رسميًا..المحكمة الجنائية الدولية تُصدِر مُذكرِّة اعتقال بحق «نتنياهو» ووزير دفاعه السابق «غالانت» - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

رسميًا..المحكمة الجنائية الدولية تُصدِر مُذكرِّة اعتقال بحق «نتنياهو» ووزير دفاعه السابق «غالانت»

الإيطالية نيوز، الخميس 21 نوفمبر 2024 - أصدرت المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، المحكمة الدولية الرئيسية المختصة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، رسميًا، مُذكِّرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» (Benjamin Netanyahu)، وضدَّ وزير الدفاع السابق «يوآف غالانت» (Yoav Gallant). الإثنان متَّهمان بارتكاب جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب في قطاع غزَّة في الفترة ما بين 8 أكتوبر 2023 (اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل) حتَّى 20 مايو 2024 على الأقل.

وكان «كريم خان»، المُدَّعي العام للمحكمة، قد طلب إصدار مذكرة الاعتقال في مايو، لكن إسرائيل قدَّمت بعض الطعون. ورفضت المحكمة كل هذه الطلبات، وأصدرت في النهاية أمر الاعتقال. ويتعلق التفويض الذي طلبه المُدَّعي العام «كريم خان» أيضًا بثلاثة من قادة حماس المهمين: «يحيى السنوار»، «إسماعيل هنية»، و«محمد ضيف»، الذين اغتيلوا جميعًا على يد إسرائيل في الأشهر الأخيرة. وبما أنَّ حماس لم تؤكِّد قط مقتل «الضَّيف» (الذي كان يقود كتائب القسام، الجناح المسلَّح لحركة حماس)، فقد قرَّرت المحكمة أنَّها لا تستطيع تأكيد وفاته فعلًا، وأصدرت مذكرة ضده على أية حال.

ومن الناحية العملية، لا يعني قرار المحكمة الجنائية الدولية اعتقالاً فورياً لِـ «نتنياهو» و«غالانت». ليس لدى المحكمة قوَّة شرطة خاصَّة بها، وتعتمد على الدول الفردية لاعتقال الأشخاص بموجب أوامر الاعتقال. لكن إسرائيل لم تُوقِّع على نظام روما الأساسي، أي المعاهدة التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية عام 1998، وبالتالي لا تعترف باختصاصها، ولن يُعتقَل قادتها في الدول غير الموقِّعة.

جميع الدول الموقِّعة على النظام الأساسي، والبالغ عددها حتى الآن 124 دولة، مُلزمَة باعتقال أي شخص صدرت بحقه مذكِّرة توقيف إذا يوجد على أراضيها، وبالتالي تُقدِّمه إلى المحكمة. وهذا يعني، من الناحية النَّظرية على الأقل، أنَّه إذا زار «نتنياهو» إيطاليا (الدولة التي تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية)، فإنَّ الحكومة ستكون مُلزَمة باعتقاله وتقديمه إلى "لاهاي"، مقر المحكمة، حيث يُقدَّم للمحاكمة جنائيًا. وكانت هولندا بين أوائل الدول التي أكَّدت على أنَّها ستعتقل «نتنياهو» إذا دخل البلاد، وأكد وزير الخارجية «كاسبار فيلدكامب» (Caspar Veldkamp) ذلك أمام البرلمان.

ولكنَّ في الواقع فإنَّ الأمور مختلفة تمامًا، لأنَّ المحكمة لا تملك الأدوات اللَّازمة لإجبار الدول على الانصياع لأوامرها، وقد حدث في كثير من الأحيان أن الأشخاص الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال تمكَّنوا من السفر بأمان إلى بلدان صديقة، على الرغم من أنَّهم موقِّعون على نظام روما الأساسي، لأنَّ الحكومات تعهَّدت بعدم احترام التفويض. ثم هناك الدول الغربية وحلفاء إسرائيل الذين لا يعترفون باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، مثل الولايات المتحدة، المتبنِّي الرَّسمي لإسرائيل، حيث يستطيع «نتنياهو» بالتالي السفر بحرية.

وانتقدت حكومة النظام في الولايات المتحدة بشدة اليوم الخميس قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال ضد «نتنياهو» و«غالانت»، قائلةً إنَّها "ترفض تماما" هذه البادرة.

وقالت المحكمة في مذكِّرة الاعتقال إنَّها وجدت "أسبابًا معقولةً" للاعتقاد بأن «نتنياهو» ووزير الحرب السابق «غالانت» يتحمَّلان المسؤولية الجنائية عن عدَّة جرائم: استخدما الحرمان من الغذاء والماء والكهرباء والوقود والدواء في قطاع غزة أسلوبًا من أساليب الحرب، ممَّا تسبَّب في وفاة مدنيين بسبب سوء التغذية والجفاف. كما وجدت المحكمة أسبابًا معقولة للاعتقاد بأن «نتنياهو» و«غالانت» مسؤولان عن قتل واضطهاد سكَّان غزة: كان من شأنهما، بسلوكهما المذكور أعلاه، أن يحرمآ جُزْءًا كبيرًا من السكَّان المدنيين في غزة من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في الحياة والصحة.

وقالت المحكمة أيضًا إنَّها وجدت أن «نتنياهو» و«غالانت» مُذنبان بشكل مباشر بالهجمات المتعمَّدة التي ارتكبت ضدَّ المدنيين في القطاع. ووفقًا للمحكمة، هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن «نتنياهو» و«غالانت»، على الرَّغم من أنَّ لديهما التدابير المتاحة لمنع أو منع ارتكاب الجرائم، لم يفعلا ذلك.

ورفض مكتب «نتنياهو» في بيان الاتهامات التي قدَّمتها المحكمة، ووصف قرار إصدار مُذكِّرة الاعتقال بأنَّه معاد للسامية، وقال إنَّ رئيس الوزراء سيواصل غزو قطاع غزة حتَّى تُحقِّق إسرائيل جميع أهدافها العسكرية.
وعلَّق «غالانت» أيضًا على التفويض: انتقد حقيقة أنه يضع إسرائيل و«محمد الضيف» على المستوى نفسه، ووصف الغزو الإسرائيلي لغزة بأنه "صحيح".