«محمد السادس» يُخصِّص لِـ «ماكرون» استقبالًا جماهيريًا لدى وصوله إلى الرباط يليه عقد شراكة استثنائية متجدِّدة - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

«محمد السادس» يُخصِّص لِـ «ماكرون» استقبالًا جماهيريًا لدى وصوله إلى الرباط يليه عقد شراكة استثنائية متجدِّدة

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 - استقبل العاهل المغربي «محمد السادس»، أمس الإثنين بالقصر الملكي بالرِباط، رئيس الجمهورية الفرنسية «إيمانويل ماكرون»، حسبما ورد في بلاغ رسمي للديوان الملكي.

وتمحورت المقابلات بين رئيسي البلدين حول التحرُّك نحو عهد جديد من العلاقات القويَة بين المغرب وفرنسا، في إطار شَراكة استثنائية متجدِّدة وخارطة طريق استراتيجية للسَّنوات المُقبِلة.

وفي هذا الصَّدَد، يعتزم رئيسا الدولتين، من خلال هذه الشراكة المتجدِّدة، إعطاء دُفعة حاسمة للعلاقات المتميِّزة متعدِّدة الأبعاد بين المغرب وفرنسا، ومُراعاة طموحات البلدين، ومواجهة معًا للتطوُّرات والتحدِّيات الدَّولية.

كما ركَّزت المُقابلات على القضايا الإقليمية والدَّولية. ومن ثَمَّ، اتَّفق رئيسا الدولتين على العمل معًا لتعزيز التوقُّعات الأورومتوسطية والإفريقية والأطلسية، في إطار مقاربة عمل مشترَكة لصالح الرَّخاء والتنمية البشرية والمستدامة.

وشدَّدا على أهمِّية تجديد الشراكة بشكل مُتعمِّق بين ضفَّتي البحر الأبيض المتوسِّط، من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا واستدامةً وازدهارًا للمنطقة بأكملها، مع الاستجابة في الوقت نفسه لمعالجة التحدِّيات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

من جهة أخرى، أشاد رئيس الجمهورية الفرنسية بالدور البنَّاء الذي يقوم به الملك «محمد السادس»، رئيس لجنة القُدس، في خدمة السلام في الشرق الأوسط. ودعا رئيسا الدولتين إلى الوقف الفوري للهجمات في غزة ولبنان، مع التأكيد على أولوية حماية السُكَّان المدنيين وأهمِّية ضمان وتسهيل توفير المساعدات الإنسانية الكافية، وإنهاء، في الوقت نفسه، وقف حريق إقليمي.

وجدَّد جلالة الملك والرئيس الفرنسي التأكيد على الحاجة الملحَّة إلى إعادة تفعيل عملية السلام، في إطار حل الدولتين، على أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلَّة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ووجَّه رئيس الجمهورية الفرنسية دعوةً رسميةً إلى الملك «محمد السادس» للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا، وهي الدعوة التي قبلها  الملك، وسيتم الاتِّفاق على موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.

ولدى وصولهما إلى مطار الرباط سلا، كان في استقبال الرئيس الفرنسي وزوجته «بريجيت ماكرون»، على مدرج المطار، الملك محمد السَّادس، مرفوقًا بولي العهد الأمير «الحسن»، والأمير «رشيد» والأميرتين «خديجة» و «مريم». وفي المدرج، قاموا بتحية الأعلام الوطنية على أنغام النشيدين الوطنيين للبلدين، فيما أُطلقت 21 طلقة تحية ترحيبًا بالرَّئيس الفرنسي. بعد ذلك، استعرض الزعيمان المغربي والفرنسي مفرزة من الحرس الملكي التي قامت بالتكريم.


وعند مدخل القاعة الملكية بمطار الرباط سلا، قُدِّمت دعوة الرئيس الفرنسي مرفوقًا بحرمه «بريجيت ماكرون» لحضور حفل تقديم الحليب والتمر التقليدي. وبعد توقُّفٍ قصيرٍ، توجَّه وفد رئيسي الدولتين إلى القصر الملكي بالرباط.
 

وتجمَّع سُكَّان مدينتي سلا والرباط على طول طريق الوفد الرسمي للتعبير عن فرحتهم باليوم الأول من هذه الزيارة الرَّسمية، والتي ستُشكِّل بلا شك علامة فارقة جديدة في علاقات الصداقة بين البلدين. وزُيِّنت الطرق الرئيسية التي سار فيها الوفد الملكي بالأعلام المغربية والفرنسية.

وفي ميدان المشوار، كان في استقبال الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» والعاهل المغربي ممثلون عن المؤسَّسات العليا وحكومتي البلدين الذين اجتمعوا بالرباط لبدء المرحلة الجديدة من العلاقات بين البلدين.

 وستختم الأيام الثلاثة المرحلة الجديدة من الشراكة متعدِّدة الأبعاد التي تربط الشريكين؛ الانتقال من المنطق التجاري إلى جمعية صناعية مهتمة بنقل التكنولوجيا والتطوير والمشاركة في الحلول والابتكار المشترَك.

وخلال هذه الزيارة، ومن خلال لقاءات رفيعة المستوى بين مسؤولين مغاربة وفرنسيين واجتماعات عمل مقرَّرة، ركَّز المغرب وفرنسا على قطاعات المستقبل، ووقَّعَا على هيكلة جمعيات، فضلًا عن الإعلان عن استثمارات وأقاليم اقتصادية جديدة.

وستكون الزيارة أيضًا مناسبة لا غنى عنها لتعزيز الموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء: تجديد دعم الإيليزيه  لمخطط الحُكم الذَّاتي الذي اقترحه المغرب كحل نهائي للنزاع، والذي اعتبرته فرنسا الشرط القادر على ضمان حاضر ومستقبل الصحراء الغربية في إطار السيادة المغربية.

القطاعات الاستراتيجية وإفريقيا في دائرة الضوء

تُمثِّل هذه الزيارة تطوُّرًا كبيرًا في العلاقة الاقتصادية بين المغرب وفرنسا من خلال إرساء نماذج اقتصادية جديدة تُركِّز على القطاعات الاستراتيجية ذات القيمة المضافة العالية ووضع القارة الإفريقية كأرض الفرص لازدهار وتوسُّع الشركات الفرنسية والمغاربة. وبين المجالات الاقتصادية التي تحظى بأهمية كبيرة على المستوى الدولي والتي تراهن عليها كل من المغرب وفرنسا من أجل تحقيق تنمية مستدامة ناجحة، يبرز ما يلي:
النقل والبنية التحتية،
الصناعات الإبداعية؛
الاقتصاد والتحول الرقمي؛
التدريب والمواهب؛
الابتكار التكنولوجي؛
البحث والتطوير؛
إزالة انبعاث الكربون في الصناعة والزراعة والإدارة المثلى.

ومن هذا المنطلق، يطمح الوفد الاقتصادي المرافق للرئيس الفرنسي في زيارته الرسمية إلى التوصُّل إلى اتِّفاقيات مهمَّة في مجالات مختلفة مثل:
  • النقل بالسكك الحديدية مع "ألستوم"
  • الطيران مع "إيرباص"
  • الطاقات مع "TotalEnergies" و"Engie"
  • البيئة مع "السويس"
  • تقنيات "الدفاع والفضاء" مع "تاليس"
  • الاتصالات مع "أورانج"
  • النقل البحري مع "CMA CGM".
وتعتزم هذه المجموعات الكبيرة الحاضرة خلال زيارة «ماكرون» الرسمية، التعاون مع نظرائها المغاربة من أجل تطوير شراكة استثمارية قوية في القارَّة الإفريقية؛ من خلال التعاون الثلاثي بإفريقيا أو المشاريع الفلاحية المشترَكة بالتعاون مع المكتب الشريف للفوسفاط، بحثًا عن حلول تكنولوجية مشتركة من أجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

العلاقات الفرنسية المغربية: عمر طويل وقرب بالأرقام
تتميَّز العلاقات الثنائية بين فرنسا والمغرب بطول عمرها وقربها، وذلك بفضل عدَّة عوامل تاريخية واقتصادية وثقافية:
  •  كانت فرنسا أوَّل دولة أوروبية تُرسل قنصلًا إلى المغرب في القرن الرابع عشر.
  • كان 73.000 جندي مغربي جُزءًا لا يتجزَّأ من الجيش الفرنسي وقت الإنزال في "بروفانس".
  •  كانت أوَّل زيارة دولة للملك «محمد السادس» إلى الخارج هي فرنسا في مارس 2000. وكانت أوَّل زيارة ثنائية لِـ «ماكرون» خارج أوروبا إلى المغرب في يونيو 2017، تلتها أخرى في نوفمبر 2018 بمناسبة تدشين الخط فائق السُّرعة الذي يربط طنجة بالقنيطرة.
  • السفارة الفرنسية مفتوحة في الرباط وعدة قنصليات عامة بأكادير والدار البيضاء وفاس ومراكش والرباط وطنجة.
  • - وجود 42 مدرسة فرنسية في المملكة، وتوظِّف أكثر من 3465 مُعلِّمًا وٱلْتحق بها في العام الدراسي 2024 ما يقارب 49 مليون تلميذ، ثلثاهم مغاربة.
  •  يوجد أكثر من %12 من الشبكة العالمية للمدارس الفرنسية في المغرب، و%70 من خرِّيجي المدارس الثانوية يختارون فرنسا كوجهة لدراساتهم.
  •  تُعَدُّ فرنسا الوجهة الأولى للطلبة المغاربة للدراسة في الخارج (%13+ من إجمالي الطلاب الأجانب سنة 2022) خاصة في كليات الهندسة والتجارة.
  •  يوجد في المملكة 12 معهدًا فرنسيًا لتعليم اللغة والثقافة الفرنسية.
  • الجالية الفرنسية في المغرب هي الأكبر بين دول المغرب العربي الثلاثة، والتاسعة على مستوى العالم (53.562 عضوا مسجَّلا سنة 2023)
  • توجد 1000 شركة فرنسية في المغرب وتوظِّف نحو 150 ألف شخص.
  • نمو التجارة بين فرنسا والمغرب بنسبة %5 لتصل إلى 14.1 مليار يورو سنة 2023
  • فرنسا هي المصدر الرئيسي للعُملة الأجنبية للمملكة وتظلُّ المستثمِرُ الأجنبي الأوَّل في المغرب.
  • ويعدُّ المغرب بلد التدخُّل الأول لمجموعة "الوكالة الفرنسية للتنمية" (AFD) في العالم، حيث تم التعهد بمبلغ 3.7 مليون أورو في نهاية عام 2021، موزَّعة على 48 مقترِضًا.
  • يعدُّ المغرب الشريك التجاري الأوَّل لفرنسا في شمال إفريقيا (الزبون والمورِّد)، والمركز التاسع عشر على مستوى العالم.
  • فرنسا هي الشريك التجاري الأوَّل والمستثمر الأجنبي الأول في المغرب على مستوى العالم، والزبون الأوَّل لها والمورِّد الثاني لها.
  • فرنسا أول مزوِّد للدَّخل السياحي، أوَّل بلد منشأ لتحويلات العُملة من المغاربة المقيمين بالخارج.
  • المملكة المغربية هي المستثمر الإفريقي الأوَّل في فرنسا.