الإيطالية نيوز، الخميس 26 سبتمبر 2024 - دعت مجموعة من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيطاليا، اليوم الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان، حيث تشُنُّ إسرائيل قصفًا مُكثَّفًا في الأيَّام الأخيرة لضرب جماعة حزب الله السياسية والعسكرية اللبنانية.
وفي وقتٍ متأخِّرٍ من صباح اليوم الخميس، ردَّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الطلب برفض إمكانية التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار:“هذا اقتراح أميركي فرنسي، ولم يستجب له حتَّى رئيس الوزراء […] وأمر رئيس الوزراء الجيش الإسرائيلي بمواصلة القتال بكل قوة ووفقًا للخُطط المقدَّمة.”
واستأنفت إسرائيل، ليل الأربعاء والخميس، قصف لبنان لليوم الرابع على التوالي: وقال الجيش الإسرائيلي إنَّه قصف عدة منشآت عسكرية تابعة لِـ "حزب الله" في وادي البِقاع وجنوب لبنان. ويزعم الجيش الإسرائيلي أنَّه يُهاجم أهدافًا عسكرية تابعة لِـ "حزب الله"، لكنَّه غالبًا ما يقصف مناطق مكتظَّة بالسُكَّان، كما أثارت الهجمات المُكثَّفة الجارية منذ يوم الاثنين الحديث عن غزو بري محتمَل من جانب إسرائيل.
بالنسبة للدول التي وقَّعت على دعوة وقف إطلاق النار، هناك "خطر غير مقبول لتصعيد" الصراع في جزء أوسع من المنطقة: كما أوضح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الأربعاء أن إسرائيل تستعد وتفكر في غزو بري.
ووقَّعت على الطلب الولايات المتحدة وأستراليا وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك. ويدعو إلى وقف فوري لمدة 21 يومًا بهدف إفساح المجال للاجتماعات الدبلوماسية "للتوصُّل إلى حلٍّ دبلوماسيٍ" للصراع وينصُّ على أن ينطبق وقف إطلاق النار على ما يُسمَّى بالخط الأزرق، أي الجزء من الأراضي الذي يُمثِّل الحدود بين شمال إسرائيل وجنوب لبنان، حيث تركَّزت الاشتباكات في الأيام الأخيرة.
وفي بيان مشترَك، وصفت الدول الموقِّعة على الطلب الأعمال العدائية المستمرَّة بأنَّها "لا تطاق" ودعت "جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك حكومتي إسرائيل ولبنان، إلى دعم وقف إطلاق النَّار المؤقَّت على الفور".
إنَّ الاشتباكات بين إسرائيل و"حزب الله" مستمرَّة منذ فترة طويلة جدًا، لكنَّها اشتدَّت منذ عام تقريبًا، أي منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة ردًا على هجمات حركة "حماس" الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر. ومع ذلك، فقد أصبحت قاسية بشكل خاص بعد العملية الاستخباراتية الأخيرة التي قامت فيها إسرائيل بتفجير آلاف أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتِّصال اللَّاسلكي التي كانت بحوزة "حزب الله"، ممَّا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا.
ووفقًا لبيانات الحكومة اللُّبنانية، التي تُعتبر موثوقةً تمامًا، فقد قُتل ما يقرب من 600 شخص في لبنان منذ بدء حملة القصف الإسرائيلية في الأيَّام الأخيرة، ونحو 1250 شخصا منذ أكتوبر الماضي. وأجبرت الهجمات الإسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية نحو 200 ألف شخص على مغادرة مساكنهم.
وقال مسؤول حكومي أمريكي إنَّ أحد أهداف الدول الموقَّعة على الطلب هو أن تؤدِّي الهُدنة بين إسرائيل و"حزب الله" إلى استئناف المُفاوضات لوقف إطلاق النار في غزَّة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس. وفي يوم الأربعاء أيضًا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش» (António Guterres) إلى وقف فوري لإطلاق النَّار في لبنان، مُدَّعيًا أنَّ "كل الجحيم ينفتح" في البلاد. وقال رئيس الوزراء اللبناني «نجيب ميقاتي» إنَّ الهجمات الإسرائيلية "انتهاك صارخ للسيادة وحقوق الإنسان" في بلاده.