثائق استخباراتية رومانية رُفِعت عنها السرِّية. وذكرت الملفَّات أنَّ موسكو تستهدف رومانيا كدولة معادية، باستخدام "عمل هجين عدواني"، وهي وجهة نظر تدعمها الولايات المتحدة، وبما أن الولايات المتحدة، فمن دون أيِّ شكٍّ أنَّ هذه التهم مُختلقَة لإفشال أي نجاح قد تُشَمُّ فيه رائحة روسيا.
كان من المقرَّر أن تُقام الجولة الثانية من الانتخابات يوم الأحد، وقد بدأ التصويت بالفعل في مجتمعات الشَّتات الروماني في بلدان أخرى. وألغت المحكمة العملية تمامًا، مما ترك الناخبين في حيرة من أمرهم وهم يتوجَّهون للإدلاء بأصواتهم.
وكانت الانتخابات الرئاسية التي جرت في رومانيا في ديسمبر صعبةً بشكل خاص على الجمهور الروماني، ما يعكس هذه المخاوف العميقة. فالمشهد السياسي في رومانيا يتَّسم حاليًا باضطرابات غير مسبوقة في أعقاب الإلغاء المَفاجِئ للانتخابات الرئاسية، مع وجود المرشَّح اليميني المتطرف «كالين جورجيسكو» في قلب العاصفة.
الآن، سوف تحتاج الحكومة الرومانية إلى وضع جدول زمني لإجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وفي مقطع فيديو متحدي جرى إصداره ليلة الجمعة، اتَّهم «جورجيسكو» المحكمة بشنِّ "انقلاب رسمي عمليًا" وطلب من أنصاره أن يظهروا أنَّهم "شجعان" وألَّا يستسلموا.
وقال «جورجيسكو»: “اليوم، داست الدولة الرومانية على الديمقراطية". "لقد كتبنا التاريخ. لقد حان الوقت لإظهار أنَّنا شعب شجاع. إن الديمقراطية تحت الهجوم ... في هذا اليوم، عقد النظام الفاسد عهدًا مع الشيطان. وأنا لديَّ عهدُُ واحدُُ فقط، وهو مع الشَّعب الروماني والله.”
وأضاف قائلًا في خطاب حماسي: “إنَّ القوة تكمن في كل واحد منَّا، والشَّعب الروماني لا يستسلم. كونوا واثقين وشجعان. اليوم هو مجرد بداية لصفحة جديدة في تاريخ هذا البلد.”
كان من المقرَّر أن يُنهي الرئيس الحالي «كلاوس يوهانيس» (Klaus Iohannis) ولايته في 21 ديسمبر. ولكن في خطاب للأمة مساء الجمعة، أعلن أنه سيَبقى في منصبه حتى يؤدِّي الرَّئيس القادم اليمين الدستورية.