وبحسب "برافدا"، فإن نظام الدَّفع الجديد لدول البريكس قادم، وفي أسرع وقت،لأنه، نظرًا للسوق الموازية الضخمة للسلع والخدمات - متجاوزة مدفوعات الدولار واليورو بمئات المليارات - التي تشكَّلت خلال الحرب الأوكرانية، أصبح إنشاء نظام مالي عالمي جديد بديل ضرورة ملحة لحماية المصالح الاقتصادية لدول الشرق من توحش الدولار الإمبريالي.
في غضون ذلك، أكَّد وزير المالية الروسي «أنطون سيلوانوف» (Anton Siluanov) على "إنشاء نظام مشابه لنظام سويفت داخل المنصَّة". وبحسب السياسي الروسي فإنَّ “نظام الدَّفع في دول البريكس سيتضمَّن دائرة إلكترونية لنقل الرسائل المالية. نحن نُخطِّط لإنشائه مع الأخذ بعين الاعتبار استخدام الأصول المالية الرَّقمية. جميع المصارف المركزية في دول البريكس المؤسِّسة لديها بالفعل عُمُلاتها الرَّقمية الخاصة. "هذا هو تبادل المعلومات المالية بين المصارف المركزية. في هذا الصدد، يقول الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» من جانبه: "هذا الجانب مشابه بالفعل لِـ "سويفت".
وذكرت "بلومبرغ" أن "نظام الدَّفع الجديد سيُطلق عليه إسم "بريكس بْريدَج". ومن المخطَّط تطوير شبكة من المصارف التجارية القادرة على تنفيذ المُعامَلات بالعُمُلات المحلِّية وإقامة روابط مباشرة بين المصارف المركزية في البلدان المشارِكة؛ وإنشاء مراكز بيع وشراء للتداول المتبادَل للسلع مثل النفط والغاز الطبيعي والقمح والذهب؛ وباستخدام تقنية "دفتر الأستاذ الموزِّع" (DLT) لتحويل العُمُلات الرقمية للمصرف المركزي أو العُمُلات المشفَّرة أو الرموز المميَزة (سيحدثُ ترميز الذَّهب والأصول): أحد أشهر نماذج "دفتر الأستاذ الموزع" هو "بلوكشين" (blockchain)، وهناك سوابق ناجحة بهذا المعنى."
على سبيل المثال، ومع استخدام المصرف المركزي الصيني، لـ "اليوان الرقمي"، نظم في سنة 2019 بالتعاون مع المصارف المركزية لكل من هونغ كونغ، تايلاند والإمارات العربية المتحدة نظام "Mبريدعي"، والذي يعمل بنجاح غير عادي، بالضبط لأن المدفوعات تجري معالجتها على الفور و من دون عمولات، وتجاوز الخطوات الإضافية والرسوم وخطر فرض عقوبات من طرف ثالث.
باختصار، خلصت تحليلات الاقتصاديين الروس التي نشرتها صحيفة "برافدا" إلى أن "نظام الدفع "بريكس بريدج" يسيكون شيئًا ناجحًا وإيجابيًا في الوقت نفسه، لأنَّه لن يكون هناك جهة تنظيمية واحدة، ولن تتمكَّن أي دولة من إقصاء الأخرى. كما من المحتمَل أن يكون النظام أكثر كفاءة من النظام الحالي "سويفت" وسيضعف هيمنة الدولار وبطشه»