النمسا: رئيس الدَّولة يتجنَّب أحزاب اليمين المتطرِّف بشأن تشكيل الحكومة - الإيطالية نيوز

النمسا: رئيس الدَّولة يتجنَّب أحزاب اليمين المتطرِّف بشأن تشكيل الحكومة

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 - كلَّف الرَّئيس النمساوي ألكسندر «فان دير بيلّين» (
Alexander Van der Bellen)، اليوم الثلاثاء، «كارل نيهامَّر» (Karl Nehammer)، المستشار المنتهية ولايته وزعيم "حزب الشعب اليميني الوسطي" (ÖVP)، بتشكيل الحكومة.


وكان حزب "الشعبوي" قد احتلَّ المركز الثاني في انتخابات 29 سبتمبر، الَّتي فاز بها حزب الحرية اليميني المتطرِّف، لكن خلال المشاورات أكَّدت الأحزاب الرئيسية على عدم استعدادها للحُكم مع "حزب الحرية" (FPÖ) - الذي وحده لا يتمتَّع بالأغلبية في البرلمان - بسبب مواقفه المتطرِّفة والمتشكِّكة في الاتحاد الأوروبي والمعادية للغاية للهجرة، وفي الآونة الأخيرة، بسبب مواقفه المناهضة للقاحات.


لهذا السَّبب اختار «فان دير بيلِّين» «نيهامَّر»، وأمره ببدء المفاوضات مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" الذي ينتمي إلى يسار الوسط: كان الأخير في المعارضة في المجلس التشريعي الأخير (كانت حكومة «نيهامَّر» السابقة مدعومة من قبل "حزب الخضر") لكنَّه كان على استعداد للدخول في ائتلاف مع "الشعبوي". وقال «فان دير بيلِّين» إنَّه يثق "بحس المسؤولية" لدى الحزبين، ودعاهما إلى التوصُّل إلى حل وسط.


وسيتمتَّع حزب الشَّعب والديمقراطيون الاشتراكيون بأغلبية هشَّة في المجلس الوطني، مجلس النواب النمساوي: ويمثِّلون معًا 92 نائبًا (51 لحزب الشعب و41 للحزب الديمقراطي الاجتماعي) من إجمالي 183 مقعدًا. باختصار، فإنَّ التحالف الذي يضم حزبين فقط لن يحصل إلَّا على هامش صوت واحد فقط في الأصوات. وقال «فان دير بيلِّين» إنه يتوقَّع "أغلبية مستقرَّة" ولهذا السَّبب من الممكن أن يبحث حزب الشعب والديمقراطيون الاشتراكيون عن حليف ثالث. وقال قادة حزب "نِيوس" الليبرالي، الذي جاء في المركز الرابع، إنَّهم على استعداد للمشاركة في "حكومة ذات توجُّهات إصلاحية".


وستبدأ المفاوضات الآن بين قيادات "الحزب الشعبي" و"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، وربّما "نِيوس"، الَّذي اشترط "مناخ الثِّقة على قدم المساواة". واستبعد «نيهامَّر» التعاون مع "حزب الحرية" رغم أنَّ حزبه يحكم مع اليمين المتطرف في عدة مناطق نمساوية. وتوجد خلافات إيديولوجية تاريخية بين حزب الشعب والديمقراطيين الاشتراكيين، وخاصة فيما يتَّصل بالضرائب والاقتصاد، والتي ستحتاج إلى حلٍّ من خلال برنامج مشترَك محتمل.


وفي الأيَّام الأخيرة، وصف «هربرت كيكل» (Herbert Kickl)، زعيم "حزب الحرية" النمساوي، أي هيكل يستبعده بأنَّه "تحالف الخاسرين". وقد اعترَض زعماء اليمين المتطرف بشدَّة على حقيقة أنَّ المنصب لم يُمنح لِـ «كيكل» بحكم حصوله على المركز الأوَّل في الانتخابات (وهي  النتيجة نفسها التي تحقَّقت في الانتخابات الأوروبية في يونيو الماضي).  وكتب «كيكل» على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء: “بالنسبة للكثيرين منكم، قد يبدو هذا بمثابة صفعة على الوجه. لكني أؤكد لكم: الكلمة الأخيرة لم تُقال بعد.”


 واتَّهم عدد من أعضاء «حزب الحرية» رئيس دولة النمسا «فان دير بيلِّين»، الذي كان سياسيا مهمًّا من "حزب الخضر" وهزم مرشَّح "حزب الحرية" في الانتخابات الرئاسية مرتين (في 2016 في جولة الإعادة وفي 2022 في الجولة الأولى). وفي خطابه يوم الثلاثاء، كرَّر «فان دير بيلِّين» أنَّ الانتخابات ليست “سباقًا يصبح فيه الحزب الذي يأتي أوَّلاً تلقائيًا رئيسًا للحكومة وأنَّه لا يمكن لأحد أن يدَّعي [التحدث بإسم] الشَّعب بأكمله.”


أخيرًا، ذكرت صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية أنه قبل خمس سنوات، استغرق الأمر مائة يوم قبل أن يتولَّى زعيم حزب الشعب النمساوي آنذاك «سيباستيان كورتس» (Sebastian Kurz) منصبه حتَّى تؤدِّي الحكومة الجديدة (المتحالفة مع "حزب الخضر") اليمين الدستورية. في المتوسِّط، في تاريخ الجمهورية النمساوية، استغرق تشكيل سلطة تنفيذية جديدة أكثر من 62 يومًا.