الشخص الضحية هو «كريستينا ماتْسوتِّي» (Cristina Mazzotti)، فتاة كانت في الثامنة عشرة من عمرها عام 1975 وتوفيت بعد شهر من السجن. وبحسب الاتهامات فإن الرجال هم من قاموا بأخذ الفتاة من السيارة التي كانت تستقلُّها مع إثنين من أصدقائها، ثم سلَّموها إلى الأشخاص الذين قاموا باحتجازها في الأسابيع التالية.
عاشت «كريستينا ماتسوتّي» في ميلانو وكانت إبنة أحد رجال الصناعة في قطاع الحبوب، «إليوس ماتسوتِّي»، وهو ثري جدًا ولكنه ليس ثريًا كما اعتقدت عصابة الخاطفين. وفي مساء يوم 30 يونيو، كانت «كريستينا» عائدة إلى فيلا العائلة في "يوبيليو"، في منطقة "بريانتسا العليا" في كومو، بعد حضورها حفلة. وأثناء الرحلة، جرى إيقاف سيارتهم، التي كانت تستقلها رفقة فتاة وصبي، من قبل سيارتي "ألفا روميو جوليا" و"فيات 125". سألهما إثنان من الخاطفين من تكون «كريستينا ماتسوتّي»، فردَّت مشيرة إلى نفسها على الفور: جرى أخذها بالقوة من السيارة، بينما جرى تقييد مرافقيها. في الوقت نفسه، قاموا بتمزيق عجلات السيارة، وهي من طراز "ميني مينور". هذان الأخيران تمكنا من تحرير نفسيهما وبالتالي إطلاق ناقوس الخطر بعد ساعتين.
بعد اختطاف «كريستينا ماتسوتّي»، جرى اقتيادها إلى مزرعة تقع في بلدة "كاتيليتو سوبرا تيتشينو، بمحافظة "نوفارا"، حيث جرى حبسها داخل "باب مسحور" (انقر على هنا لتعرف أكثر عنه) داخل "مرآب" (ڭراج). كان ارتفاع الغرفة مترًا ونصفًا وعرضها متساويًا وطولها يزيد قليلاً عن مترين: كنات «كريستينا» لا تستطيع الوقوف لضيق المكان.
كان يُعطى لها شطيرتين في اليوم، ولم يكن هناك سوى أنبوب بلاستيكي صغير قطره خمسة سنتيمترات للهواء. وبقيت على تلك الظروف لمدة 28 يومًا:أعطاها الخاطفون المهدِّئات والمنشطِّات "للتغذيها"، على حد قولهم أثناء المحاكمة. وبحسب الاتِّهامات فإن وفاتها جاءت بسبب عدم القدرة على الحركة وتعاطي المخدِّرات.
ودفع الأب مليار و50 مليون ليرة كفدية (ما يقارب 7 ملايين يورو اليوم)، لكن عندما كانت الفتاة ميِّتة بالفعل. وهذه الأموال على وجه التحديد هي التي مكَّنت من تعقُّب العصابة، بعد أن أبلغ مدير مصرف في سويسرا عن عملية مشبوهة كبيرة. وبهذه الطريقة، تمكَّن المحققون الأمنيون من الوصول إلى «ليبيرو باليناري»، الذي كان يُعرَف حتى ذلك الحين بأنَّه مجرم صغير، وجرى إيقافه في "لوغانو". وعندما سُئل، كشف أن عملية الاختطاف نفَّذتها عصابة مختلِطة من اللومبارديين والكالابريين. كان «أنتونينو جاكوبي»، المنتمي إلى مافيا "اندرانغيتا"، مسؤولاً عن إدارة طلب الفدية من كالابريا. وبدلاً من ذلك، جرى تنفيذ الإدارة اللوجستية لعملية الاختطاف بواسطة «جوليانو أنجيليني»، الذي كان يقود مجموعة من ستة أو سبعة أشخاص.
خلال المحاكمة التي بدأت عام 1976 في "نوفارا"، تبيَّن أن «أنجيليني» كان شغوفًا بالطب وأنَّه هو الذي أعطى الفتاة مزيجًا من المهدِّئات والمنشِّطات.
جرى التعرُّف على الدليل الأول على اتِّهام الرجال الأربعة الذين يُعتقد أنهم نفَّذوا عملية الاختطاف، وجميعهم مرتبطون بجريمة كالابريا ولكنَّهم يقيمون في لومبارديا، فقط في عام 2007، عندما جرى تعقُّب بصمة يد على سيارة "ميني مينور" ترجع إلى «لاتيلَّا»، الذي كان في ذلك الوقت متورِّطا في أحداث قضائية أخرى. وبعد ذلك مباشرة، اعترف «لاتيلَّا» تلقائيًا باختطاف الفتاة، وذكرت «كالابرو» و«تاليا» كشريكين. ولم يُدرَج «مورابيتو»، المتَّهم بتسليم إحدى السيارات التي استخدمها الخاطفون، في التحقيقات إلا في وقت لاحق.