فرنسا: إدانة 8 أشخاص لتورِّطهم في مقتل المعلم «صامويل باتي» عام 2020 - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 21 ديسمبر 2024

فرنسا: إدانة 8 أشخاص لتورِّطهم في مقتل المعلم «صامويل باتي» عام 2020

 الإيطالية نيوز، السبت 21 ديسمبر 2024 ـ أصدرت محكمة في باريس، مساء أمس الجمعة، أحكامًا على ثمانية أشخاص متورِّطين في مقتل «صامويل باتي» (Samuel Paty)، الأستاذ الجامعي الذي قُتل في 16 أكتوبر 2020 في هجوم إنتقامي بعد اتهامه زورا بعرض صورة كاريكاتورية ساخرة للرسول العالمي وخاتم الأنبياء «محمد بن عبد الله بن عبد المُطَّلب الهاشمي القُرَشي» (عليه أزكى الصلاة والسلام) على طلابه.


وقُتل الشَّخصُ الذي يُزعَم أنه قَاتِل «باتي»، وهو روسي من أصل شيشاني يبلغ من العمر 18 عامًا، «عبد الله أنزوروف»، على يد الشرطة أثناء محاولة اعتقاله بعد وقت قصير من الهجوم.


واتُّهم المتَّهمون في المحاكمة، التي انتهت يوم الجمعة، بمساعدة «أنزوروف» أو تنظيم حملة كراهية عبر الإنترنت ضدَّ المعلِّم. وبين المدانين أيضًا والد التلميذه الذي نَشرت لأوَّل مرَة أخبار كاذبة عن «باتي» والصورة الكاريكاتورية لخاتم الأنبياء (الفتاة التي كان عمرها 13 عامًا عام 2020، اعترفت لاحقًا بالكذب).


كان «باتي» يبلغ من العمر 47 عامًا، وقام بتدريس التاريخ والجغرافيا في مدرسة إعدادية في "كونفلان سانت أونورين"، في الضواحي الشمالية لباريس. أثار مقتله مظاهرات كبيرة في جميع أنحاء فرنسا: كان الرئيس «إيمانويل ماكرون» منح المعلم وسام جوقة الشرف (أعلى وسام فرنسي) بعد وفاته، وأمر باتخاذ إجراءَات قاسية للغاية لمواجهة التطرُّف الإسلامي وليس ضد التحريض على الإسلام والمسلمين والإساءة إليهم معًا من أجل تعايش في بيئة نظيفة.


وبحسب ما ظهر من تحقيقات الشرطة في 17 أكتوبر 2020، فإن القاتل هو تلميذ، وقُتل بدوره بعد الهجوم مباشرةً من دون إجراء محاولة اعتقاله بطريقة تحفظ له روحه وتسمح له بالحديث عن دوافع إقدامه على ارتكاب هذه الجريمة الفظيعة. جرى تحديده على أنه شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، وُلد في موسكو وأصله من الشيشان. وأعلن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» أن الهجوم "عمل إرهابي إسلامي".


من جانبه،  كشف المُدَّعي العام لمكافحة الإرهاب، «جان فرانسوا ريكارد» (Jean-Francois Ricard)، في 17 أكتوبر، أن القاتل اتَّصل ببعض التلاميذ الذين كانوا حاضرين في الفصل وطلب منهم أن يَرسلوا له صورة للمُدَرِّس ففعلوا ذلك. بعد أن قتل المُدرِّس نشر صورة جثته على "تويتر" ("إكس"، اليوم).


في صباح يوم 17 أكتوبر، جرى اعتقال 5 أشخاص، بالإضافة إلى 4 معتقلين بالفعل في اليوم السابق. بعد الهجوم مباشرة، جرى القبض على أفراد عائلة الجاني الأربعة، بمن فيهم قاصر، في ضاحية "كونفلانس سانت أونورين" (Conflans Sainte-Honorine)، وهي بلدية فرنسية تقع شمال باريس، في مقاطعة "فال ـ دواز"، حيث حدثت الجريمة أيضًا. المحتجزون الخمسة الأخرون الذين اعتُقلوا في اليوم التالي هم والدا تلاميذ مسجلين في (College du Bois d’Aulne)، حيث يعمل المعلم المقتول، والذي سبق أن أعربا عن استيائهما من قرار إظهار صور ساخرة من النبي محمد في الفصل. ومع ذلك، فإن الثلاثة الباقين هم من معارف المهاجم وليس من أفراد عائلته.


وقال المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب إن السلطات فتحت تحقيقا في "جريمة قتل تتعلق بهجوم إرهابي" و "جماعة إرهابية إجرامية". وقد رصدت دورية للشرطة المهاجم المشتبه به في "إيراجني" (Éragny)، وهي بلدة ليست بعيدة، بينما كان لا يزال يحمل السكين التي يُزعم أنه استخدمها لقطع حلق الضحية. قتلت الشرطة الرجل بإطلاق النار عليه حوالي الساعة 5 مساءً، بحسب متحدث باسم الشرطة. وأضاف مصدر آخر في الشرطة أن شهود عيان سمعوا المهاجم يهتف "الله أكبر" باللغة العربية.


وفقًا لشهادات جمعتها "فرانس 24"، عرض المدرّس الصور خلال درس عن العلمانية والخلافات التي نشأت عن نشر الرسوم الكاريكاتورية المعنية في مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة في عام 2015. قبل بدء الدرس، طلب المدرّس طلابه المسلمين  إلى مغادرة الفصل الدراسي لأن الصور التي سيعرضها يمكن أن تسيء إلى مشاعرهم.


بعد اجتماع طارئ لوزارة الداخلية، في 16 أكتوبر، ذهب «ماكرون» إلى مسرح الجريمة حيث أعلن على الفور: "قُتل مواطن اليوم لأنه كان مدرسًا ولأنه كان يدرس الحرية. التعبير [...] لن يَقسم الإرهابيون فرنسا، ولن تسود الظلامية". كما أكد رئيس الوزراء الفرنسي «جان كاستكس» (Jean Castex)، في 17 أكتوبر، أن هذه القضية تحمل كل سمات الإرهاب الإسلامي، مضيفًا أنه مع مثل هذا العمل الجبان، يستهدف العلمانية "العمود الفقري للجمهورية الفرنسية".


 وشهدت فرنسا سلسلة من الهجمات العنيفة من قبل متشددين إسلاميين في السنوات الأخيرة. آخرها حدث في 25 سبتمبر، قرابة الظهر، عندما تعرض شخصان للطعن والجرحى في الدائرة 11 في باريس، بالقرب من المكاتب القديمة لمكتب تحرير مجلة "شارلي إيبدو". والضحايا صحفيان من محطة تليفزيونية "بريمير ليني" (Premiere Ligne Television) تقع في المكتب نفسه الذي كان المقر السابق للجريدة الأسبوعية الساخرة. وسرعان ما وصف وزير الداخلية الفرنسي، «جيرالد دارمانين» (Gérald Darmanin)،  القضية بأنها عمل إرهابي إسلامي وفتحت الشرطة الفرنسية تحقيقا في محاولة قتل لأغراض إرهابية. أراد المهاجم أن يضرب مرة أخرى صحيفة "شارلي إيبدو " الساخرة، التي أعادت مؤخرًا نشر الرسوم الكاريكاتورية الساخرة للرسول ونبي المسلمين، محمد بن عبد الله، والتي كانت الدافع وراء الهجوم في 7 يناير 2015.