الإيطالية نيوز، الخميس 7 نوفمبر 2024 - أصدرت محكمة الجنايات بمدينة جنوة، بناء على طلب من المدعي العام، على المصريين «محمد علي عبد الغني علي» المعروف بإسم «تيتو» و«عبد الوهاب أحمد جمال كامل» كام المعروف بإسـم «بوب» بالسجن المؤبَّد - مع 18 شهرًا من الحبس الانفرادي - بعد فترة طويلة من التحقيقات الشاقة، التي أدت بهم أخيرا إلى الاعتراف بقتل مواطنهم المصري «محمود سيد محمد عبد الله»، البالغ من العمر 19 عاماً، والذي عُثر عليه مقطوع الرأس واليدين الصيف الماضي بالقرب من "سانتا مارغريتا ليغُري"، في محافظة "جنوة"، بإقليم ليغوريا، شمال إيطاليا.
هكذا جرى اليوم غلق واحدة من أشنع جرائم القتل في إيطاليا، والتي هزت لفظاعتها ووحشيتها الشيطانية المجتمع بجميع أطيافه وعرقياته .. "جريمة صالون الحلاقة".
ظروف وأسباب ارتكاب الجريمة
وفقًا لما أعدَّته وحدة التحقيق التابعة لكارابينيري في جنوة بتنسيق من العقيد «ميكيلي لاستيلّا»، أراد «محمود» ترك وظيفته في محل الحلاقة في "سيستري بونينتي" من أجل الانتقال للعمل في محل أخر، لسبب انه كان يتقاضى أجرًا زهيدًا، بالإضافة إلى أنه لم يكن يستلم مستحقَّاته كاملة، والتي طالما طالب بها. لكن لم تكن هناك آذان صاغية تستجيب لحاجته. وبينما كان صاحب محل الحلاقة، «علي»، يقضي وقتها إجازة في مصر، كان «تيتو» و «بوب» يديرا محلَّين للحلاقة نيابةً عنه «علي» ويتصرفان مع الحلاقين العاملين لديهما تصرف السيد القاسية كبده مع عبده.
«تيتو» و «بوب» لم يكونا سعيدين بهذا القرار. في نظرهما، كان «محمود» مثالاً سيِّئًا للغاية، وقد يتأثَّر به العاملون الأخرون في محلي الحلقة التابعين لهما ويفعلوا الشيء نفسه، وبالتالي يفقدان الزبائن. جليع المحاولات لإقناع «محمود» بالبقاء فشلت، لأنه كان مصمماً على تجريب فرصة أخرى وفي محل أخر يقدر، إلى حد ما، مهاراته وقدراته.
في اليوم السابق لجريمة القتل، كان الشاب «محمود» قد أجرى "بْرُوفة" في محل حلاقة أخر افتُتح للتَّو في بلدية "بيجلي": كان سعيدًا، وقد نشر أيضًا بعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، ممَّا ا مما أثار غضب «تيتو» و «بوب». قاما بدعوته عندهما من الاحتفال معا بلعمل في محل الحلاقة الجديد فى شارع "ميرانو"، وأظهرا حسن النية المغلَّفة بشرٍّ قاتل. وبدلاً من إكرامه وحسن ضيافته، استدرجاه إلى فخ مميت. لقد اشتريا سكينًا وساطورًا قبل فترة وجيزة وقتلاه في شقة تقع في شارع "فادو"، ثم نقلاه على متن سيارة أجرة، بعد أن جرى وضع الجثة المقطَّعة في حقيبة، وذهبا إلى بلدية "كيافاري" (حيث يديران محل حلاقة أخر). هناك أثناء الليل أخذآ الجثة إلى الشاطئ بعد أن فصلا رأسه ويديه عنها، وألقوها فى مصب أحد الانهار في البحر.
لقد اعترف الإثنان بالجريمة بشكل أساسي على الرغم من إلقاء جزء من المسؤولية على بعضهما البعض. كان «تيتو» على وجه الخصوص يقول دائمًا إن الضحية محمود انتهى به الأمر أثناء شجار على سكِّين مطبخ، وهي إعادة بناء لا تتوافق مع الطعنات التي لحقت بمحمود وأدت إلى وفاته، وبدلاً من ذلك ألقى بوب المسؤولية على «تيتو».
الدور الأساسي لبداية التحقيقات هو الاكتشاف المروع ليد بشرية في البحر قبالة ساحل "كيافاري"، ثم اليد الأخرى على الشاطئ المقابل، وأخيراً جثة شاب من دون يدين ومقطوع الرأس.