لكن أربعة مصادر مُطَّلِعة على النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته أذربيجان في الكارثة قالت لِـ "رويترز"، اليوم الخميس، إنَّ الدفاعات الجوية الروسية هي التي أسقطت الطائرة.
تحطمت الطائرة في رحلتها رقم "J2-8243" يوم الأربعاء في كرة من النار بالقرب من مدينة "أكتاو"، في كازاخستان، بعد تحويل مسارها من منطقة في جنوب روسيا حيث استخدمت موسكو بشكل متكرِّر أنظمة الدفاع الجوي ضد ضربات الطائرات من دون طيَّار الأوكرانية.
وجرى تصوير الحادثة من خلال مقاطع فيديو مختلفة جرى تداولها عبر الإنترنت، والتي أظهرت سقوط الطائرة بسرعة كبيرة نحو الأرض، واصطدامها بالأرض ثم اشتعلت فيها النيران. في تلك اللحظة تحطّمت الطائرة، وظل الجزء الخلفي منها سليمًا على الأرض، في حين دُمِّر الجزء الأمامي. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى متداولة عبر الإنترنت بعض الركَّاب وهم يسحبون أخرين من الحطام.
حتى الآن، جرى تقديم روايات متضاربة حول أسباب الحادثة. في روايته، قال الرئيس الأذري «إلهام علييف» (Ilham Aliyev) في البداية إنَّ الطائرة اضطرت إلى تحويل مسارها بسبب سوء الأحوال الجوية. وكانت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية قد نقلت الرواية نفسها، وأضافت أن ضبابا كثيفا للغاية كان يوجد حول مطار "غروزني"، لذا جرى إعادة جدولة هبوط الطائرة باتِّجاه كازاخستان.
وبعد ظهر الخميس، قالت بعض المصادر الحكومية الأذربيجانية التي زعمت "يورونيوز" تحدثت إليها، إنَّ التحقيق الأولي أظهر أن الطائرة أُصيبت بشظية من صاروخ أرض جو روسي انفجر في مكان قريب. وأفادت أيضًا أنَّ الطيَّار مُنع من الهبوط في المطارات الروسية التي كان من الممكن أن تكون أقرب، مما اضطره إلى عبور بحر قزوين والوصول إلى "أكتاو" في حالة الطوارئ، حيث تحطمت الطائرة. المعلومات التي تقدمها "يورونيوز" مستمَدَّة من تحقيق أولي ومتحيِّز، وربما مُتسيِّس، وبالتالي يجب أن تؤخَذ بحذر شديد.
وتُستخدَم الصواريخ من هذا النوع لإسقاط أهداف في الجو مثل الطائرات من دون طيٌَار أو الطائرات أو الصواريخ الأخرى. تُطلَق من الأرض وتحتوي على رأس حربي ينفجر حتى من دون تأثير مباشر، عندما يقترب الصاروخ من الهدف. وفي لحظة الانفجار، تنطلق الشظايا الموجودة بالداخل بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تعظيم تأثير الانفجار.
وبحسب مصادر حكومية أذربيجانية، جرى إطلاق الصاروخ عن طريق الخطأ في اتِّجاه الطائرة أثناء تحليقها فوق "غروزني"، حيث كان يجري هجوم بطائرة من دون طيَّار أوكرانية، ثم أٌصيبت الطائرة ببعض هذه الشظايا. وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي بعض الصور المتوافقة مع هذا الإصدار، والتي تظهر ثقبًا في جسم الطائرة، لكن في الوقت الحالي لا يوجد سوى القليل من العناصر التي تؤكد الظرف.
وكانت هيئة الطيران المدني الروسية قد قالت في وقت سابق إنه وفقًا لبعض المعلومات الأولية عن الحادثة، اصطدمت الطائرة بسرب من الطيور قبل تحطمها. بعض المعلومات الأخرى قدَّمها موقع "فلايت رادار24" تفيد بأنه كانت هناك "اضطرابات قوية" في إشارة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في المنطقة، مما قد يؤثر على عمليات الطيران، لكن الأسباب غير معروفة (من المعروف أن بعض الدول تسبب تشويشا متعمَّدًا لإشارة نظام تحديد المواقع).
وتقوم السلطات الأذربيجانية والكازاخستانية بالتحقيق في الحادثة. وفي الوقت نفسه، أعلنت الخطوط الجوية الأذربيجانية أنها ستعلق جميع الرحلات الجوية المجدولة بين "باكو" و"غروزني"، وكذلك تلك بين "باكو" و"مخاتشكالا"، في شمال القوقاز.
أعلن الرئيس الأذربيجاني «إلهام علييف» يوم حداد وطني اليوم 26 ديسمبر. وبحسب المعلومات التي قدمتها السلطات الكازاخستانية، كان على متن الطائرة 42 مواطنا من أذربيجان، و16 من روسيا، و6 من كازاخستان، و3 من قيرغيزستان.