"ستيلانتس" (Stellantis N.V) هي شركة تصنيع سيارات متعدِّدة الجنسيات تشكَّلت في 16 يناير 2021 باندماج الشركة الإيطالية الأمريكية "فيات" "كرايسلر" ومجموعة "بي أس إيه" الفرنسية واتَّخذت من "أمستردام"، عاصمة هولندا، مَقَرًّا لها. يتمثَّل النشاط الرئيسي للشركة في تصميم وتطوير وتصنيع وبيع السيارات لستة عشر علامة تجارية. وبذلك تكون المجموعة رابع أكبر مصنع للسيارات في العالم من حيث السيارات المُباعة. يُستخدام إسم "استيلانتس" حصريًا للتعريف بكيان الشركة، بينما تظل أسماء العلامات التجارية للمجموعة وشعاراتها من دون تغيير. توظف "استيلانتس" 300.000 موظَّف، ولها وجود في أكثر من 130 دولة ومرافق تصنيع في 30 دولة.
ووفقًا لموقع "إل بوست" الإيطالي، فإنَّ إيطاليا مشكلة داخل مشكلة، لأنَّ المصانع ظلت شبه متوقِّفة منذ أشهر في انتظار خُطَّة صناعية لم تصل قط. ويتلقَّى آلاف العمال رواتب زائدة عن الحاجة، كما أصبحت العلاقات مع النقابات متهالكة الآن، وكذلك تلك مع الحكومة التي طالبت مِرارًا وتِكرارًا بزيادة الاستثمارات في إيطاليا، ولكن من دون جدوى.
في إيطاليا، يعمل إجمالي 167 ألف شخص في قطاع السيَّارات، وهو ما يصبح 1،2 مليون إذا أخذنا في الاعتبار أيضًا الأنشطة المباشرة وغير المباشرة، أي شبكة الشركات والمهنيين المشاركين. ويُحقِّق القطاع بأكمله ما مجموعه 90 مليار يورو من حجم الأعمال سنويًا ويؤثِّر على النَّاتج المحلي الإجمالي بنسبة 5،2 في المائة. باختصار، له تأثير كبير على اقتصاد إيطاليا. ما يقرب من ثلاثة أرباع هذه الشركات لها علاقة بشركة "استيلَّانتيس"، بطريقة مباشرة إلى حدٍّ ما وحصرية إلى حَدٍّ ما.
بالمعدَّل الذي جرى الحفاظ عليه في الأشهر الأخيرة، ستُنتج شركة "استيلَّانتيس" طوال عام 2024 نحو 500 ألف مركبة في المصانع الإيطالية (أهمها منطقة في تورينو "ميرافيوري"، بإقليم "البييمونتي"، و"كاسِّينو" في إقليم "لاتسيو"، و"بومِيَّانو" في إقليم "كامبانيا"، و"مِلْفي" في إقليم بازيليكاتا" و"أَتيسَّا" في إقليم "أبروتسو"). وهو من أدنى الأرقام في العشرين سنة الماضية. وفي عام 2023، أنتجت 752 ألف سيارة في إيطاليا، منها 521 ألف سيارة. ووعدت شركة "استيلَّانتيس" عدَّة مرَّات بأنَّها ستصل بحلول عام 2030 إلى مليون سيارة يحدث إنتاجها في إيطاليا، وهو الهدف الذي سيضمن العمل لموظَّفيها المباشرين البالغ عددهم 22 ألفًا مع اللجوء بشكل أقل بكثير إلى مدفوعات الاستغناء عن العمالة. ولكن مع تطوُّر الأمور حتَّى الآن، لا يبدو تحقيق هذه الحصة أمرًا سهلًا في غضون خمس سنوات.
خلال العام الماضي، توقَّف إنتاج السيارات عدَّة مرات، خاصة في ميرافيوري، في تورينو، أحد مصانع "فيات" الرمزية، حيث جرى الإعلان عن إغلاق طويل بمناسبة عطلة عيد الميلاد، من 18 ديسمبر إلى 5 يناير، في نهاية نوفمبر. وتخشى النقابات أنَّه في بداية العام سيُمدَّد التَّعليق مرة أخرى، كما حدث في الأشهر الأخيرة عندما كان المصنع مغلقًا بالفعل لفترة طويلة. وقالت "استيلَّانتيس" في بيان إنَّ التَّعليق جاء بسبب انخفاض مبيعات السيارات الفاخرة في الصين والولايات المتحدة، والسيارات الكهربائية في أوروبا. 97 بالمائة من إنتاج ميرافيوري يتكوَّن من السيارة الكهربائية 500.
وفي أوروبا، تعود أحدث بيانات المبيعات المتاحة إلى أكتوبر الماضي، عندما باعت المجموعة ما يزيد قليلاً عن 150 ألف سيارة، أي أقل بنسبة 16،7 بالمائة عما كانت عليه في الشهر نفسه لعام 2023. وبلغت حصص السوق، أي عدد سيارات "استيلَّانتيس" المباعة من الإجمالي، 14،4 في المائة مقارنة بـ 17،4 في المائة قبل عام. ومنذ بداية العام، جرى بيع 1،7 مليون مركبة، بانخفاض قدره 7،1 بالمائة مقارنة بعام 2023.
في الفترة من يناير إلى أكتوبر، باعت "استيلَّانتيس" ما يقرب من 400 ألف سيارة في إيطاليا، أي أقل بنسبة 8 بالمائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. كما انخفضت الحصة السوقية من %32،8 إلى %29،9. واستخدمت شركة "استيلَّانتيس" الانخفاض في المبيعات لتبرير تعليق الإنتاج في جميع المصانع الإيطالية تقريبًا، حيث يحدث الآن إنتاج حصَّة هامشية من سيارات المجموعة.
بالإضافة إلى كونه هامشيًا من حيث الكمية، فإن الإنتاج الإيطالي من "استيلَّانتيس" هامشي أيضًا من حيث الجودة. في الواقع، في السنوات الأخيرة، قامت الشركة بنقل إنتاج العديد من سيارات "فيات" إلى الخارج وتركت عددًا قليلاً من الموديلات القديمة في إيطاليا. اليوم، يجرى صنع "توبولينو" الكهربائية الجديدة في المغرب، والكهربائية والهجينة 600 في "تيشي"، في بولندا، و"فيات دوبلو" تُصنَع بين إسبانيا والبرتغال، والفان "E-Ulysse" في فرنسا، بينما "باندا الكبيرة" في صربيا. جرت إعادة تنظيم وتقليص أقسام البحث والتطوير، حيث يحدث تصوُّر وتصميم النماذج الجديدة، وفي بعض الحالات جرى نقلها إلى الخارج: اقترحت "استيلَّانتيس" حوافز سخيَّة للفصل، والتي قبلها العديد من الفنيين والمهندسين الإيطاليين وكذلك العمال.