إيطاليا وفرنسا وإسبانيا تصف الهجمات الإسرائيلية الجديدة على قواعد الأمم المتحدة بأنها "غير مبررة" - الإيطالية نيوز

إيطاليا وفرنسا وإسبانيا تصف الهجمات الإسرائيلية الجديدة على قواعد الأمم المتحدة بأنها "غير مبررة"

«جورجا ميلوني»، ورئيس الوزراء المالطي «روبرت أبيلا»، و«بيدرو سانشيز»، و«إيمانويل ماكرون»، خلال المؤتمر الصحفي في نهاية مؤتمر "ميد9" في قبرص، 11 أكتوبر

الإيطالية نيوز، الجمعة 11 أكتوبر 2024 - وفي ختام اجتماع في قبرص، الجمعة، بين دول الاتحاد الأوروبي التسع المطلة على البحر الأبيض المتوسط، أصدر رؤساء حكومات إيطاليا وفرنسا وإسبانيا بيانا مشتركا وصفوا فيه الهجمات الإسرائيلية الجديدة على قواعد الأمم المتحدة "اليونيفيل".. في جنوب لبنان وتدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

ووصف رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني الحادث بأنه "غير مقبول".

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن "وقف تصدير الأسلحة" التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان هو السبيل الوحيد لوقف الحرب، موضحا أن دعوة الحكومة الفرنسية ليست "نداء لنزع سلاح إسرائيل".

كما تقدم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالطلب نفسه، لكن ميلوني لم تذكره خلال كلمته، ولم ينته الموضوع إلى الإعلان المشترك للزعماء الثلاثة.

في صباح اليوم الجمعة، هاجمت إسرائيل مرة أخرى مقر بعثة "اليونيفيل" على طول ما يُسمى بالخط الأزرق (منطقة ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان، والتي تخضع للمطالبات الإقليمية وتراقبها الأمم المتحدة).


 أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي قذيفة مدفعية باتجاه مدخل قاعدة البعثة في "الناقورة"، ما أدَّى إلى وقوع أضرار. ثم أطلقت دبَّابة إسرائيلية النَّار باتِّجاه بُرج مراقبة على الطريق الواصل بين قاعدة "الناقورة" ومدينة "صور" شمالاً، مقابل حاجز للجيش اللبناني. وأصيب جنديان من الوحدة السريلانكية. وبحسب قناة "الميادين" التلفزيونية فإن أحدهما أصيب بجروح خطيرة.


وأكَّد المتحدِّث بإسم بعثة "اليونيفيل"، «أندريا تينينْتي» (Andrea Tenenti)، وقوع الهجوم صباح الجمعة لـ "لابريس": في ذلك الوقت كانت التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة مصدر الضربة. وبعد ظهر الجمعة، أكَّد الجيش الإسرائيلي على أنَّ جنديين من قوات "اليونيفيل" "أُصيبا عن غير قصدٍ خلال القتال ضد حزب الله"، وقال إنَّه سيُحقِّق في الأمر. علاوة على ذلك، أكَّدت بعثة "اليونيفيل" بعد الظهر أنَّ جرَّافة تابعة للجيش الإسرائيلي هدمت جداراً محيطًا بِـ "قاعدة اللَّبونة".


وهذا ليس الهجوم الإسرائيلي الأوَّل على "بعثة اليونيفيل" هذا الأسبوع: وفي يوم الخميس، أطلقت دبَّابة إسرائيلية النار على برج المراقبة التابع لـ "قاعدة الناقورة" ذاتها، ما أدى إلى سقوط عنصرين؛ ولم يتعرَّض الإثنان، وهما من الجنسية الإندونيسية، لإصابات خطيرة ولكن جرى نقلهما إلى المستشفى. وفي يوم الخميس أيضًا، أطلق جنود إسرائيليون النار على قاعدة في "اللبونة"، على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب، فأصابوا مدخل مخبأ كان يحتمي به بعض عناصر قوات "اليونيفيل". وفي اليوم السابق، أطلق جنود أخرون النار "عمْدًا" على الكاميرات الأمنية في القواعد لتعطيلها.

وفي الأيام التي سبقت الهجمات، طلبت إسرائيل من قوات "اليونيفيل" التحرُّك مسافة 5 كيلومترات شمال الحدود، لتجنُّب الوجود في مناطق القتال النشطة. في الواقع، منذ عدَّة أيام، تكثَّفت الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وجماعة "حزب الله" السياسية والعسكرية اللبنانية في منطقة الحدود الفعلية بين إسرائيل ولبنان: في هذه المنطقة نفسها تقع القواعد التي ينطلق منها مراقبو الأمم المتحدة على تلك الحدود، والتي هاجمتها إسرائيل.


وردًّا على طلب إسرائيل، أشار «جان بيير لاكروا» (Jean-Pierre Lacroix)، نائب الأمين العام للأمم المتَّحدة المسؤول عن مهام "حفظ السلام"، إلى أن قوات "اليونيفيل" تشكل قناة الحوار الوحيدة بين إسرائيل وحزب الله، وأن كلا الجانبين عليهما "الالتزام باحترام  السلامة والحماية". ولذا بقيت القوات في أماكنها، وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة قد أمرها بعد ظهر الخميس بالتحرُّك مرة أخرى، من دون الحصول على ذلك.


وفي الأيام الأخيرة، أفادت قوات "اليونيفيل" أنَّ الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان تسبَّبت في أضرار واسعة النطاق، وأنَّ جنود الجيش الإسرائيلي قاموا بعدَّة توغُّلات في الأراضي اللبنانية، حيث اشتبكوا مع أعضاء "حزب الله". من ناحية أخرى، تواصل الجماعة السياسية والعسكرية اللبنانية إطلاق الصواريخ باتِّجاه إسرائيل، حتَّى في المناطق المأهولة بالمدنيين.