الحزن يسود إيطاليا على إثر وفاة «توتو سكيلاتشي» هدَّاف كأس العالم 1990 - الإيطالية نيوز

الحزن يسود إيطاليا على إثر وفاة «توتو سكيلاتشي» هدَّاف كأس العالم 1990

 الإيطالية نيوز، الأربعاء 18 سبتمبر 2024 -  توفي لاعب كرة القدم السابق «سَلفاتوري سْكيلاتشي» (Salvatore Schillaci)، المعروف باسم "طوطو" (Totò)، عن عمر يناهز 59 عامًا: كان مريضًا لعدَّة أشهر وجرى نقله في الأيام الأخيرة إلى المستشفى في "باليرمو". لعب «سكيلاتشي» كرة القدم بين الثمانينيات والتسعينيات، وكان مهاجمًا وأصبح مشهورًا قبل كل شيء خلال كأس العالم 1990، التي لعبت فيها إيطاليا على أرضها.  لقد وصل إلى هناك من دون أن يكون أساسيًا، لكنَّه في النهاية سجَّل 6 أهداف في 7 مباريات وكان أفضل هدَّافي البطولة التي أنهتها إيطاليا في المركز الثالث.

في ذلك الصيف، انتقل من الدور الاحتياطي إلى رمز المنتخب الإيطالي، وأصبح معروفًا في الخارج ليس فقط بسبب أدائه، ولكن أيضًا بسبب تعبيراته الغريبة على أرض الملعب، واحتفالاته وطريقة حديثه الأصيلة جدًا التي تعكس الصور النمطية عن الإيطاليين التي لا تزال منتشرة على نطاق واسع.

وقبل عامين، قال «سكيلاتشي» إنه خضع لعلاج وعمليات لسرطان القولون، وهو  المرض نفسه الذي أصابه مرَّة أخرى في الأشهر الأخيرة. وأكدت عائلتُه يوم الأحد أنَّه نُقل إلى المستشفى، لكنَّها قالت إنه في حالة مستقرَّة.

وُلد «سكيلاتشي» في باليرمو عام 1964 وبدأ اللعب بصفة احترافية في سن 18 عامًا مع نادي "ميسِّينا". في "ميسِّينا" كان لديه مدربان أصبحا في السنوات التالية مشهورين جدًا ويحظيان بتقدير كبير، مثل «فرانكو سْكويُّو»، المعروف بإسم "البروفيسور"، و«زدينيك زيمان». وقال «سكيلاتشي» إنَّ الأول مدحه بقوله له إنَّه "أقوى من «بيليه»". والثاني قال إنه يلعب كرة قدم هجومية تُمجِّد المهاجمين: في موسم 1988-1989، سجَّل «سكيلاتشي»، مع «زيمان»، 23 هدفًا في دوري الدرجة الثانية مع "ميسِّينا".

 في الصيف، قرَّر يوفنتوس، الذي يدرِّبه «دينو زوف» (Dino Zoff) ويتعامل مع تغيير الأجيال، التركيز عليه وعلى مهاجم إيطالي أخر مأخوذ من دوري الدرجة الثانية،، «بييرلويدجي كازيراغي». حصل «سكيلاتشي» على 6 مليارات ليرة (أي ما يعادل حوالي 7.4 مليون يورو اليوم) وقدم أداءً ممتازًا على الفور مع يوفنتوس: في عامه الأوَّل سجل 21 هدفًا في جميع المسابقات (15 في الدوري الإيطالي)، وفاز بكأس إيطاليا وكأس الاتحاد الأوروبي، وهي المسابقة الأوروبية الثانية للأندية (سلف ما يسمى الآن بالدوري الأوروبي).

أقنعت هذه العروض المدرِّب الفني للمنتخب الإيطالي، «أزيليو فيتشيني»، باستدعائه للمشاركة في كأس العالم 90 في إيطاليا: بدأ «سكيلاتشي» كاحتياطي لـ «أندريا كارنيڤالي»، ولكن في الشوط الثاني من المباراة الأولى ضد النمسا، وكانت النتيجة لا تزال 0-0، دخل وسجل برأسية بعد 4 دقائق. 


 وهكذا بدأ «سكيلاتشي» يُعرف غالبًا بإسم "الصيف السحري" (estate magica): إشارة إلى أغنية «إدواردو بيناتو» و«دْجانَّا نانِّيني» "صيف إيطالي"، المعروفة بإسم "الليالي السحرية" (Notti Magiche)، والتي كانت النشيد الوطني لكأس العالم. 

وسجَّل في خمس من المباريات الست التالية لتلك البطولة، بما في ذلك الهزيمة في نصف النهائي بركلات الترجيح أمام الأرجنتين بقيادة «دييغو أرماندو مارادونا» ونهائي المركز الثالث ضد إنجلترا. لقد سجل ستة أهداف في ست مباريات مختلفة، مما أعطى انطباعًا بأنه يعيش لحظة رياضية مذهلة حقًا.

حصل على لقب أفضل هداف في كأس العالم، وفي نهاية عام 1990 احتل المركز الثاني في تصنيف الكرة الذهبية، وهي الجائزة التي منحتها مجلة "فرانس فوتبول" لأفضل لاعب أوروبي: فاز بها الألماني «لوثار ماتيوس».

وانتهى تاريخه مع المنتخب في سبتمبر 1991، بعد نحو عشر مباريات بين مباريات ودية ومباريات تأهيلية لبطولات أوروبا؛ مباراة يوفنتوس في صيف 1992: انتقل إلى "إنتر" مقابل 8.5 مليار ليرة، أي ما يقرب من 9 ملايين يورو اليوم. كان "إنتر" هو الفريق الذي يُشجِّعه، لكنه لم يتمكَّن من العودة إلى مستوياته وبعد أقل من عامين انتقل إلى اليابان ليلعب مع "جوبيلو إيواتا" (الذي فاز معه بالبطولة).  كانت تلك السنوات التي نادرًا ما سافر فيها اللاعبون الإيطاليون إلى الخارج، حيث كانت بطولة الدوري الإيطالي واحدة من أغنى البطولات في العالم في ذلك الوقت وربما الأكثر شهرة ومرموقة. كان «سكيلاتشي» أوَّل من ذهب إلى اليابان، مقتنعًا أيضًا بعقد غني جدًا: وجد حماسًا كبيرًا وعاد للعب بمستوى جيِّد، قبل أن تدفعه الإصابة إلى الاعتزال في عام 1997، عن عمر يناهز 33 عامًا.

بعد تقاعده أدار مركزًا رياضيًا للشباب في "باليرمو" لبضع سنوات، وخرج منه العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين. تولَّى مهنة سياسية قصيرة، حيث جرى انتخابه في عام 2001 كمستشار لمدينة "باليرمو" مع "فورتسا إيطاليا"، لكنَّه استقال بعد عامين. كان معروفًا في إيطاليا حتى بين الشباب لمشاركته في البرامج التلفزيونية وبرامج الواقع (ريالِيتي)، بما في ذلك برنامج إيزُلا دِيْ فاموزي" (جزيرة المشاهير) ومؤخرًا برنامج "بكين إكسبريس".