وقد قوبل حضوره بمعارضة شديدة من قبل بعض وزراء الدول الأوروبية الأخرى، وذلك لأن، حسب ادّعائهم، سيستخدم «لافروف» الاجتماع لتكرار الدعاية الروسية المعتادة حول الحرب في أوكرانيا، مع اتِّهام الغرب بالسبب وأوروبا بالتدخُّل في "المصالح الوطنية المشروعة" الروسية.
🇷🇺Russian Foreign Minister Sergei Lavrov attended the meeting of OSCE (Organization for Security and Cooperation in Europe) foreign ministers in Malta
View full content here : https://t.co/j4oscGIzkH pic.twitter.com/R4mn7GMvar
وعندما جاء دور «لافروف» لإلقاء، غادرت الغرفة وفود تمثِّل بولندا ولاتفيا وجمهورية التشيك، فضلًا عن الوفد الأوكراني. قرأ «لافروف» كلمته ثم غادر من دون الاستماع إلى الردود. وليس من الواضح ما إذا كان لا يزال على الأراضي المالطية.
Ukrainian and Polish foreign ministers out of room during Lavrov's speech at OSCE meeting in Malta pic.twitter.com/XlMVl8q8wy
— 30 seconds (@30secondsne) December 6, 2024
وقبل كلمة «لافروف» بوقت قصير، قال وزير الخارجية الأوكراني، «أندري سيبيها» (Andrii Sybiha)، في كلمته، بطريقة غير مباشرة، وفي تلميح صريح إلى نظيره الروسي: “على مجرم الحرب الروسي الجالس على هذه الطاولة هنا أن يعلم أن أوكرانيا ستنتصر في هذه الحرب وأنَّ العدالة ستنتصر.”
"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" هي هيئة تأسَّست عام 1975 خلال الحرب الباردة: كان الهدف منها هو تعزيز الحوار بين الكتلة الغربية والرأسمالية، التي تشير إلى الولايات المتحدة، والكتلة التي يقودها ويسيطر عليها الاتحاد السوفييتي الشيوعي. وهي اليوم تنسِّق المبادرات التي تتعلَّق، بين أمور أخرى، باحترام حقوق الإنسان، وتُرسل مراقبين في حالة الصراعات وتتحقَّق من انتظام الانتخابات. تضم 57 عضوا: توجد الدول الأوروبية الكبرى، ولكن أيضًا الولايات المتحدة وكندا وتركيا.
منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير 2022، منعت روسيا فعليًا أي مبادرة ذات صلة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مستخدمةً حق النقض.
وعلى الرغم من كونه خاضعًا لعقوبات الاتحاد الأوروبي لدعمه الغزو الروسي لأوكرانيا، إلَّا أن «لافروف» تمكن من دخول مالطا لأنُه لم يُمنع مطلقًا من السفر داخل أراضي الاتحاد. والحقيقة أنه عندما حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن العقوبات، فضلت المفوِّضية الأوروبية عدم تبنِّي الموقف الأكثر قسوة من أجل "الحفاظ على سبل الحوار مفتوحة".
وكانت آخر زيارة قام بها «لافروف» إلى الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع لـ "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" في ديسمبر 2021 في "استوكهولم" (السويد).و حضر «لافروف» أيضًا اجتماع العام الماضي في مقدونيا الشمالية، وليس إحدى دول الاتحاد الأوروبي: في تلك المناسبة قاطعت أوكرانيا الاجتماع ودعت مرارًا وتكرارًا إلى طرد روسيا من "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وفي الأشهر الأخيرة، صوَّت البرلمان الروسي أيضًا لصالح خروج البلاد من المنظَّمة، التي تعتبر "تابعة لحلف شمال الأطلسي": من المحتمَل أن يكون قرار «لافروف» بزيارة مالطا له علاقة برغبة الحكومة الروسية في أن تكون أقل عزلة على المستوى الأوروبي.