وأصبح طب القَدَم في إيطاليا، وأيضًا في العالم، ذا أهمِّية متزايدة في مجال الرعاية الصحية الحديثة في السنوات الأخيرة. وأصبح دور طبيب الأقدام مركزيًا بشكل متزايد في بانوراما الرعاية الصحية العالمية. وقد سلَّط الارتباط الوثيق بين صحة القدم وصحة العمود الفقري ووضعية الجسم الضوء على أهمية التشخيص الشامل: الحالات الشائعة مثل "انحراف إبهام القدم" أو ما يُعرَف علميًا بـ "إبهام القدم الأروح"، واِلْتهاب اللفافة الأخمصية، ونتوءات الكعب، وتقوُّس القدم، جنبًا إلى جنب مع حالات مثل "ورم مورتون العصبي"، غالبًا ما تتطلَّب تقييمًا شاملاً وعلاجًا شخصيًا لا يمكن أن يُقدِّمه إلَّا طبيب أقدام مدرَّب بطريقةٍ مناسِبةٍ.
وفي إيطاليا، على غرار الدول الأخرى التي تعرب عن تقديرها لهذه المهنة ولهذا اليوم، كرَّست لجنة أطباء الأقدام في "نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا" (AMSI) و"حركة متّحدين للوحدة" و "الرابطة الطبية الأوروبية الشرق-أوسطية"، هذا اليوم للتعريف بأهمية وجود تخصص طبي لا يقل عن باقي التخصصات الأحرى، ونعني هنا طب الأقدام، التي تعتبر قاعدة الكائنات الحية ذات الأرجل، وفي مقدمتها الإنسان.
وفي تعليق على على هذا النشاط، قال الطبيب «ندير عودة»، وهو طبيب أقدام شاب ومُتميِّز، تخرَّج من جامعة "تور فيرغاتا": “إننا نحتفل بطب الأقدام، وهي مهنة عظيمة، لا تزال غير معروفة عند الكثيرين.”
وأضاف: «اليوم، 8 أكتوبر، نحتفل بطب الأَرجُل، وهي مهنة عظيمة، لا يزال الكثير من الناس لا يعرفونها ولا يقدِّرونها. أهمية مهنة الرعاية الصحية هذه، بالإضافة إلى العلاج، تكمن أيضًا في الوقاية من جميع الأمراض والمشاكل التي تهمُّ القدمين. يمكن أيضًا توسيع المناقشة لتشمل تقييم الوضعية والتقييم باستخدام منصَّة قياس الضَّغط الجوِّي، من أجل التدخُّل المحتمَل باستخدام النِّعال العظمية أو الوظيفية."
الدكتور «ندير عودة» بالتعاون مع والده البروفيسور «فؤاد» ذو الأول الفلسطينية، وهو طبيب العظام ، قاما بتطوير بروتوكول مبتكَر لعلاج أمراض العمود الفقري والمفاصل، بالِإسم "Protocollo Aodi": هذا البروتوكول يعتمد على علاج جميع أمراض العمود الفقري من دون جراحة.
يقول الدكتور «ندير عودة»: “إن عولمة التشخيص والتعاون بين التخصصات أمر ضروري حتى لا نغفل أي شيء». «تعتمد أمراض العمود الفقري غالبًا على دعم أخمصي غير صحيح، ومن الضروري التدخُّل من خلال التقييمات الوقائية، خاصة في مرحلة المراهقة، لتصحيح مشاكل العظام ووضعيتها مثل "الأروح" و"التقوس" عند الأطفال.”
وخَلُص الدكتور «ندير عودة» إلى القول: “سيكون فقط من خلال الالتزام المشترك ضمان الرعاية الكافية لأولئك الذين يعانون من الاضطرابات المرتبطة بالقدم وتحسين جودة الرعاية الصحية.” في الوقت نفسه دعا المؤسسات والمجتمع المدني إلى الاعتراف الكامل بأن مهنة طب الأقدام تساهم أساسًا في تطوير السياسات الصحية العامة، وأرقامها تعزِّز وتُثبت هذا القول.