يا أيُّها الكثيرُ من المسلمين!
يحلّ عيد المولد النبوي الشريف فكلّ عامٍ ونحن طيّبون
لا نقولُ إنَّ الرسولَ هو لكم، بل هو "للناس" و "للعالمين".
وكما قال الشَّاعرُ الحلبيُّ عبد الله يوركي حلاق:
إنّي مسيحيُُّ أُجِلُّ محمَّدًا ... وأراه في سِفر العُلا عنوانًا
وأُطأْطئُ الرأس الرَّفيع لذِكْرِ من صاغ الحديثَ وعلّّم القُرآنا
ففي وقفةٍ مع الذَّات يجب أن نسأل أنفسَنا جميعًا ء وأنتم خاصة ء هل حافظنا على الأمانة؟
مِن حَقِّكم عَليَّ أن أقول لكم ما يعتمل في فكري وقلبي وصدري.
يولد الرسول مرَّةً في العام، لكنَّه يموت كثيرًا في اليوم الواحد:
يموت من أفعال الكثير من المسلمين ومن أعمالهم.
فَيَا أيُّها الكثيرُ من هؤلاء المسلمين:
يفتَرون على الإسلام وأنتم تُصدِّقون الفِرْيَة من خلال أعمالكم وإهمالكم.
دينكم دين العلم وأنتم جاهلون،
ودينكم دين النظافة وأزقَّتكم وأماكنكم قذرة.
تُظهِرون الإسلام يحارب تعليم المرأة وأنَّ العلم هو فقط العلم الشرعي لأنَّه برأي البعض "كلّ العلوم عدا القرآن مشغِلة".
دينكم يُحضُّكم على النَّصر وأنتم تتخاذلون فعلًا .. لكنَّكم تُحاربون في محطَّات الإذاعة لَفظًا وتُظهرون بطولاتكم في وسائل التواصل.
الإسلام ينادي بالتكافل الاجتماعي من خلال الزَّكاة على الأقل ولكنكم تَبخلون.
الإسلام ينادي بالتيسير "يسِّروا ولا تُعسِّروا" ولكنكم تُعسِّرون.
الإسلام هو "لو كنتَ فَظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك"، مع ذلك أنتم تُنفِّرون.
الإسلام ينادي بالتراحم وأنتم تأكلون لحم إخوتكم.
فكيف تستقبلون عيد المولد النبوي؟
هل تستقبلونه في المساجد وبالأناشيد الدينية والخُطب الرنَّانة؟
هل توزِّعون "الملبَس ذي اللون الأزرق" وقطع "جوز الهند" وغيرها؟
إنَّ الرَّسول بحاجة إلى قلوبكم توزِّعونها على المحتاجين،
بحاجة إلى أرواحكم تقدِّمونها للعالم،
بحاجة إلى عقولكم تساهمون بها في تطوُّر البشرية.
وقال عليه الصلاة اولسلام: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148). أَفلا تفقهون!؟
يا أيُّها الكثيرُ من المسلمين، لقد وَرَدت "فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ" في خمسة سُوَر في القرآن الكريم .. أفلا تفقهون؟
اللَّهُمَّ اشهد إنِّي بلَّغت!