الإيطالية نيوز، السبت 28 سبتمبر 2024 - أكدت جماعة "حزب الله" المزاعم التي أذاعتها إسرائيل عبر وسائل إعلامها، والتي تفيد بمقتل «حسن نصر الله» (Hassan Nasrallah)، زعيم "حزب الله" السياسي والعسكري اللبناني، في غارة جوية مساء الجمعة على مبنى في حي "الضنية"، جنوب بيروت: أعلن الجيش الإسرائيلي النبأ صباح السبت ثم أكَّده "حزب الله" بعدما لم يجد سبيلًا لإخفاء هذا الفشل.
وقالت قيادة جيش الإحتلال أمس إنَّه جرى قصف بعض المباني السكنية في بيروت التي تقع تحت ما تعتبره إسرائيل مقرًّا لِ "حزب الله". وكان «نصر الله» حاضرًا أيضًا في المكان وكان يَحضُر اجتماعًا.
«حسن نصر الله»، الذي يبلغ من العمر 64 عاما، كان يقود الجماعة منذ عام 1992، عندما قَتَلت إسرائيل الزعيم السابق. لقد كان أحد أقوى الرجال في الشرق الأوسط وكان قريبًا جدًا من إيران التي تموِّل وتدعم "حزب الله": ومن غير المعروف الآن من سيحل محله كزعيم للجماعة، وذلك أيضًا لأنَّ إسرائيل قتلت العديد من القادة في الأشهر الأخيرة. لكن وسائل إعلام لبنانية ذكرت تعيين خليفة مؤقت لِـ «نصر الله»، وهو «نعيم قاسم»: يشغل هذا المنصب إلى حين انعقاد مجلس شورى التنظيم ليقرِّر من سيكون الزعيم الجديد الذي سيحل محل «نصر الله» بشكل دائم". أمَّا "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين إسرائيليين بأن "حزب الله" قد يُعلن قريبًا «هاشم صفي الدِّين» أمينًا عامًّا للحزب الشيعي".
إنَّ الوصول إلى حسن نصر الله بعد معرفة مسبَّقة لمكان وتوقيت وجوده في المكان المستهدف يدل على اختراق الحزب من قبل الخائنين الأصدقاء. هذه التصفية الثقيلة قد تزيد من تقويض استقرار المنطقة برُمَّتها: الجميع ينتظر ليرى ما إذا كان سيكون هناك أي رد فعل من جانب إيران، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي حجم. أما نحن، لا نعتقد أن بمقدور إيران أن تفعل شيء، فالحرب مع إسرائيل يعني الحرب مع الولايات المتحدة والحلف الذي يخدم مصالحها في المنطقة، على رأسهم دول المنطقة.
وفي صباح اليوم السبت، أصدر «علي خامنئي»، المرشد الأعلى لإيران (الشخصية السياسية والدينية الرئيسية في البلاد)، بياناً يذكر «نصر الله» بشكل مباشر ولكنَّه يطلب من "جميع قوى المقاومة في المنطقة دعم حزب الله". كما أُعلن الحداد (الحَزَن) لمدة خمسة أيام في إيران، وتجمَّع اليوم السبت بعض المتظاهرين الذين رفعوا علم "حزب الله" في نقاط مختلفة من العاصمة "طهران". وأوقفت شركة الطيران الوطنية "إيران إير" جميع الرحلات الجوية بين بيروت وطهران.
Iranians gathered in #Tehran's Palestine Square to condemn Israel’s deadly attacks on #Beirut. pic.twitter.com/RhmFLpVlRj
— Mina (@Mina696645851) September 28, 2024
ليس من الواضح بعد كيف أدركت إسرائيل مكان نصر الله وتوقيت وجوده في الموقع المستهدَف، وهو الرجل الذي قلَّما ظهر علانية منذ سنوات، والذي تُحيط به أجهزة أمنية واسعة النطاق.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين (فضَّلوا إبقاء هويَّاتهم مستترة) لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الجيش كان على علم بمكان «نصر الله» منذ أشهر، وقرَّر الهجوم الآن لأنَّه أصبح ينتقل إلى مكان أخر. وأضاف المسؤولون أنَّه جرى العثور على جُثَّة «نصر الله» والتعرُّف عليها صباح السبت، إلى جانب جثة «علي كركي» (Ali Karaki)، أحد قادة حزب الله.
الوضع في بيروت فوضوي للغاية. كتب «ويليام كريستو»، صحفي "الغارديان" هناك، أنه بعد الإعلان عن وفاة «نصر الله» أصبحت الشوارع خاوية على عروشها: المحلات التجارية مُغلَقة في الغالب، ومن يستطيع الهروب فعل ذلك. وفي وسط المدينة نشر الجيش دبَّاباته كإجراء وقائي تحسُّبا لاشتباكات محتمَلة. كما أن هناك العديد من النازحين الذين تركوا منازلهم هربا من القصف الإسرائيلي ويبحثون عن مأوى في الشوارع أو على شاطئ "الرملة البيضاء"، غرب المدينة.