بعد عامين من التأخير.. الاتحاد الأوروبي يرسل مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

بعد عامين من التأخير.. الاتحاد الأوروبي يرسل مليون قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا

الإيطالية نيوز، الخميس 21 نوفمبر 2024 - بعد تأخيرات متكرِّرة، اقترب الاتحاد الأوروبي أخيرًا من الوفاء بالتزامه بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية. وأكَّد دبلوماسيُ الاتِّحاد الأوروبِّي «جوزيب بوريل» (Josep Borrell) مؤخرًا على أنَّ هدف المليون قذيفة يقترب من الاكتمال، مع تسليم أكثر من 980 ألف بالفعل.


وقال «بورِّيل»: “لقد قمنا بالفعل بتسليم أكثر من 980 ألف قذيفة، وقريبًا جدَّا سنُسلِّم مليون قذيفة.” في البداية، وعد الاتحاد الأوروبي بتسليم مليون قذيفة إلى أوكرانيا بحلول مارس 2024. وبعد تأخيرات مُزمِنة، أصبح الاتحاد الأوروبي الآن قريبًا أخيرًا من تحقيق هذا الهدف الطموح.


وقال «بورِّيل»، معترفًا بالتَّأخير: “أعلمُ أنَّنا ملتزمون بالوصول إلى هذا المستوى بحلول الرَّبيع، ولكنَّنا فشلنا في ذلك. ولكن بحلول نهاية العام سوف ننجح. وقد قمنا بتسريع هذا الأمر بشكل كبير.” كما أعرب عن ثقته في أنه بحلول نهاية عام 2024، يتوقَّع الاتحاد الأوروبي تسليم أكثر من 1،5 مليون ذخيرة إلى أوكرانيا. هذا بالإضافة إلى الذَّخيرة الهائلة التي تتلقَّاها أوكرانيا من خلال الاتِّفاقيات الثُنائية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.


كما أعرب عن ثقته في أنَّه بحلول نهاية عام 2024، يتوقَّع الاتحاد الأوروبي تسليم أكثر من 1،5 مليون ذخيرة إلى أوكرانيا. هذا بالإضافة إلى الذخيرة الهائلة التي تتلقَّاها أوكرانيا من خلال الاتِّفاقيات الثنائية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. 


ففي فبراير، على سبيل المثال، أعلنت جمهورية التشيك عن خطَّتها لتزويد أوكرانيا بـ 800 ألف قذيفة، معظمها من دول خارج الاتحاد الأوروبي، في عام 2024. ومع ذلك، فإنَّ المبادرة التشيكية متأخِّرة بشكل خطير عن موعدها. في الشهر الماضي، أبلغ السفير الأوكراني لدى جمهورية التشيك أن أوكرانيا لم تتلقَّ سوى ثلث الخمسمائة ألف قذيفة التي ينبغي تسليمها بحلول نهاية عام 2024. وعلى الرَّغم من ذلك، فإن رئيس الوزراء التشيكي «بيتر فيالا» (Petr Fiala) واثق من تقديم 500 ألف قذيفة لأوكرانيا بحلول نهاية عام 2024.


 بالإضافة إلى ذلك، في أكتوبر، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أنَّه منذ بداية الغزو الروسي في عام 2022، قامت الولايات المتحدة وحدها بتزويد أوكرانيا بأكثر من ثلاثة ملايين قذيفة 155 ملم، وهو رقم يُمثِّل ثلاثة أضعاف ما بعثه الاتحاد الأوروبي.


كل هذا بالإضافة إلى ما تُنتجه أوكرانيا محلِّيًا. وفي نوفمبر، قال وزير الصناعات الإستراتيجية الأوكراني «هيرمان سميتانين» (Herman Smetanin) في مقابلة مع "رويترز" إنَّ كييف تنتج الآن ملايين المقذوفات كل عام مباشرة بعد بدء الحرب التي شنَّها الروس  ضدها في عام 2022، بعدما كان الانتاج يصل إلى ما يقرب من صفر مقذوفات قبل الحرب.


وأصبحت أوكرانيا الآن قادرة أيضًا على إنتاج قذائف مدفعية عيار 155 ملم مصمَّمة لتلبية معايير "الناتو". يمكن إطلاق هذه المقذوفات من "مدافع الهاوتزر" المورَّدة من الغرب، بما في ذلك مدافع M109 الأمريكية، وAHS Krab البولندية، وAS90 البريطانية.


الأرقام المذكورة أعلاه مذهلةً حقًّا. ومع ذلك، تشكو أوكرانيا باستمرار من عدم كفاية الإمدادات. وهذا يطرح السؤال التالي: أين تنتهي هذه الملايين من القذائف، وكم تحتاج كييف فعلًا لدعم جهودها الحربية ضد روسيا؟


أوكرانيا: حرب المدفعية التي تفوز بها روسيا بالفعل

وفقاً لتقديرات استخبارات "الناتو" للإنتاج الدفاعي الروسي، تُنتج موسكو أكثر من 250 ألف قذيفة مدفعية شهريًا اعتبارًا من مارس. ونظرًا لانتقال روسيا إلى اقتصاد الحرب، فمن المؤكَّد أنَّ هذا الإنتاج قد زاد منذ ذلك الحين.


يمكن الافتراض بأمان أنَّ روسيا تُنتج أكثر من 3 ملايين ذخيرة مدفعية سنويًا. والآن، قارن هذا بما يُمكن أن ينتجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل جماعي. وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤول استخباراتي أوروبي كبير لشبكة "سِي إنْ إنْ" إنَّ الولايات المتحدة وأوروبا لديهما القدرة على إنتاج نحو 1،2 مليون طلقة ذخيرة سنويًا لإرسالها إلى أوكرانيا.


يمكن الافتراض بأمان أنَّ روسيا تُنتج أكثر من 3 ملايين ذخيرة مدفعية سنويًا. والآن، قارن هذا بما يُمكن أن ينتجه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل جماعي. وفي وقت سابق من هذا العام، قال مسؤول استخباراتي أوروبي كبير لشبكة "سِي إنْ إنْ" إنَّ الولايات المتحدة وأوروبا لديهما القدرة على إنتاج نحو 1،2 مليون طلقة ذخيرة سنويًا لإرسالها إلى أوكرانيا. 


وتثبت هذه الأرقام بوضوح أنَّ روسيا وحدها قادرة على إنتاج ذخائر أكثر من الكتلة الغربية بأكملها. وفي الواقع، تنتج موسكو أكثر من ضعف إنتاج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مجتمعتين.


يسمح هذا الإنتاج الضَّخم للذخيرة لروسيا باستخدام المزيد من الذَّخيرة يوميًا. ووفقا للخبراء، فإنَّ المعدّل الحالي لنفقات المدفعية الروسية يزيد عن 10 آلاف طلقة يوميًا. وفي وقت ما من أبريل إلى مايو، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين، كانت روسيا تطلق ما يصل إلى 60 ألف حتَّى 70 ألف قذيفة يوميًا.


وبالمقارنة، فإنَّ أوكرانيا قادرة على إطلاق خمس المتوسط ​​الروسي، بمتوسط ​​2000 طلقة يوميًا ولا تتجاوز أبدًا عتبة 10.000 طلقة يوميًا.


والأمر الأكثر إثارة للصَّدمة هو أنَّ روسيا قادرة على إنتاج ذخائر أكثر ممَّا تنتجه أوروبا والولايات المتحدة مجتمعةً، مع ميزانية دفاع متواضعة مقارنة بميزانية الدول الغربية.


اعتبارًا من عام 2023، بلغت ميزانية الدفاع الروسية ما يزيد قليلاً عن 100 مليار دولار، مقارنة بميزانية الدفاع المشتركة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والتي تبلغ نحو 1.470 مليار دولار.


 لذلك، على أية حال، يتمتَّع نظام الإنتاج الروسي بكفاءة أعلى بكثير من النظام الغربي، في قطاع القذائف المدفعية. أمَّا الشركات الأوروبية والأميركية فإمَّا أن يحدُثَ تأميمها، وهو ما يتطلَّب إجراء تغييرات في الميزانية العامة، أو يحدُثَ تقييدها من خلال تعاقد  مليئ بالاختناقات. كما أنها تفتقر إلى حرية العثور على مقاولين من الباطن خارج سلاسل الطلب، بالإضافة إلى ضوابط الإنتاج الصارمة.


لذا، من وجهة نظر صناعية، فإن قذائف «بورِّيل» المليونية ليست سوى هزيمة.