صورة من مظاهرة لطلاب يرفعون شعار "من النهر إلى البحر" |
وذكرت هيئة البث والإذاعة لألمانيا الشمالية (NDR)، الأحد، أن وزيرة الداخلية الألمانية، «نانسي فايزر» (Nancy Faeser)، أصدرت قرارًا يتضمَّن مُبرِّرات جديدة لرفض منح الجنسية الألمانية، وبين هذه المبرِّرات تَرْديد شعار "من النهر إلى البحر" أو الترويج له.
يُذكَر أنَّ تاريخ عِبارة "من النَّهر إلى البحر" يعود إلى ستينيات القرن الماضي، حيث كانت "منظَّمة التحرير الفلسطينية" (OLP) تُردِّدها للتعبير عن هدفها المتمثِّل في تحرير كامل الأراضي الفلسطينية المُمتدَّة ما بين نهر الأردن والبحر المتوسط إلى أن تخلَّت عنها.
ووفقًا قانون الجنسية الجديد الذي دخل حيِّز التنفيذ في 27 يونيو 2024، فإن الأشخاص الذين يعملون في ألمانيا ومندمجون بشكل جيد يجب أن يتمكَّنوا من الحصول على الجنسية الألمانية بعد خمس سنوات فقط بدلًا من الثماني السابقة.
لقد أصبحت متطلَّبات الالتزام بما يُسمَّى بالنِّظام الأساسي الديمقراطي الحر أكثر صرامة: "العنصرية ومعاداة السامية أو أي شكل أخر من أشكال كراهية الجنس البشري تمنع اكتساب الجنسية الألمانية"، كما كتبت وزارة الداخلية الاتحادية على موقعها الإلكتروني. ولكن ما هي المعايير التي يجب التحقُّق منها؟
وتحدِّد الداخلية الألمانية كون شعار "من النَّهر إلى البحر" غير متوافق مع الالتزام بالدستور الألماني لاعتباره ينتهك مسؤولية ألمانيا التاريخية الخاصة اتِّجاه الحياة اليهودية. يتضمَّن ذلك أيضًا الإعجاب بالشعار أو مشاركته أو التعليق عليه على شبكات التواصل الاجتماعي. شعار "من النهر إلى البحر" يعني المنطقة الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فيما يعرف الآن بإسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وعندما سُئلت عمَّا إذا كان هذا الشعار الغامض يمكن أن يكون معيارًا قانونيا محدَّدًا لتجنيس الأشخاص، ردَّت وزارة الداخلية الاتِّحادية أنَّه عندما يَحدثُ نُطق الشِّعار، ينبغي أن يُؤخَذ في الاعتبار السِّياق الذي نُطق فيه الشعار.
وتقول وزارة الداخلية الاتحادية على سبيل المثال، عندما “ترتبط عبارات مثل 'من النهر إلى البحر‘ بدعوة صريحة إلى أعمال عُنف ضد دولة إسرائيل. "يجب أن يتم التساؤل "أثناء المقابلة الشخصية لمُقدِّم الطَّلب، وإذا لزم الأمر، في محادثة تكميلية، عما إذا كان مُقدِّم الطَّلب ملتزمًا بشكل موثوق بالنظام الأساسي الديمقراطي الحر [...] أو، في هذه الحالة، ربما "يوجد موقف معاد للسامية".